ليست هي المرة الاولى التى يمكن فيها لقوة او حركة او حزب سياسي معين ان يخدع الجماهير الغفيرة ويقودها وراء شعاراته البراقة الخادعة التي لا تمت للواقع بصلة ولا تصب في خدمة الشعب الكادح، والامثلة كثيرة على ذلك فهناك احزاب دغدغت بشعاراتها النرجسية احلام واماني الجماهير وخدعتها بوعود غير واقعية وقادتها في متاهات كانت وبالا على تلك الشعوب والامثلة كثيرة على ذلك فالاحزاب النازية في المانيا وايطاليا وغيرها من الدول زجت بشعوبها في اتون حروب طاحنة دفعت الجماهير اثمانها ومثلنا في العراق ليس ببعيد فحزب العفالقة لم ينفك يوعد الشعب العراقي بالنعيموالحياة الهانئة واعادة ارض فلسطين والوحدة والحرية والاشتراكية واخيرا زج الشعب في حروب ليس لها معنى ادت الى دمار العراق وشعب العراق وكانت كل تلك السياسات يجري تمريرها تحت شعارات ديماغوجية تارة وبالحديد والنار تارة اخرى .ولكن نحن نتسائل اين كان مصير تلك السياسات والى اية نتائج ادت واي مصير مظلم كان ينتظر تلك الاحزاب والحكومات المخادعة .ان من يتعض بدروس الماضي ونتائجها هو وحده الذي يستفيد، متجنبا الوقوع بنفس النهج المدمر حيث ان للشعوب حس مرهف وذاكرة قوية ودروس متوارثة ،نحن نريد ان نقول للاحزاب المتنفذة في السلطة والتي استطاعت ان تسيطر على عقول الجماهير الواسعة بالشعارات الدينية واستغلال الطقوس والمناسبات للنفاذ منها في قيادة الجماهير نحو الوجهة الخاطئة والتلاعب بالجمل والالفاظ، انه لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية في خداعها للجماهير ولا بد ان يأتي اليوم الذي تصحوا فيه تلك الجماهير من غفوتها وتقول كلمتها وتهتف بأعلى صوت لها اين وعودكم الانتخابية اين الماء واين الكهرباءواين الحصة التموينية ،وهذا ما حصل اليوم في البصرة وغدا في المحافظات الاخرى ولا يفوتنا ان نذكر ان الانتفاضة على نظام العفالقة انطلقت من البصرة كذلك .نحن لا ندعوا الى استخدام العنف بالمظاهرات وتحطيم المنشآت والممتلكات لان ذلك بالنتيجة سوف يسسب خسارة للجميع اضافة الى ان تلك الاعمال لا تعد من الاعمال الحضارية . ولكن اليس حري بالحكومة المحلية بالبصرة والحكومة المركزية ان تلتزم بوعودها التي خدعت الشعب بها . بالامس خرج علينا محافظ البصرة ليتهم قوى سياسية حليفة له بتحريك الجماهير ضد الحكومة المحلية ولكن على المحافظ قبل ان يوجه اللوم والاتهامللاخرين عليه الايفاء بما تعهد به للناس قبيل الانتخابات، فما الذي ينتظر المحافظ من حلفاءه ان كان ادعائه صحيحا.. فهل فاته ان الحلفاء جميعهم هم المسؤولين عن تأخير تنفيذ المشاريع فكل جهة منهم تتقدم بمشروع معين تعارضه الجهة الثانية كي لا يسجل للكتلة صاحبة الاقتراح وهل فات المحافظ وغيره من المسؤولين ان المظاهرات تنطلق ضد الحكومة المحلية التي يقودها الحليف الاخر وليس بالمنطقة التي يحكمها الحزب والنتيجة ان الشعب هو من يدفع الثمن وهل من الممكن ان تنطلي على الجماهير ان الحكومة لا تستطيع ان تحل المشكلة والخلاف بين وزارتي الكهرباء والنفط والاثنان ��نفسالوزارة وبنفس التكتل الذي يقود السلطة .ان البصرة لا تعاني فقط من انعدام الكهرباء وانما هناك كارثة تحصل على ارض البصرة ،فمن تلوث البيئة الى الامراضالغريبة والعجيبة وضعف الخدمات الصحية وشحة الماء الصالح للشرب ومياه الانهر الاسنة والتي تحول لونها الى السواد وامتلأت بفوارغ القناني واكياس النايلون والكارتون وقطع الصفيح وجثث الحيوانات المتعفنة وقطع الخشب والحديد، ناهيك عن البحيرات المنتشرة التي تحيط بالمنازل والاحياء والتي تحولت بأمتياز الى حاضنات للبعوض ومختلف انواع الحشرات الاخرى وماذا عن تلال النفايات ،شوارع متهالكة مليئة بالمطبات ومثلها الارصفة ..تصوروا ان الطيور والبلابل هجرت البصرة لعدم وجود الاشجار والماء والخضرة ،يحرّمون بناء الكازينوات على كورنيش البصرة .فكر رجعي عفن يسترشدبالنهج الايراني ،نهج ظلامي لا يدعوا الا الى اليوم اللآخر، منع السينمات والمسارح والاغاني والشعر الا من لون وا حد طرد الفرق الشعبية، يبنون بين مسجد ومسجد، مسجد ثالث وبين حسينية وحسينية ،حسينية ثالثة ونحن لسنا ضد ذلك ..ولكنهم لا يبنون مصنع واحد ولامشغل واحد ولامشروع من شأنه ان يمتص شيئا من البطالة .الى اين تسيرون بالبلد والى اي مصير تقودنه ،ان التجربة تثبت كل يوم بأنكم لستم اهلا للحكم وان الجماهير التي سارت ورائكم مخدوعة لابد ان تصحى من غفوتها لتقول لكم كفى استهجانا وظلما بالشعوب.
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- البكاء على الحسين / الجزء الأخير
- البكاء على الحسين / 4