قد يبدوا الموضوع للوهلة الأولى بأنه غير مهم بتاتاً في خضم هذا التلاطم الكبير من المشاكل التي تعصف بالعراق بشكل عام وبالعملية التربوية في العراق بشكل خاص فالكثير من الأمور قد سارت بشكل حسن والأكثر منها جاءت بخلاف التوقعات التي كانت تشير أن العام الدراسي الحالي سيكون خال من المشاكل المهمة ، حسب تصريحات المدراء العامون في وزارة التربية ، ولكن على العكس فبعد مرور شهر من بدء العام الدراسي بدت الحيرة واضحة على وجوه المدرسين قبل الطلبة عن كيفية الدخول في تدريس بعض المواد بدون وجود منهج لكون الكثير من المدراس لم تستلم بعض الكتب المنهجية التي تم تغيرها للعام الحالي وهذا شهر قد مضى بدون تدريس بعض المواد ستنسحب تأثيراته السلبية على الأشهر الأخيرة من السنة حيث سيتم ضخ المواد للطلبة بصورة عشوائية مما يؤدي على تراكمها بشكل كبير وقد يضطر المدرس الى عدم تدريسها للصفوف الغير منتهية لضيق الوقت الذي سيقع فيه المدرس عند إعداده للخطة السنوية .
لا أعلم مبرراً لعدم توفر الكتب فكان بالإمكان التريث في تغيير المناهج لهذا العام عند الشعور بعدم إمكانية توفيرها كاملة وتأجيل إحداث التغيير إلى العام المقبل طمعاً في أن تكون عملية تغيير المناهج مدروسة ومخطط لها من كافة الجوانب ، لقد سبق وأن اقترحنا إن يتم إدخال المناهج التربوية على موقع وزارة التربية وهو موضوع بسيط جداً ولا يحتاج إلى جهد وموازنة وأموال طائلة مجرد تصوير الكتب المنهجية التي لم يتم توزيعها أولاً ، منقحة ونظيفة وملونة ، بجهاز الماسح الضوئي وإدخالها الى الموقع بتحويلها الى PDF قابلة للطبع لنتخلص من بعض المشكلة لا كلها ، حيث سيكون بأمكان المدرّس طبع بعض الفصول الأولية وتدريسها وكذلك الطلبة .. أنه أمر غريب فعلاً ونحن في بداية نهضتنا التربوية والعلمية ونغفل عن أموراً بسيطةً نقلل بها المعانات عن المدرسين وأولياء أمور الطلبة و الذين يجوبون المكتبات بحثاً عن الكتب المدرسية بأسعار مناسبة ولكن دون جدوى والغريب أن هناك الكثير من الكتب المدرسية تباع على ناصية شارع المتنبي ، هناك مخازن كبيرة خاصة بها ، وبأسعار كبيرة ويبدوا أن أحدهم ، الرجال الغير تربويون ، قد آثر على نفسه إلا الأستفادة من تسريب الكتب المدرسية للأسواق طمعاً في المال الحرام وما أكثرهم في بلد العجائب !
أقرأ ايضاً
- من سرق عطلتنا المدرسية ؟
- النشرة المدرسية ـ في القرن الماضي ـ مدرسة التوجيه الابتدائية للبنين في كربلاء أنموذجا
- تجربة مشروع التغذية المدرسية في محافظة كربلاء خلال سبعينات القرن الماضي