حجم النص
1- أطباء بلا قلوب
في إحدى أماسي الصيف اللاهب في العراق الملتهب ، بان على وجه حفيدتي البالغة من العمر سنتين بقع حمراء و توزع خلال فترة قليلة جدا في أنحاء جسمها ، فانتشر الرعب في المنزل ودقت صفارة الإنذار ، فتوجهت بها الى منطقة الإسكان حيث مجمعات أطباء الاختصاص ، فدخلت إحدى المجمعات بعد قراءة اسم الطبيب المختص بالأمراض الجلدية ، وعند بابه سألت أحد الأشخاص عن الطبيب هل هو موجود ، وأنا مرعوب وشديد القلق للحالة المفاجئة للطفلة وهي تبكي ، فقال : لا ... الآن خرج . فعدت مسرعا إلى الخارج ابحث عنه ، عدت بالسؤال للحارس في باب العمارة ، هل رأيت طبيب الجلدية ، فقال : هذا خلفك لم يخرج من العمارة بعد ، التفت وأنا فرح جدا ، بالصيد الثمين انه مازال هنا ، فإذا بذات الشخص الذي سألته بباب الطبيب عن الطبيب وإذا به هو الطبيب ، و كتمت غضبي ورجوته بان يراها وهو في مكانه واقف ويقول لي فقط هل الموضوع خطر أم لا ؟ فكان جوابه لا يمكن ذلك ، يجب أن تأتي غدا وتدفع الكشفية فقلت الآن ادفع الكشفية وهو يسير وأنا خلفه ذليل أحمل حفيدتي ، تذكرت المثل القائل ( إذا كانت لديك حاجة لدى ال......ب فقل له الحاج .....ب ) ، فقال لي مبتسما بخبث واضح ( امبوسبول ) !! و تركني ورحل .
2- أطباء نا والانسانية
بينما كنت أتعشى مع بعض الاصحاب في احدى مطاعم كربلاء المقدسة ، دخلت الى المطعم مجموعه من الاصدقاء ، وفيهم ثلاث اطباء ، جلسوا كلهم معنا على نفس الطاولات حيث دمجنا ثلاث طاولات لنكن معا ، فبدأ الحديث عن الامتيازات للأطباء من قبل الحكومة ، على الرغم من دخلهم العالي ، وخروجهم من مهنتهم الانسانية حيث لا يصلون الى المريض في بيته مثل الاطباء في باقي الدول وايضا في السبعينات من القرن الماضي ، واستغلالهم المستشفى الحكومي والاهلي لمجرد الكسب المادي ، وكيفية انهم يدخلون في غرف الفحص من ثلاث الى خمسة حالات مرة واحدة ، وكيف في الخارج لا يفحص الطبيب اكثر من 20 حاله بينما في كربلاء تصل ما بين 70 الى 100 مريض في اليوم ، وهذا العمل له دلالة واحدة هو عدم الاهتمام بالإنسان وانما بجيبه ، وهكذا الجدال ، وهم تارة يبررون و اخرى يهربون من الاجابة ، فقال لي احدهم : وهو من زملائهم ، هل تعلم : كم يدخل لهم يوميا (معدل لا يقل عن مليون دينار ) وللعلم ايضا أنهم لا يدفعون الضرائب ، فتم إعفاءهم منها ، ليهنئوا بدخلهم الوفير ، وهل تعلم : لم اشاهد طبيب يدفع الايجار في وقته ، وهل تعلم : أن الاطباء في احدى المجمعات الطبية رفضوا ان يدفعوا للمنظف اجور التنظيف علما ان الاجرة ، في اليوم الواحد خمسمائة دينار فقط لينظف لهم مخلفاتهم ومخلفات المراجعين ، و هل تعلم : أن الطبيب له امتيازات لا يملكها اي فرد من الشرائح المتنوعة في المجتمع العراقي . سالت احد الاطباء : لماذا كل هذه الامتيازات ، اجابني : لأن عملنا انساني !ومرتبط بحياة المواطن ! فسألته : أين كانت الانسانية عندما أضرب عن العمل أطباء الطوارئ وتركوا الناس بين الحياة والموت ؟
وبقيت الاجابة معلقة الى حين .
3- أطباء آخر وكت
بينما دخل صاحب البناية ( المؤجر ) في نهاية الدوام ، لتفقد عيادات الأطباء في عمارته الطبية في منطقة الاسكان ليلا ، والتأكد من وضعها العام وخلوها من الجميع ، واذا به يسمع نقاش حاد و فيه نبرة الوعيد واضحة من الطبيب المختص ، و نبرة التوسل واضحة ، من قاطع التذاكر للطبيب ، ماذا يجري ؟ سأل المؤجر : اجابه الطبيب : لا شيء مهم ، وسحب الطبيب ( قاطع التذاكر ) وادخله العيادة بقوة فاسترق المؤجر السمع من خلف الباب مضطرا لشكوكه بالوضعية التي رآها ...
قال الطبيب للفراش : كم راتبك اليوم .
اجابه الفراش : عشرة الاف دينار فقط .
قال له : حسنا اعطيني اليوم اجرتك ، واعطيك يوم غد عشرين الف .
اجابه الفراش : دكتور انا اصرف كل يوم اجرتي (اتسوق بها) وكما قال المثل فوت لا يموت ، واعود في اليوم الثاني واستلم اجرتي واصرف على عائلتي ، وهكذا .
فقال له الطبيب : مستحيل !! اذا لم تعطيني العشرة الاف اليوم لن تأتي غدا ..
اجابه الفراش : لماذا ؟
قال الطبيب : ( الشدة ) لكي تكتمل مليون ناقصة ورقة واحدة فئة عشرة الاف ، ولا اذهب الى البيت وهي ناقصة !!
قال الرجل قاطع التذاكر : (دكتور) انت لديك 990الف وتأخذ مني الورقة الوحيدة التي لدي .
أجابه : (بحدة) نعم وليس هناك طريق اخر . هنا تألم صاحب البناية (المؤجر )، ففتح الباب ، واعطى الرجل المغلوب على أمره ، ورقة من فئة (عشرة الاف دينار ) وقال له اعدها لي غدا ،وقال له مستدركا : كيف تقبل أن يذهب الطبيب الى البيت ولديه نقص !!!!!
أقرأ ايضاً
- فزعة عراقية مشرّفة
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- حماية الاموال العراقية قبل الانهيار