- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لمصلحة من تقزيم اهمية زيارة البابا فرنسيس للعراق
بقلم:تيسير سعيد الاسدي
هناك بعض المتخلفين وإعلاميي"الجنس الثالث" الذين تتلاعب بهم الأحزاب والقوى السياسية والدول الخارجية وفقا لمصالحها يعتبرون ان زيارة البابا فرنسيس لبغداد لا قيمة لها للعراق والعراقيين ويحاولون بشتى الطرق الى تقزيم هذه الزيارة التي وصفت من قبل الإعلام الفاتيكاني نفسه "بالتاريخية"
الزيارة ستؤثر بطبيعة الحال على الذين في قلوبهم مرض وحسد والمتطرفين في البلاد، فهناك العشرات من الجهات المتطرفة غير داعش بالعراق يرفضون التنوع الديني الذي لطالما امتاز وتمتع به العراق على مدى نشأته.
زيارة البابا إلى الموصل وقرقوش في سهل نينوى المرتقبة ستكون ذات رمزية عالية بعد أن سعى المتطرفون بكافة عناوينهم لطرد أبناء نينوى من وطنهم التاريخي.
زيارة البابا ستذكِّر العالم بقيمة العراق الحضارية والثقافية والإنسانية. فبلاد ما بين النهرين لم تكن فقط منشأً لكثير من العلوم والإبداعات الإنسانية، بل هي المهد الأول لتشكل الفكرة الدينية لدى الحضارات القديمة بعد ان أوصل الاعلام المعادي صورة العراق مرتبطة بالحروب والمجازر والدمار.
زيارة البابا تاريخية من وجهة نظر الفاتيكان نفسه لانها ستحقّق حلماً قديماً لسلفه البابا يوحنا بولس الثاني الذي خطّط عام 2000 لزيارة مماثلة، بهدف الحج إلى مسقط رأس النبي إبراهيم عليه السلام، ضمن رحلته إلى الأراضي المقدسة، مطلع الألفية الثالثة. لكن النظام العراقي السابق أعلن، في تلك الفترة، عن عدم قدرته على تنظيم الزيارة، بسبب ظروف الحصار الذي كان مفروضاً على البلاد.إضافة الى الكتب العديدة التي وجهها معارضون لنظام البعث السابق إلى الحبر الأعظم، طلبوا منه "عدم المضي في مسعاه لزيارة بلاد تقبع تحت حكم ديكتاتوري" وبعد نحو عشرين عاماً، نجحت مبادرات لشخصيات كنسية عراقية بإحياء الفكرة فكانت خطوة هذه الزيارة.
تعد زيارة شخصية بحجم بابا الفاتيكان إلى العراق، رسالة دعم معنوية كبيرة ليس فقط لمن بقي فيه من مسيحيين، ولكن أيضاً للأقليات الأخرى.
ولأن بابا الفاتيكان ليس شخصية اعتبارية فقط، بل رئيس دولة، فإنّ لهذه الزيارة أبعادا سياسية واضحة، وفيها تشديد على ترسيخ المسيحيين العراقيين خصوصاً، والعرب عموماً، في أراضيهم وبلدانهم، وكجزء أساسي من نسيج مجتمعاتهم، وليس كوافدين أو زوّار.
تعدّ هذه الزيارة ايضا رسالة امتداد لـ"وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" التي وقعها مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، في أبو ظبي، في فبراير/ شباط عام 2019.
فبعد لقائه بالإمام الأكبر للمسلمين السنة، يستعدّ البابا للقاء بالامام السيد علي السيستاني في النجف الاشرف، في أول لقاء يجمع أي حبر أعظم، بمرجعية شيعية بهذا المستوى. ورغم تبادل الرسائل على مرّ السنوات في النجف والفاتيكان، إلا أنّ اللقاء سيكون له تأثير مهم في البلد الذي يضمّ غالبية شيعية مسلمة.
أقرأ ايضاً
- عالمية زيارة الاربعين
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ التجربة البريطانية