مع تكبّد قطاع الكهرباء أضراراً جسيمة خلال العقود القليلة الماضية بسبب الحرب وعوامل أخرى، تستمر الفجوة بين العرض والطلب في الاتساع مع استمرار الخسائر الفنية والتجارية، والتي تفاقمت بسبب التحديات المالية والفساد على مستوى عالٍ.
وعلى طريق التحول الرقمي الذي رسمته الحكومة في بداية عملها، تسير وزارة الكهرباء في التحول الإلكتروني للشبكة الكهربائية في عموم العراق، إذ أعدّت دراسة لترجمة هذا النظام على أرض الواقع باتجاهين، الأول هو نصب المقاييس الذكية لاستحصال الجباية إلكترونيا، والثاني هو تأهيل شبكات التوزيع وتحويل الشبكات الهوائية الى أرضية، حيث اكدت وزارة الكهرباء، أن مشروع التحول الذكي سيضمن تجهيز الطاقة على مدار 24 ساعة.
اذ ذكرت الوزارة في بيان، أنه "وزير الكهرباء زياد علي فاضل، ترأس اجتماعاً مهماً مع الفريق الوزاري الخاص بمشاريع التحول الذكي والجباية الالكترونية، حيث استعرض أهمية هذه المشاريع، وتبنى الحكومة لها فضلاً عن الوزارة باعتبارها نقطة تحول رئيسية، وآن الأوان للمضي الجدي والحقيقي بخطواته اللازمة للحد من الضياعات وهدر الطاقة".
وأشار الوزير، بحسب البيان، إلى "الجهود المضنية والتي بذلها الجميع لدراسات مستفيضة وتحليلية وبحثية وميدانية، ومقارنات تجارب دول الجوار بهذا الصدد، للوصول إلى مخرجات تبنى المرحلة الأولى في مناطق عشرة، منها ببغداد واخرى بالمحافظات، درست امكانيات شبكاتها ومغذياتها وأحمالها، وتجهيزها وخدمتها الكاملة".
وبينت الوزارة أنه "نوقشت بمجلس الوزراء الموقر، ومع لجان برلمانية متخصصة، وجرى إعداد جداولها ودراسة ملفاتها بعناية، نوقشت فيها ملفات Rfi، وصولاً الى Rfp، وإعلان المناطق والمشروع للتنافس الشفاف، جرى خلال الاجتماع مناقشة مجموعة من المحاور المهمة والضرورية منها مناقشة الموديل المالي والذي سيقدم من الشركات المنافسة، آليات القيم المضافة والعائد الداخلي، وطبيعة المناطق وتحديد نسب الضياعات والعمل على خفضها تباعاً، وضرورة العناية باحتساب الطاقات المجهزة، والمجباة والضائعة، ووضع سقوف زمنية محددة لمعالجتها، واحتساب طاقة الإنارة، ونصب المقاييس على المغذيات".
وأوضح أن "الاجتماع ناقش أيضاً نصب العدادات الذكية للمشتركين، وإكمال نصب منظومات الهيس وفق شروط ومواصفات الوزارة، فضلاً عن تشكيل لجان مشتركة توثق قراءة الطاقات المجهزة، ويضمن المشروع (التجهيز والخدمة الكاملة) بالمناطق المنتخبة، وتهيئة مركز النظم وبرامجياته لاستقبال إشارات المقياس الذكي ومنظومات الهيس".
ونوهت الوزارة بأن "المشروع سيضمن التجهيز والخدمة الكاملة على مدار 24 ساعة، ولا زيادة فيه بسعر التعرفة، وسيدعم المواطن ذي الدخل المتوسط والمحدود، وسيستهدف السيطرة والتقنين للأحمال العالية".
يشار إلى أنه سيتم استخدام مشروع الجباية الإلكترونية كخطوة اولى في 10 مناطق بمحافظات مختلفة بواقع 50 ألف مشترك في كل منطقة، ليؤمّن المشروع في حال تطبيقه استقرارا للطاقة على مدى 24 ساعة، فضلا عن القضاء على التجاوزات الحاصلة على منظومة التجهيز.
ومن المقرر أن تشرف شركات عالمية متخصصة على مشروع الجباية الذكية، إذ سيركز بداية في الأحمال الكهربائية العالية الاستخدام، وتحديدا في المراكز التجارية والجامعات والمستشفيات الأهلية، بالإضافة إلى الحد من هدر وسرقة الطاقة الكهربائية.
وكانت وزارة الكهرباء، اعلنت في عام 2022، اطلاق المرحلة الأولى لمشروع الجباية الالكترونية.
وكشفت لجنة الكهرباء والطاقة في مجلس النواب في 16 كانون الثاني الماضي، عن الاتفاق مع شركات رصينة لتفعيل الجباية الإلكترونية، فيما لفتت إلى الوصول إلى مراحل متقدمة في مشروع الربط العراقي ـ الأردني.
أقرأ ايضاً
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي
- البرلمان يستأنف جلساته الاثنين المقبل.. إجماع على تمرير قانونين وخلاف حول ثالث
- بأقل من شهرين.. السوداني يتعهد بإنجاز ما تبقى من مشروع 1000 مدرسة في العراق