بقلم: هادي جلو مرعي
عندما أطاح واثق أسود بالكرة أعلى العارضة في مباراة كرة قدم مطلع ثمانينيات القرن الماضي شعرت بالأسى، وكانت تلك الفرصة الضائعة أول عهدي الذي أتذكره بنادي الطلبة الرياضي الذي يلعب كرة القدم، وهو ناد سيء الحظ، ومن الأربعة الكبار في الدوري العراقي، وكان قبلها يسمى الجامعة، وكان رفيقه الإبداع والظهور المميز، وضم لاعبين كبارا مثل وزير الرياضة الحالي عدنان درجال، ورئيس إتحاد كرة القدم السابق حسين سعيد، ولاعبين هم اليوم مدربون كبار ومستشارون ورؤساء أندية، ويشجعه مواطنون كثر، ووزراء ونواب في البرلمان، ونخب من المثقفين والصحفيين، وفئات إجتماعية عدة.
يتردى حال الأنيق يوما بعد ٱخر، وتطبع الأنانية سلوك القائمين عليه، ويعاني من الضائقة المالية، وعدم مبالاة وزارة التعليم العالي به، وإستقالة رئيس رابطة المشجعين، وخروج لاعبين مؤثرين سابقين من خانة دعمه الى (دفنه) حيث تم تأسيس ناد آخر حمل الإسم الذي كان يحمله الطلبة أول أيام تأسيسه (الجامعة) الذي يسعى للعب في الدوري الممتاز، ربما العام المقبل، ولاتوجد بارقة أمل في تخطي المعاناة الحالية التي تفاقمت منذ 2003 ولم نشهد تغييرا في الإدارة، بينما لم نسمع شيئا عن ممتلكات النادي وإستثماراته وخططه للتطوير، أو بناء ملعب يليق به، بل إنه لايملك أدوات التنمية الجسدية للاعبين، بينما تحظى أندية غير مشهورة وبعضها أسس حديثا بملاعب نموذجية، وقاعات تدريب وتأهيل بدني.
أندية مختلفة في بلدان من العالم متقدمة ونامية تمتلك إدارات محترفة، وملاعب متطورة، وقاعات تدريب، وميزانيات مالية جيدة، وهيئات عامة يبلغ عدد أعضائها الآلاف وتمتلك حدائق وأندية إجتماعية ومولات تجارية ومطاعم وكافيهات، تستقبل أسر لاعبي النادي ومشجعيه والمسجلين فيه، وتقيم الحفلات والمناسبات والفعاليات المتنوعة التي تحفز اللاعبين والمشجعين على الإبتكار والتطوير والتحفيز. لكن أين نادي الطلبة من كل ذلك بعد أن تحول الى أنيق تمزقت ثيابه؟