- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عيد الصحافة... اعلام يسوق الشعوب
حجم النص
بقلم :صلاح بصيص
في خضم الصراعات المتعددة في العراق على الصعيدين الداخلي والخارجي تنبري بعض الاحداث لتكّون شكلا جديدا من اشكال التنوع الثقافي، نوعا ينم عن عمق الاحساس بضرورة الاسهام في ترويج التفاؤل والأمل وبثه كسنابل حان ميعاد حصادها لتشبع الجائعين... من تلك الاحداث عيد الصحافة العراقية الذي يحمل هذا العام خصوصية وتنوعا وتجددا ليكون رافدا من روافد الأمل والتفاؤل والبناء، ولو بلبنة بسيطة تعلي صرح بنائنا وتواصلنا وثقافتنا...
سؤال وجهته قبل فترة الى السيد نقيب الصحافيين العراقيين الاستاذ مؤيد اللامي اثناء اجتماعه برؤساء الفروع في المحافظات، على قاعة فندق برج بغداد، عن أهمية هذا الحدث وما يمثله، وقد دلتني اجابته عن عمق هذا اليوم وخصوصيته وما يمثله، ففعلا يجب ان يكون الاحتفال هذا العام يناسب القيمة الحقيقية للصحفي لما يمثله من سلطة وانتماء الى القرار بجميع مفاصله، فلا شك بان الاعلام العراقي يعيش فترة انتعاش وتجدد وبناء، المنصف يلحظ الفارق بسهولة بين امس الصحفي ويومه على جميع الاصعدة بالاخص فيما يتعلق بامتداد مساحة التأثير وقبول المؤثر، على الصعيد السياسي او الاجتماعي او الشعبي، هذا يعود بالتأكيد الى الهرم الذي استطاع ان يتجاوز العقبات ويروض الصعاب في سبيل الاستمرار للوصول الى ان يحتل الاعلامي، على المستوى الشخصي، مكانته المناسبة في المجتمع قياسا بالبلدان الاخرى، وعلى وجه التحديد المتحرر منها والمتطور، فالاحتفال بهذا اليوم يعد رصيد الصحافة العراقية وانطلاقها نحو العالمية وهي خطوة مكملة لما بدأ به ضمن سلسة احداث لولوج الصحافة العراقية الى ميادين ابعد من المحلية، بعد ان قبع وحيدا يعاني نظام السلطة الشمولية ومزاجيتها، ومن هنا وجهت بعض الدعوات الى شخصيات عربية وعالمية لحضور المهرجان من باب ان الاعلامي يملك القدرة في الاسهام على تسويق بلده على طريقته الخاصة فحضور تلك الشخصيات رسائل تنم عن تعافي الوطن من جراحاته والمشاركة في رفع قيد العزلة الطويلة والمصالحة بين بلدنا ومحيطه العربي والاقليمي، كذلك اطلاع الضيوف الحاضرين عن مكانة الاعلامي ومنزلته وما يحتله من مكانة واسعة باعتباره مرآة عاكسة وضمير واع، ركز اللامي على ان تكون حديقة الزوراء فسيفساء العراق، تذيب المذاهب والاديان والقوميات تحت سماء واحدة، لا يرفرف فوقها سوى راية العراق الواحد، بعد ان تقتطع اجزاء من هذه الحديقة ليمثل كل جزء منها طيفا وقومية ونوعا، وهي دلالة ضمنية على وحدة العراق واعلان عن حضارته وتراثه، بحسب البرنامج الذي اعد لذلك حيث ستقوم كل محافظة بعرض تراثها وما يميزها ليكون هذا الحفل مهرجانا وكرنفالا ومعرضا للفكر والحضارة.
في معرض تذليل الصعاب امام المحافظات لمسنا حرصا كبيرا في تذليل مشاكل المحافظات وتجاوز العقبات ليستحق المهرجان ان يكون بمستوى الطموح، وهنا لا بد ان نشير الى الهمة العالية لدى فروع النقابة في سبيل الارتقاء بواقع هذا المهرجان وتفهمهم الكبير كونهم الرافد الرئيس في انجاحه...
ما يميز هذا المهرجان، الوفود المشاركة والشخصيات التي ستفد وهي قرابة الـ 300 شخصية عربية واجنبية، وقد سعت نقابة الصحفيين ولأول مرة الى إشراك فروعها في المحافظات وتشكيلها غرفة عمليات يقع على عاتقها متابعة انجاز كل محافظة والزام الحكومات المحلية أخذ دورها الايجابي في رفد ودعم فروع النقابة وتوفير جميع الامكانيات المتاحة من دعم مادي او معنوي، وان لا يكون مقتصرا على مستوى الحضور والتمثيل فقط، بعد تعميم الامانة العامة كتابا الى جميع المعنيين في الحكومات المحلية الاسهام في تذليل العقبات التي تقف دون تحقيق برامج كل محافظة... هو منجز اضافي ينشط عمل الفروع ويجعلها شريكا في هذا المهرجان ويوسع من المهام المناطة بتلك الفروع، فلا يكون عملها محصورا ببعض الامور الهامشية، فضلا عن اشعال روح المنافسة عن طريق تخصيص جوائز عينية للمحافظات الفائزة، التي ستحتل المراكز المتقدمة.
اما اهم ما يركز عليه المهرجان هو الاسهام في نقل صورة حية وواقعية عن اوضاع العراق بعد ان يرحل الضيوف ليصبحوا سفراء في اتمام الصورة الجميلة التي يطمح لها كل عراقي بعد ان يرى بلده معافا سالما، لتخرس جميع الالسن التي تحاول نقل الصورة المعكوسة المبنية على السمع في ان العراق ارض خراب ودمار.
[email protected]
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- دور الاعلام القضائي في تحقيق الأمن القانوني
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود