بعد يوم واحد من ظهور إعلان لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” عن إطلاق مئات العناصر من تنظيم داعش الارهابي، بدأت المخاوف من احتمالية تسلل هؤلاء إلى الأراضي العراقية، وفيما طالب مسؤول محلي في نينوى بنشر طائرات استطلاعية وإكمال السياج الإسمنتي، بدد قيادي في الحشد الشعبي من المخاوف هناك، مؤكدا أن الوضع “تحت السيطرة”.
ويقول عضو مجلس عشائر نينوى خالد الجبوري، إن “قوات سوريا الديمقراطية، بحسب ما أعلن، أطلقت سراح العديد من عناصر تنظيم داعش، بحجة العفو العام والمصالحة الوطنية، وهؤلاء كانوا معتقلين في سجون قسد بشمال سوريا، وجميعهم من عناصر داعش”.
ويضيف الجبوري، أن “المعلومات المتوفرة لدينا أن من بين هؤلاء أكثر من 250 شخصاً من العراقيين، من عناصر داعش كانوا معتقلين في سجون قسد، وكان على الحكومة العراقية استرداد هؤلاء، لأنهم وفقا للقانون العراقي يعاملون معاملة الإرهابيين، ولا يشملهم العفو”.
ويتابع أن “هنالك مناطق مفتوحة بين نينوى وسوريا، وهنالك شريط حدودي كبير، لا يمكن تغطيته بالكامل من قبل القوات الأمنية العراقية، وبالتالي الحل الأمثل، هو عن طريق بناء السياج الأمني ونشر الطائرات الاستطلاعية”.
وأعلنت قوات “قسد”، يوم الاثنين الماضي، إطلاق سراح 111 متهما بالإرهاب من سجن علايا في القامشلي بموجب عفو صادر عنها، مؤكدة أنها تتجهز لإخراج دفعات أخرى خلال الفترة القريبة، ليصل العدد في نهاية العام إلى 1500 إرهابي.
يشار إلى أن العفو هذا هو الثاني من نوعه خلال عام، إذ سبق وأصدرت قسد عفوا عاما عن مسجونين في مناطق سيطرتها بمناسبة عيد الفطر، في 6 نيسان الماضي، يشمل الجرائم المرتكبة قبل تاريخ صدوره، في المخالفات والجنح والجنايات.
واتسعت ظاهرة التسلل عبر الحدود في السنوات الماضية حتى باتت تشكل هاجساً يؤرق بال الأجهزة الأمنية لما تحمله من مهددات بالغة الخطورة، لذلك عمدت إلى فرض تدابير مشددة تحبط على إثرها بشكل شبه يومي عمليات تسلل في مختلف المحافظات العراقية آخرها اليوم.
من جهته، يؤكد القيادي في الحشد الشعبي المتواجد في قضاء سنجار بمحافظة نينوى محمد الموسوي، أن “الحشد الشعبي اتخذ إجراءات مشددة جداً، خاصة في مناطق سن الذيبان وأبو العلج والمريجب وقلعة الحوايس، وهي القرى المحاذية لسوريا من جهة قضاء سنجار”.
ويضيف الموسوي، أنه “حتى الآن لا يوجد ما يثير المخاوف والقلق الأمني، كون الوضع سيكون تحت السيطرة، ويجب على المواطنين الاطمئنان، لأن القوات الأمنية والحشد الشعبي لديهم سيطرة كاملة على الشريط الحدودي، ولن يكون بمقدور أي عنصر من داعش التسلل إلى العراق”.
وعلى الرغم من المخاوف من إطلاق سراح الإرهابيين، إلا أن لجنة الأمن والدفاع النيابية، أكدت، أمس الاول الثلاثاء، أن حدود العراق مع سوريا مؤمنة بالكامل واختراقها مجازفة تنتهي بـ”الموت”، مبينة أن إطلاق مئات الإرهابيين في سوريا لن يشكل تهديداً على امن البلاد.
