يتطور العلم والتقنيات في كل يوم بل بكل ساعة، وتجد الدول الحلول لمعضلات تواجه مواطنيها وخصوصا ما يتعلق بحياتهم وصحتهم وارزقاهم، وفي مزارع عرب ذياب التي تقع في منطقة الوند اغلقت الجهات المسؤولة محطة تحلية المياه منذ سنوات، بحجة ان الملوحة عالية وتركت الاهالي يواجهون ملوحة الماء بمفردهم، وهذه المنطقة زراعية وتسكنها عائلات فلاحية تعتمد على الزراعة وتربية المواشي، فحرم البشر والشجر والماشية من الماء الصافي، ليعتمدوا على صهاريج تنقل اليهم الماء فيشترونهم يوميا باموالهم ليرووا عطشهم ويسقوا ماشيتهم، ولم تنتهي معاناتهم عند هذا الحد فالكهرباء لها حفلات كثيرة اخرها ما تسبب في احراق حقول الحنطة.
ويؤكد "جبار عبد حمادي" احد وجهاء منطقة عرب ذياب الزراعية في الوند لوكالة نون الخبرية ان" المواطنين في جميع محافظات العراق اصبحوا منذ سنوات لا يشربون ماء الاسالة بالرغم من تأكيد الجهات المختصة على صلاحيته للشرب، وانتقل الناس لتناول الماء النقي (RO)، او الاقداح والعبوات المائية النقية التي تباع في الاسواق، وعندنا في منطقة عرب ذياب الزراعية توجد محطة لتحلية الماء تعمل منذ سنوات وفي احد الايام حضرت لجنة من وزارة الصحة واجرت الكشف على المياه الناتجة منها واعطت تقريرها بان نسبة الملوحة في الماء عالية، فصدر الامر باغلاقها دون اي توصية باجراء اي عمل يعيد للناس التزود بالماء الصافي، ومنذ ثلاث سنوات والى الآن لم يعاد فتح المحطة او اتخاذ اجراء يعيدها للعمل او اتخاذ اي تدابير تعيد تزويد الماء الذي يمثل الحياة للناس، ما اضطر الاهالي الى اللجوء لماء النهر الذي يحتوي على نسبة ملوحة عالية".
واضاف ان" الناس ونظرا لشحة المياه وصعوبة العيش بدونه لجأت الى تأجير صهاريج الماء الصالح للاستخدام، ويقوم الاهالي بملأ الخزانات البلاستيكية سعة الف لتر بمبلغ (15) الف دينار لكل مرة وتتعدى مبالغ تعبئة الماء الصالح للاستخدام شهريا (300) الف دينار، ونستخدم هذا الماء للاحتياجات اليومية الانسانية للطبخ والغسل والتنظيف و لشرب الماشية، وكنا نعاني من الماء الصالح للاستخدام مع وجود المحطة التي تهون الامر علينا لكننا اصبحنا نعيش مأساة حقيقية بعد اغلاق المحطة واذا تأخر صاحب الصهريج بالوصول الينا ونصبح في حيرة من امرنا ونضطر احيانا للذهاب الى مناطق المدينة البعيدة لملأ المياة بخزانات او عبوات بلاستيكية بعد تأجير السيارات او "الستوتات"، وقبل مدة اخذنا نماذج من المياه من منطقتنا ومن الحسينية في منطقة العطيشي الى دائرة الصحة المعنية واكدوا ان النوعيتين لا تصلح للاستخدام، ورغم ذلك اغلقت محطتنا وبقيت غيرها تعمل، واذا كانت مناطقنا في مائها ملوحة فكيف تعمل محطات تحلية في محافظة البصرة التي ترتفع فيها الملوحة بشكل ملحوظ عن باقي المحافظات، فلماذا لا توجد حلول لمشكلة الماء عندنا؟، واستطيع القول ان منطقتنا تعتبر منكوبة بمعنى الكلمة لان الماء هو الحياة ونحن نفقد الى الماء منذ سنين".
مشكلة اخرى اشار لها حمادي بقوله ان" التيار الكهربائي يشكل معضلة ومخاطر حقيقية علينا فنحن من اشترينا اعمدة الكهرباء واسلاكها واستعنا بكهربائي لمد الاسلاك وايصال الكهرباء الى منازلنا باموالنا لعدم وجود جهة توصلها لنا، وهي بالتأكيد غير نظامية ولا تظاهي التي تنصبها وزارة الكهرباء، حيث الاسلاك منخفضة عن ارتفاعها المعهود والتيار الكهربائي يأتي احيانا بقدرات فلوتية عالية يسبب تماسا كهربائيا، وبالامس حصل تماس احرق حقول الحنطة التي زرعناها وتمنكا من اخمادها والسيطرة على النيران قبل انتشارها، بالرغم من اننا نسدد اجور الكهرباء بين مدة واخرى".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة
- "لن نغادر إلا للسماء".. فلسطينيون يرفضون التهجير من شمال غزة
- الأول من نوعه في العراق.. محطة كهرباء تعمل بطاقة الرياح