منذ الصباح الباكر والى ساعات متأخر من الليل يبذل الباحثون والمدراء والمعاونون والمشرفون العاملون في انجاز التعداد العام للسكان في جميع المحافظات العراقية جهودا كبيرة لاتمام عمليات العد والاحصاء بعد ان اكملوا عمليات الحصر والترقيم، لكن ضعف شبكة الانترنت يؤدي الى تأخير عملهم بشكل ملحوظ، لاسيما ان هذا التعداد ينفذ الكترونيا للمرة الاولى في العراق، ومن المؤكد ان توفر شبكة الانترنت يعد العمود الفقري لانجاز عملهم.
وقالت الباحثة "اسراء حسن" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" الجهات المسؤولة سلمتنا الارقام الخاصة عبر جهاز "التاب" المحمول وباشرنا عملنا منذ يوم السبت الماضي في قاطع حي الرسالة ببغداد، وقد قسمت المناطق المطلوب جردها وعدها الى مقاطع محددة "بلوكات" ويتراوح عدد الدور السكنية المشمولة بالتعداد لكل مقطع او "بلوك" بين (98 ــ 100) بيت سكني ومحل تجاري او صناعي، وانا اعمل في البلوك رقم (14) وعدد الدور السكنية فيه (98) دارا، وسبقنا بالعمل المعاونون الذين رقموا الدور وحصروهن وحددوا اسم رب العائلة، وتتضمن مسؤوليتنا بتثبيت اسم رب العائلة وافرادها واعمارهم واسم الام لكل فرد، وخصص يومي الاربعاء والخميس لتحديث المعلومات وتثبيت الولادات والوفيات في نفس العائلات التي قمنا بزيارتها وجردها، لتتكون الصورة عن العائلة بشكل كامل، اما باقي التفاصيل فتستمر فرق التعداد السكاني والاحصاء بجردها وتثبيتها بعد يوم الثاني والعشرون من الشهر الجاري الى الاول شهر كانون الثاني، وتتضمن تفاصيل تخص الاسرة ومنها التحصيل الدراسي ومهنة الفرد في العائلة وما تمتلكه من سيارات شخصية والهواتف الشخصية والادوات المنزلية وعائدية البيت (ملكية خاصة) او ايجار".
واضافت حسن " لقد لاحظنا المواطنين اقل تعاونا في بداية عملنا ولكن الآن بدأ التفاعل والتعاون مع فرق الاحصاء بنسبة تجاوزت (50) بالمئة، وتحتاج العملية الى دور مهم من وسائل الاعلام لتوضيح الصورة للمواطنين وتوعيتهم، وخصوصا في الايام الاخيرة التي كثرت فيها الشائعات التي تدعي فرض ضرائب، او زيادة اجور الكهرباء على عدد ما تمتلكه العائلة من اجهزة كهربائية، او حجب رواتب الرعاية الاجتماعية، وتركت تخوفا في قلوب الناس، بينما كل ذلك غير مرتبط بنتائج التعداد، بل العكس ان من فوائده تقديم مختلف الخدمات حتى يصل الى خدمات تتناسب مع حجم الاناث والذكور كلا على حدة، وسينتج عن الارقام تجهيز بالمناطق بالطاقة الكهربائية وفق ما يناسب هذه المناطق واستحقاقها بعد التعرف على عدد البيوت السكنية والمحال التجارية الحقيقي في كل محلة وحي ومنطقة ومحافظة وساكنيها بعد ان حصلت حالات انشطار كبيرة جدا في المساكن واصبح البيت الواحد ثلاثة بيوت، وليس كما يحصل اليوم وتعاني الكثير من المناطق من سوء التجهيز".
واوضحت ان "وزارة التخطيط وفرت لكل باحث ومسؤول جهاز حاسوب محمول "تاب" وشاحنة وسيترتب على عملنا منحنا اجور تصرف بعد انتهاء التعداد العام للسكان، كما وعدونا بمنحنا اجور نقل (15) الف دينار وننتظر صرفها لنا، ونعمل في مناطق جنوب غرب بغداد باعداد كبيرة جدا، حيث خصص لكل باحث مئة بيت سكني او محل تجاري، ونعمل منذ ساعات النهار الاولى الى منتصف الليل، واكثر معاناتنا تكمن في ضعف شبكة الانترنت او انقطاعها لساعات، وقد يستمر عملنا بعض الاحيان لانجاز اسرة واحدة لمدة ساعتين كاملتين، مع العلم ان هذا التعداد السكاني الالكتروني هو الاول من نوعه في العراق، ويعتبر توفير الانترنت هو العمود الفقري للتعداد العام للسكان، وفي مقدمة احتياجات الباحث وفرق الاحصاء المنتشرة في جميع محافظات العراق".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- التعداد السكاني.. تعليمات عاجلة بشأن الأسر المنتقلة بين المحافظات
- هدوء وسكينة في جميع مناطقها وكالة نون الخبرية توثق اجواء بغداد في يوم التعداد(صور)
- اليوم الاول :لقطات متفرقة من مدينة كربلاء المقدسة اثناء حظر التجوال الخاص بالتعداد السكاني