مع اخفاق مجلس النواب للمرة الثالثة على التوالي في اختيار رئيس له خلفاً لمحمد الحلبوسي، الذي أُقيل بقرار قضائي منذ نحو شهرين، ضجت الساحة السياسية ليلة السبت بالكثير من الأحداث.
حيث شهد البرلمان انقساما حادا، ومشادات كلامية حول فوز شعلان الكريم، مرشح رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، بأكثر الاصوات، والذي كما هو متعارف عليه انه شارك في "خيم الإعتصام" في الأنبار عام 2013، كما انتشرت فيديوهات سابقة له يمجد فيها رئيس النظام السابق صدام حسين، الأمر الذي رفضه الإطار التنسيقي.
فوز الكريم بـ152 صوتا خلال الجولة الأولى من جلسة اختيار رئيس البرلمان، فتح باب التحذيرات حول مغبة تحكم رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي بمصير المكون السني، وسط ترجيحات بإستئناف الجولة الثانية للجلسة، بعد يومين.
اذ قال أحد شيوخ ووجهاء محاظة الأنبار عبد العزيز البو حمد الدليمي، إن "عدد من شيوخ ووجهاء محافظة الانبار وجهوا رسالة شديدة اللهجة الى الرئيس المخلوع محمد الحلبوسي محذرين اياه من مغبة التحكم بمصير المكون واستهتاره في اتخاذ قرارات مخجلة ومعيبة في الية التعامل مع ابناء جلدته وزجهم في صراعات نجم عنها احداث شرخا كبير بين العشائر من خلال اغراءهم بالاموال والمناصب والمقاولات لتنفيذ مشاريع لا تخدم ابناء محافظته وتمهد الطريق امام تدخلات المغرضين لزعزعة امن واستقرار المحافظات والمحافظات الاخرى وتفتح الباب على مصراعيه لاحداث فتنة عشائرية".
واضاف الدليمي أن "حكم الرئيس المخلوع محمد الحلبوسي اسهم وبشكل فعال في استشراء الفساد في كافة مفاصل الدول وشجع على ظهور مافيا من المزورين والمتلاعبين بمصير ابناء المحافظة وصنفت مرحلته بانها الاسوأ في عمليات استشراء الفساد والسرقة والابتزاز المالي".
إلى ذلك أكد عضو كتلة الصادقون النيابية، النائب محمد البلداوي، أن "ما حصل يوم السبت كان متوقعا وذلك بسبب عدم اتفاق القوى السنية بتسمية مرشح او اثنين للمنافسة على المنصب، ما أدى الى تشتت الأصوات".
وأضاف أن "المحكمة الاتحادية اجازت لكافة المرشحين للانتخابات رئاسة مجلس النواب، المشاركة في جميع الجولات، الا في حالة الرغبة بالانسحاب"، مرجحا أن "يتم استئناف جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب بعد يومين من الان".
وشهد مجلس النواب، ليلة السبت، توترات وخلافات استمرت إلى ما بعد منتصف الليل ليتم رفعها دون إكمال التصويت وذلك بسبب حصول المرشح شعلان الكريم، وهو مرشح رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، على 152 صوتا، وتلاه المرشح سالم العيساوي بواقع 97 صوتا.
الإنقسام جاء بسبب فيديوهات سابقة لشعلان الكريم وهو يمجد فيها رئيس النظام السابق صدام حسين، ويعتبره "شهيدا" وجرى غدره، حيث تصدر الكريم منصات التواصل الاجتماعي، تحت وسم "شعلان مرفوض".
كما عقد النائب يوسف الكلابي، مؤتمرا صحفيا في البرلمان، أكد رفضه لتسنم الكريم رئاسة البرلمان، وأشار إلى أنه يمكن الاتجاه نحو المحكمة الاتحادية ورفع دعوى ضده، لكونه يمجد حزب البعث المنحل.
فيما جرى الحديث عن وجود خرق أخلاقي وقانوني بتلقي "الرشوة" حول بيع الاصوات لصالح مرشح معين، كما أثار تأخر عقد الجلسة، حفيظة بعض النواب ومنهم حنان الفتلاوي وسروة عبد الواحد، داعين رئيس المجلس بالإنابة محسن المندلاوي لعقد الجلسة والالتزام بالنظام الداخلي.
وبعد تجاوز الساعة 12 ليلا (الاحد)، قرع جرس جلسة البرلمان، لبدء التصويت بالجولة الثانية لانتخاب الرئيس، إلا انه تم التصويت على تعديل نظام البرلمان الداخلي ومن ثم تم رفع الجلسة، دون استئناف التصويت على الرئيس.
أقرأ ايضاً
- مع تصاعد التوترات.. البرلمان يعقد "جلسة طارئة" لمناقشة التهديدات الإسرائيلية
- البرلمان يستأنف جلساته الاثنين المقبل.. إجماع على تمرير قانونين وخلاف حول ثالث
- الرئيس البيلاروسي: العالم على شفير حرب عالمية ثالثة