واتسعت ظاهرة التسلل عبر الحدود في السنوات الماضية حتى باتت تشكل هاجساً يؤرق بال الأجهزة الأمنية لما تحمله من مهددات بالغة الخطورة، لذلك عمدت إلى فرض تدابير مشددة تحبط على إثرها بشكل شبه يومي عمليات تسلل في مختلف المحافظات العراقية آخرها اليوم.
إلى ذلك، يشير الخبير الأمني اللواء طارق العسل، إلى أن “طول الشريط الحدودي بين العراق وسوريا يبلغ أكثر من 550 كيلومتر، وبالتالي من الصعوبة السيطرة عليه، خاصة أن غالبية هذه المناطق هي صحراوية وذات طبيعة جغرافية معقدة”.
ويلفت إلى أنه “يجب تعزيز هذه المسافة الطويلة وخلال الفترة الحالية بطائرات الاستطلاع للتصوير، وأيضاً نصب كاميرات المراقبة بعيدة المدى، والاستعانة بخبرة القوة الجوية العراقية لاستهداف أي محاولة للتسلل إلى الأراضي العراقية”.
ويوضح أن “الجهد الأمني وحده لا يكفي، ويجب الاستعانة بالجهد الاستخباري للكشف عن محاولات التسلل إلى الأراضي العراقية، لأنه هؤلاء خاصة العراقيين من عناصر التنظيم المتطرف لن يستقروا في الأراضي السورية، وسيحاولون الدخول إلى العراق بأي طريقة”.
وكانت وثيقة مسربة ومتداولة للفرقة 20 ضمن قيادة عمليات غرب نينوى، كشفت أن الفرقة طالبت تشكيلاتها باتخاذ تدابير الحيطة والحذر على خلفية إصدار عفوٍ عام للسجناء المودعين لدى قوات (قسد) سوريا الديمقراطية.
وفي الأثناء، يكشف مصدر أمني مطلع، أن “قوات قسد ستفتح جميع السجون التي تضم المئات من المعتقلين والسجناء بعد إصدار العفو، وأيضاً بعد المصالحة مع قوى المعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني والعشائر العربية في شمال سوريا”.
ويضيف المصدر أن “السجناء ليسوا جميعهم من عناصر داعش، وإنما معتقلون عن جرائم جنائية مختلفة، وهم من جميع الجنسيات وليسوا فقط سوريين وعراقيين، ولكن حتى الآن لم يحسم مصير الأجانب الذين سيطلق سراحهم”.
ويوضح أن “هنالك طيرانا استطلاعيا حالياً في سماء سنجار والحضر، وانتشارا للقوات الأمنية وحفر للإنفاق في مناطق أم الذيبان وربيعة، وانتشارا مشتركا للواء 45 في الحشد وقوات حرس الحدود في قضاء القائم قرب معبر البو كمال السوري”.
وجاء قرار إطلاق سراح المئات من الإرهابيين بعد مطالبات عشائرية للعفو عن المحكومين بجنايات الإرهاب، وأسفر العفو عن إطلاق سراح 141 سجيناً كانوا في سجن علايا بالقامشلي شمالي سوريا، و180 سجيناً كانوا في سجن الحسكة المركزي، من أبناء القامشلي وعلايا والمالكية والشهباء، وذلك بموجب العفو العام الذي صادقت عليه الإدارة الذاتية الحاكمة لشمال سوريا.
ويأتي اطلاق سراح المعتقلين من قبل قوات سوريا الديمقراطية -المدعومة من واشنطن- في وقت اعلنت فيه القيادة المركزية للجيش الأمريكي يوم الأربعاء الماضي، أن تنظيم داعش يحاول “إعادة تشكيل نفسه”، مبينة أن داعش تبنى 153 هجوما في العراق وسوريا خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي.
المصدر: صحيفة العالم الجديد + وكالة نون الخبرية
أقرأ ايضاً
- ما الخطير في قانون العفو العام؟
- العتبة الحسينية تطلق مشروعا وطنيا عابرا للطوائف والحدود لعلاج مرضى السرطان والكشف عنه
- كشف عن أحدث الأساليب.. القضاء يحذر من خطورة "تهريب العملة"