بقلم: سعاد حسن الجوهري
يا لها من ليلة رمضانية؟ اعادت لذهني فاجعة سنوات قبل في انفجار هز منطقة الكرادة في مثل هكذا ليالي لا زالت آثاره المؤلمة حاضرة في النفوس. وكانما مقدر في كل شهر رمضان لهذا الشعب ان يذوق طعم مرارة جديدة وبلون مختلف وفي مكان متنوع. لا فرق بين سوق او شارع مزدحم او مستشفى. القدر قدر والوجع يلتمس نافذة للولوج الى الانفس المرهقة كي يزيدها وجعا والما ويشحنها بحسرات جديدة.
حتى خيط الفجر تسمرت نواظرنا ومشاعرنا واحاسيسنا وقلوبنا صوب الاخبار العاجلة التي تاتي من جنوب بغداد حيث مستشفى ابن الخطيب التي اتت عليها النيران لتلتهمها ومرضاها الذين يرقدون فيها طلبا للنجاة من جائحة كورونا.
لهف نفسي على اجساد طلبت النجاة من الاختناق بكورونا في ردهات ابن الخطيب لتختنق بالدخان الاسود والنيران الحمراء ولتتحول الى اكوام متفحمة.
لهف نفسي على ام تسحب ولدها المصاب على ارضية ممرات المستشفى علها تنقذه من هذا اللهيب المستعر وتختفي صورتها بين الدخان ولا ادري هل تمكنت من النفاذ ام لا؟
لهف نفسي على عجزة يلطمون الرؤوس خارج باحات المحترق وهم يسمعون صراخ ذويهم وفلذات اكبادهم من خلف شبابيك قطعت النيران المتوحشة الطريق على كل من اراد ان يتخذها للنجاة سبيلا.
آه يا رب كم موحشة وثقيلة تلك اللحظات. وكم موجعة انباء ارتفاع حصيلة الضحايا التي للان لم تستقر على رقم محدد وسط التكهنات ولغة الارقام.
وجعي لا يدع لي المجال لتحميل وزير او وكيل او مدير عام او مسؤول المسؤولية كون الذي حدث اكبر واكبر واكبر من اي اجراء او ترقيع.
حزني اعمق من ان اتساءل عن اسباب اختفاء اجهزة الانذار المبكر في هذه المستشفى وباقي مستوصفاتنا البائسة.
المي اشد من ان اتساءل عن المليارات التي اهدرت على قطاع صحي كان من المفترض ان يكون المتصدر الاول بالمنطقة لا ان يتاخر دون ان يلحق حتى ببعض الدول الافريقية والجائعة.
المسؤول لا يهمني كما لا تهمني اجراءات الحكومة ومجلس النواب في معاقبة المقصر او اقالة هذا واستبداله بذاك. كون حجم الفاجعة تجاوز مرحلة اي خطوة ترقيعية لا تسمن ولا تغني من جوع.
الرحمة والغفران لاجساد التهمتها النيران بعد ان اقتحمها المرض.
الصبر والسلوان للثواكل والمفجوعين واليتامى والارامل بهذا المصاب العراقي الجلل.
والعار لكل من قصر ولو للحظة في اداء الواجب.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً