لعل المشاهد واللقطات الدموية المؤلمة التي شاهدناها خلال اليومين الماضيين عكست مدى الحقد المتوارث تجاه المطالبين بالحرية ، فما يحدث اليوم في دولة البحرين من تكالب لجيوش الخليج و ايقاع العشرات من الشهداء والجرحى في صفوف الشعب البحريني يكشف الوجه الحقيقي للحكومات الخليجية بزيها الديمقراطي المتمثل بارتداء العباءة العربية التي تمثل العزة والوقار والهيبة العربية التي سقطت إلى أعماق الحضيض متحولة الى لباس شفاف يستطيع الجميع رؤية عوراتهم وما تحمله أجسامهم من تقرحات وشقوق ينفذ منها الدم الفاسد ليحرق به أجساد أهالي البحرين ، أما العقال او ( العكال ) كما هو معروف باللهجة العامية ،تحول من رمز للشرف والغيرة والأصالة الى حبل يلف على أعناق آل سعود وغيرهم من المرتزقة ليسحبوا كالمطايا لتنفيذ أجندة اتفقوا عليها سلفاً تتلخص بإخراس الأصوات المنادية بالحرية .
لم يتفق العرب في ما سبق على شيء يخدم الأمة العربية وشعبها وفي مقدمتها قضية الولاء لإسرائيل، فملك الأردن وجد من الضروري ان يرسل جيشا إلى البحرين لقتل شعبها على يجنده لإنزال العلم الإسرائيلي الذي يرفرف في سماء عمان ، أما أمير قطر فقد أغمض عينه عن ما يدور في المنامة من مجازر وحشية ،متناسياً ان الذي يذبح هو شعب عربي اولاً وخليجي ثانياً،مكتفيا بعقد اتفاقيات مع وزارة التعليم الإسرائيلي برعاية الشيخة موزة ، أما العاهر السعودي فقد استفاق من مرضه ليتلذذ بمشاهد قتل الثائرين على يد أصحاب اللحى الطويلة واللباس القصير، الذين أحلو قتل المسلمين وأسموهم رافضة.
أوليس من الأفضل أن تكون هذا الجيش هي لحماية الشعوب الخليجية بدل من ان يكون مدافعا عن انضمتها وأداة لقتل المظلومين ، أولم يكن شعار\"عدم التدخل بالأمور الداخلية للشعوب سائدا خلال الفترة الماضية\" فلماذا تتدخل السعودية وقطر والامارت والأردن لسحق شعب مظلوم...؟ ، اتركوه لكي يقرر مصيره ، اين كان هذا الجيش عندما سحق صدام الانتفاضة الشعبانية التي يعيش الشعب العراقي ذكراها السنوية في هذه الأيام وأين هو ألآن مما يحصل في ليبيا واليمن واين الإعلام العربي مما يحصل هناك ... .
يبدو ان ألاسود التي اعتلت عرش البحرين وكشرت عن أنيابها انقلبت الى قرود وتسلقت على الأشجار العالية رافعة ذيولها إلى الأعلى كاشفة عن عوراتها أمام ذئاب الخليج من اجل إنقاذها ،فأعلموا ان وسام المجد والعزة والشموخ والشرف والبطولة سيعلق على صدور أبناء الشعب البحريني،ولطخة الخزي والعار والرذيلة ستظل واضحة على جباهكم الى ابد الآبدين .
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر