- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قراءةٌ تشكيليةٌ لآية (وَالشَّمْسِ وَضُحَـهَا)
الفن التشكيلي من أهم وأجمل ظواهر الجمال، ومن أهمّ العناصر التي تشكل الصورة الأدبية لِما يشتمل عليه من شتى الدلالات الفنية، الدينية، النفسية، الاجتماعية الرمزية والأسطورية. وللفن التشكيلي دوره الخاص في الصورة الفنية القرآنية لأن عناصر هذا الفن قد وظفت في المستويات البنيوية والتعبيرية،والحسية، والرمزية للتصوير الفني القرآني.هذا البناء يمتلك كيان الرسم ، وخياله ، وموقفه في الأخير فهو لا يعلن عن موضوع معين ،باعتبار الفن ملموس ، وانما يختار ابجديته البصرية الرمزية لتكون خطاب يحقق التوازن من باب الفن التشكيلي نتجول ونستمتع بالفرجة على الجداريات القرآنية إذ فيها معالجة عظيمة بثها الباري عز وجل على تلك الجدران تمثلت برسومات كلامية لتهذيب النفس البشرية ، وتطهير القلوب من الأدران، كل مفرده صوره و لوحة نشاهد من خلالها مشهد شاسع من هنا تعمل هاتين الكلمتين على تحريك الفكر في الإنسان كي يمعن النظر في هذه الكتلة الهامّة من عالم الخليقة، وليتخذ منها سبيلاً إلى اللّه سبحانه وتعالى. وعظمة «الشمس» ودورها الهام في إنشاء تكوينات مجسمة لكل الموجودات الحية على ظهر ألأرض فهي إضافة إلى كونها مصدرا للجمال الملموس المتمثل بالنور والحرارة ـ وهما عاملان أساسيان في حياة الإنسان ـ تعتبر مصدراً لغيرهما من المظاهر الحياتية، وجمال حركة الرياح، والخطوط ألنازله لهطول الأمطار، وخضرة النباتات، ومشهد جريان الأنهر والشلالات، بل حتى نشوء مصادر الطاقة مثل النفط والفحم الحجري... كل واحد منها يرتبط ـ بنظرة دقيقة ـ بنور الشمس.ولو قُدر لهذا المصباح الحياتي أن ينطفئ يوماً لساد الظلام والسكوت والموت في كل مكان ولتمسي الدنيا علينا عدم لا سامح الله فلا ندع اللون الأسود يغشانا فهو ليس لون بل ظلام لا حوله لنا به ولا قوه وحين سُئل توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي عن سر الأعجاز أجاب أنها 1% فقط إلهام و99% إيمان وإبداع وجهد وعرق وسهر ، هكذا ينطبق الحال على كل الموجودات وأولها النفس البشرية بإمكانك إن تجعلها لوحه تسر الناضرين.