- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الشهيد الصدر الاول ..... تاريخ وقضية
أريد أن أتحدث عن هذه الشخصية الإسلامية الكبيرة وإنا أنتمي انتماءا كاملا للإسلام لأن الإسلام ديننا ومهما شرق الناس به وغربوا فهم يجتمعون بالتالي حول الإسلام ومبادئه السامية العليا يعني أريد أن أتحدث بنفس وروح إسلاميتين لأني لا أريد أن أتجرد بأي حال من الأحوال عن مذهبي أو عن طريقتي في عبادتي التي تعلمها وعلمتها للناس لسنين طوال فانا حينما أتحدث عن رجل كتب الله له الخلود وعن شخصية كشخصية الشهيد الصدر الأول إنما أتحدث عن واقع عاشها هذا الإنسان الإمام المجاهد بين طموحات رسالته و زنزانة الظلم التي أحاطت به ونقلته شهيدا باقيا في نفوس المؤمنين والمخلصين ولقد اطلعت كثيرا وان أتجول فيما كتبه هذا الإمام بأنفاسه الإسلامية وروحه الزكية الداعية إلى وحدة المسلمين وهنا لابد أن أسلط الضوء على قضيتين القضية الأولى وقد تحدث عنها الكثير والقضية الثانية التي يتجاهلها بعض الباحثين وهم يكتبون عن هذا الإمام المجدد فالقضية الأولى هي عن نظريته في تطبيق الوحدة العملية بين المسلمين وانقل لكم بدقة وحرفية عما نقلته من بعض كتبه فيقول متحدثا ما نصه: ( وإني منذ عرفت وجودي ومسؤوليتي في هذه الأمة بذلت هذا الوجود من أجل أخي المسلم الشيعي والمسلم السني على السواء ومن أجل العربي والكردي على السواء ............ ثم يسترسل قائلا فانا معك يا أخي وولدي المسلم السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي المسلم الشيعي أنا معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام ) هذا نص من كلامه وإذا أردنا أن نشرح هذه المقولة لاحتجنا إلى مجلد أو أكثر لكني أقف مع اعترافه وهو مرجع كبير بالمذهب السني كمذهب فقهي له أصوله وطرق استنباطه وعلماؤه ومراجعه ومقلدوه مثلما للمذهب الشيعي على حد سواء لكنه يجعل الفارق بين هذا الفريق أو ذاك بقدر ما يقدمه من عطاء للناس وبقدر حدة وشدة انتمائه للإسلام كمنهج سوي على هذه الأرض فنظريته هذه اقتبسها من القران الكريم ( ا ن أكركم عند الله اتقاكم ) على اعتبار انه لو كان حيا وهو يعيش أجواء العراق الجديد لطبق هذه النظرية بكل صدق وأمانة ولأنحاز إلى من هو اقرب للإسلام وأجدر إلى حمل هذه الأمانة باعتبار أن الحكم هي من أعظم الأمانات التي كلف الله بها الإنسان .
أما القضية الثانية وهي التي غفلها بعض الناس الباحثين وخاصة في محيطنا العربي الإسلامي فهي اهتمامه ببناء الإنسان وهيكلته هيكلة إسلامية صادقة فانك لو بحثت عن الكثير من شخصياتنا الإسلامية المعاصرة سوف تجد عددا قليلا يلتف حولهم ليكونوا قادة للمستقبل أو ورثة لعلمه أما طلاب الصدر فقد امتلئت بهم آفاق الدنيا فما من دولة أو إقليم أو بحر أو نهر إلا وللإمام الصدر فيها تلاميذ وأنا أسوق بعضا من هؤلاء التلاميذ الكبار بحديث جرى بيني وبين سماحة الشيخ محمد سعيد النعماني فمن طلابه السيد كاظم الحائري وهو مرجع كبيرو السيد محمد محمد صادق الصدر وهو مرجع كبير وسماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم والسيد محمود الهاشمي الشاهرودي والشيخ المربي محمد علي التسخيري والسيد محمد باقر المُهري من علماء الكويت والسيد محمد الغروي من كبار علماء لبنان والشيخ محمد سعيد النعماني والشيخ فؤاد المقدادي والشيخ عبد الحليم الزهيري وغيرهم كثير يصعب ذكرهم في هذا المجال المهم إن سماحة السيد الصدر كان رجل امة لم يكن رجل نفسه فالذي يكون رجل نفسه يعيش حياته لنفسه ثم يموت ولا يذكره احد أما الذي يعيش للأمة فهذا لا تنساه الأجيال مهما بعدت أو قربت وعمره يتجدد وهو يعيش بروح الأمة وإلا لماذا نذكر بين الحين والآخر العلامة الشيخ عبد العزيز البدري والعلامة احمد الراوي والعلامة امجد الزهاوي والعلامة عبد العزيز السامرائي والعلامة عبد الكريم بياره والعلامة عبد الكريم الدبان والعلامة أيوب الخطيب رحمهم الله جميعا هؤلاء كانوا رجال امة لم يعيشوا لأنفسهم أبدا إنما عاشوا لطلابهم ودينهم ومجتمعهم ولأنهم يعيشون معاناة الأمة ومأساة المجتمع نعم كان الشهيد الصدر يستقرأ النتائج الحقيقة لحكام العراق السابقين الذي تسلطوا على رقاب العراقيين وكانت النتيجة كما رأينا وعشنا أفقر بلاد وهي أغناها وأتعس شعب وهم أبناء الزواد والرفعة والرقي هذا ما استقرائه الإمام الصدر وهو يحذر من نظام البعث الذي خرج عن جادة الصواب فلقد كان الإمام الصدر متميزا في جمع الكلمة بين المسلمين و تثقيف وبناء الرجال وهذا الذي نريده لكي نستطيع أن نؤسس لبناء الرجال حتى يكونوا لبنة صالحة لدينهم وأمتهم وحتى لا يعود العراق إلى المربع الأول حيث الدكتاتورية البغيضة والسجون الحمراء والحجر المنفردة والمقابر الجماعية وتكتيم الأفواه وتقطيع الألسن والأذان.
الشيخ خالد عبد الوهاب الملا
رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب