من كعبة المجد والخلود، من هذه البقعة الطاهرة المطهرة، تلك البقعة، كربلاء، التي قال عنها الأمام الصادق ـ ع ـ \" ان كربلاء ترعة من ترع الجنة \" من هذا المكان وفي ظهيرة كل جمعة تشرئب الأنظار صوب منبر الجمعة، ذلك المنبر
الذي يصدح بصوت الخلود، الذي يستمد هديره من عنفوان كربلاء وتوهجها السرمدي، ذلك التوهج والحضور البهي الذي علم الأنسانية أبجدية الخلود، فقد حلقت ملائكة الرحمن حول قباب العز والمجد والنصر والأباء هذه الدروس التي أبت السماء الا أن تعطيها لكربلاء ومن غير كربلاء ارتقى قمم الخلود بأزكى وأطهر دماء عرفتها البشرية ألا وهي دماء العترة الطاهرة عترة آل محمد ـ ص ـ من كل ذلك يستلهم منبر الجمعة قيم الرجولة والفداء والتضحية من أجل اعلاء كلمة الله العليا التي جعلت كربلاء تحتضن الجميع بصدر حنون حتى وكأنك ترى العراق من أقصاه الى أقصاه في كربلاء فهي تتسع أكثر فأكثر لتضم الإنسانية جمعاء كيف لا وهي كعبة القيم الإنسانية التي جسدتها ثورة الأمام الحسين ـ ع ـ فبكل هذه القيم كان منبر الجمعة يهدر بصوت الحق والوحدة والتوحد والتآلف والمحبة والوئام والسلام ورفض الكره والحقد والبغضاء والضغينة والطائفية الصفراء فقد تسامى هذا المنبر وأرتقى الى كل ما هو يسير في اتجاه وحدة الشعب والأمة حول هذه القيم والمبادىء التي ضحت من أجلها العترة الطاهرة على أديم ارض كربلاء وبكل ذلك كان منبر الجعة في الصحن الحسيني الشريف يمثل محطة انتظار مهمة لجميع العراقيين بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم حيث ترفع هذا المنبر عن ارهاصات التفرقة ومواويل الطائفية الناعبة كالغربان ولذلك فقد حرصت العتبتان المطهرتان الحسينية والعباسية في كربلاء ان تقدم كل ماهو يصب في خدمة الزائرين الكرام ابتداءا من الخطاب الأعلامي العراقي الأصيل وانتهاءا بأبسط الخدمات التي يحتاجها الزائر الكريم والذي لا زال يعبر عن انبهاره وإعجابه بكل ما يراه ويشاهده على أرض الواقع،انه جهد رائع وخلاق ومشرف للجميع خاصة ونحن نشاهد آلاف الزوار العرب والأجانب الذين يجوبون شوارع كربلاء وهم بمنتهى الغبطة والأرتياح لما يشاهدون ويلمسون من خدمات ولكن وكم تؤلمني الـ( لكن ) حينما نشاهد وللأسف الشديد بعض الأصوات النشاز التي اعتادت ان تغرد خارج السرب ويبدوا ان هذه الأصوات لم تعد تملك شيئا سوى تلك البضاعة الكاسدة التي تسوقها للأسف على المنابر فلا زال البعض يستغل بعض المنابر الموضوعة في الصحن الحسيني الشريف وهو يتحدث على هواه بطائفيته الصفراء التي لم تعد تلقى صدى وجواب لأنها بضاعة كاسدة في التسويق والترويج وجلّ ما نخشاه ان تحسب تلك الأصوات على العتبتين المقدستين وتلك الطامة الكبرى !! ان هذه المنابر للأسف باتت تصادر جهود الآخرين الذين يقضون الليل والنهار ويتشرفون بخدمة الزائرين الكرام وكذلك فهي تحاول عبثا ان تستعدي الآخرين في الوقت الذي تبحر سفينة العراق بمجذاف الوحدة والتوحد والألفة والمحبة والسلام، نشاهد للأسف هذا البعض يحاول كسر ذلك المجذاف بطائفيته المقيتة ولكن هيهات فقد أدرك العراقيون ان العراق واحد موحد من أقصاه الى أقصاه، كيف لا وهو من يجعل امام العزة والأباء والشمم والوحدة والتوحد والخلود والتضحية والفداء الأمام الحسين ـ ع ـ رمزا وقائدا لمسيرته المظفرة ...
مسلم حميد الركابي
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر