بقلم: علي حسين
إذا كُنتَ لا تزال لديك هواية مشاهدة الفضائيات مثل جنابي، سوف تلاحظ أنّ النائب أحمد الجبوري، وهو غير أحمد الجبوري الشهير بـ"أبو مازن"، قد أثبت لنا، مشكوراً، أن ما يجري في هذه البلاد نوع من أنواع الكوميديا السوداء،وان هذه الكوميديا تتحول يوما بعد آخر الى فصول في السذاجة.
وإذا واصلتَ التسمّر أمام الشاشة العجيبة، سوف تلاحظ شيئاً آخر في مشاهد نشرة أخبار هذه البلاد: أن النائبة "الثائرة" عالية نصيف اكتشفت اليوم فقط أن هناك مليارات سرقت من أموال العراقيين، وأنها، وأعني النائبة، قلقة على مستقبل البلاد بسبب انتشار مافيات الفساد، وأتمنى أن تسمح لي النائبة المثابرة أن أذكّرها بما قالته عام 2013 عندما اتُهِمت حكومة المالكي بنهب أموال المشاريع الوهمية، قالت بالحرف الواحد إن الذين يتهمون الحكومة بالفساد إنما ينفذون أجندات خارجية تمولها السعودية وقطر والكويت والماسونية العالمية.
وأتمنى أن تسمحوا لي، أن أنقل إليكم لفتة عبقرية لحل أزماتنا جاءت على لسان النائب أحمد الجبوري الذي أخبرنا أن أزمة مشعان الجبوري وإقالة محافظ صلاح الدين هي شأن جبوري خالص، لا علاقة لها بالبرلمان والحكومة، حيث قال النائب "الكوميدي" وبالحرف الواحد من على احدى الفضائيات : "قتيبة الجبوري اشتكى على مشعان الجبوري ، وأبو مازن "أحمد الجبوري" دعم موضوع إقالة عمار الجبوري محافظ صلاح الدين.. فالموضوع لا يعدو أكثر من شأن جبوري.
سيقول البعض يارجل مالك تقلب بدفاتر النواب، ولا تريد أن تلاحق المثير من أخبار "الانسداد" السياسي، ياسادة المثير في العراق أن يخبرنا أصحابه أن لا حكومة من دون تقاسم الكعكة العراقية، هل تريدون أن أروي عليكم آخر خبر مثير؟، فقد اخبرنا القائمون على شؤون الكهرباء أن الجانب الإيراني سيقلل من تجهيز الغاز لعدم تسديد مبالغ شراء الغاز، وأن الكهرباء ستصبح شبه معدومة في صيف بلاد الرافدين .. عندما تظاهر الشباب في بغداد وذي قار والحلة والسليمانية وباقي المدن ضد الفساد وضياع المستقبل، أُطلق عليهم الرصاص الحي، لأنهم هتفوا مطالبين بتوفير حياة كريمة .
ولهذا لا مفاجأة على الإطلاق في أن نكون على قائمة بؤساء العالم، ما المفاجأة في بلد يراد له أن يستقيل من التاريخ والجغرافيا والسياسة، وأن يجلس المواطن فيه على مقاعد المتفرجين والمشجعين؟
أيها السادة نعيش اليوم في أحدث نموذج لبلدان الفشل التي لبس فيها بعض المسؤولين رداء "التقوى" في الوقت الذي أقاموا فيه حروب الفساد وشيّدوا جمهورية الخراب.
بناءً عليه ندعو الله أن تكون عالية نصيف صادقة في دعوتها لمحاربة مافيات الفساد، وأن تثبت الأيام أنّ ما يجري لا علاقة له بالمحاصصة وتقاسم المنافع، وانما هو شأن جبوري.
أقرأ ايضاً
- الفراغ التشريعي بشأن قوانين تملك العرب والأجانب للأموال المنقولة في العراق
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر
- حكاية نجم الجبوري