يعترف يهودي عراقي المولد يعيش في اسرائيل أنه وراء تهريب مجموعة كبيرة من كتب قديمة ونادرة جداً من العراق الى اسرائيل في أعقاب الغزو، زاعماً أنها صودرت من يهود يعيشون سابقاً في العراق.
وذكر تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أن مجموعة كبيرة تتكون من نحو 300 كتاب نادر وقيم زُعم أن الجالية اليهودية في العراق كانت تمتلكها، وأن نظام الرئيس السابق (صدام حسين) صادرها، ظهرت مؤخراً في اسرائيل.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن صحيفة إسرائيلية الجمعة قولها إن هذه الكتب اختطفت سراً الى إسرائيل. وأكدت أن مجموعة الكتب تتضمن 1487 تعليقاً على سفر أيوب التوراتي، فضلا عن مجلد آخر عن الأنبياء التوراتيين مطبوع في فينيسيا سنة 1617، طبقاً لما قالته صحيفة هآرتز اليومية الإسرائيلة.
والمجلدات جزء من مجموعة ضخمة من الكتب التي يقال –حسب الاتهامات الإسرائيلية- أن جهاز المخابرات العراقي السابق، كان قد صادرها واحتفظ بها داخل واحد من مكاتبه السرية في العاصمة بغداد الى أن كـُشف عنها بعد غزو العراق سنة 2003. والكثير من هذه المجلدات لحقها الأذى خلال عمليات القصف الجوي والصاروخي التي تعرضت لها مباني الحكومية العراقية في الأسابيع الأولى للحرب، وبعد سقوط النظام في بغداد حيث جرى نقل فوري للكتب وخزنها بشكل مؤقت في مكتبة الكونغرس بواشنطن حسب إحدى الروايات.
وفي غضون ذلك –تقول الوكالة الفرنسية- فإن كتباً أخرى انتهت الى أيدي تجار خاصين. ونقلت صحيفة هآرتز عن (موردخاي بن بورات) وهو يهودي مولود في العراق، ومؤسس (مركز التراث اليهودي البابلي في القدس) قوله: ((لقد اشتريناها من اللصوص)). وأخبر (موردخاي) الصحيفة الإسرائيلية أن مؤسسته دفعت لهؤلاء اللصوص –حسب زعمه- نحو 25 ألف دولار.
وفي التفاصيل تذكر الوكالة الفرنسية نقلاً عن صحيفة هآرتز أن (موردخاي) أرسل منذ البدء مبعوثاً الى بغداد وهو الذي شحن الكتب مباشرة الى اسرائيل، لكنّ الأميركان عندما علموا بنشاطاته منعوه من نقل المزيد من الشحنات، وأجبروه على تهريب البقية، بحسب المنطق الذي تتحدث به الصحيفة الإسرائيلية.
وتشير وكالة الأنباء الفرنسية الى أن اليهود عاشوا في العراق وتمتعوا بحياة مزدهرة لنحو 2600 سنة وهم إحدى الجاليات العراقية القديمة التي كان تعدادها يبلغ نحو 130,000 نسمة حتى السنة التي أعلن فيها تأسيس اسرائيل –أو هو في الحقيقة الكيان الصهيوني- سنة 1948.
وكانت العصابات اليهودية المنتشرة في العراق خلال الحكم البريطاني، قد عملت بوسائل شتى على تهجير أبناء الجالية اليهودية العراقية الى اسرائيل. وبحلول سنة 1952 غادر العراق أكثر من 123,000 عراقي يهودي متوجهين الى عواصم بلدان شتى فيما وصل أغلبهم بعد ذلك الى اسرائيل ضمن خطة لدعم هذا الكيان سكانياً. وبعد نحو 20 سنة من ذلك التاريخ هاجرت أعداد أخرى كبيرة، كما ترك العراق عدد منهم بعد حرب الخليج 1991. ولم يبق منهم إلا عدد لا يتجاوز العشرين شخصاً عندما غزت الولايات المتحدة العراق.
وكشفت المزيد من التفاصيل عن عملية السطو على كتب في التراث غاية في الأهمية وتهريبها الى تل أبيب من قبل ضباط في الموساد الإسرائيلي كان دخولهم الى العراق سهلاً جداً بعد الغزو الأميركي.
وما يؤسف له أن الدوائر الثقافية المسؤولة في العراق تضرب صفحاً عن متابعة هذه التفاصيل، فيما لم يسمع أحد حتى اعتراضات من رئاسة الوزراء أو الخارجية العراقية أو حتى من وزارة الثقافة بشأن الكتب القيمة جداً التي تعترف مصادر إسرائيلية اليوم بسرقتها.
أقرأ ايضاً
- الحكومة العراقية تبدأ إجراءات لمنع “تهريب” النفط من كردستان
- روسيا تعلن إعادة مجموعة من الأطفال الروس من سوريا
- الجماهير العراقية تتصدر الحضور الجماهيري في تصفيات كأس العالم