حجم النص
بقلم عبود مزهر الكرخي
ان الرحمة تشكل احدى المهمات التي يعمل الفكر الإنساني المعاصر من أجلها وفي كل زمان ومكان ومن قبل كافة الشرائع الدينية والدنيوية، وتمثل(الرحمة)أحدى القيم العقائدية المهمة عند الإسلام وكانت كل الجهات في العالم قد تبنت مفهوم الرحمة وحتى الاحزاب والسياسيين وحتى لو كان تبني زائف لا يمت المفهوم العملي للرحمة بأي شكل من الأشكال. ونحن من خلال مبحثنا لا نريد الدخول في هذا التبني هل هو زائف أم حقيقي؟ لأنه لا يمس جوهر مبحثنا.
فالمسيحيين يريدون ان يكتسحوا العالم من خلال رفعهم هذا الشعار ومن خلال بعثاتهم التبشيرية واعلامهم الممنهج حيث يرددون دائماً (أن المسيح (عليه السلام) رحمة) و(أنه (عليه السلام) افتدانا من لعنة الناموس) و(أنه (عليه السلام) تحمل جميع الآلام للتكفير عن خطايا البشر). وكل القوى العظمى يردد هذا الشعار من خلال حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة ...الخ من هذه الشعارات البراقة، اما عالمنا الإسلامي وفي وقتنا الحاضر نلاحظ ان تبنينا لشعار الرحمة ضعيف جداً. بدليل انه لو اعتقل اي مسلم وانسان في عالمنا الإسلامي فلا يسأل عنه وحتى يبقى مغيب في ظلامات السجون وبدليل وجود الحكومات الديكتاتورية والمتسلطة في اغلب بلدان العالم وظهور مفاهيم وأفكار من خلال شيوخ جهلة ومن وعاظ السلاطين تمجد الحاكم الطاغي وتبرر كل ما يقوم من طغيان وتسلط على رقاب الشعب، في حين أنه لو اعتقل فرد من دين آخر فإن لجان الدفاع عن حقوق الإنسان توجه ضغوطاً كبيرة إلى الدولة التي تعتقله حتى تطلق سراحه.
ولو رجعنا الى النصوص والمفاهيم الإسلامية كلها تجد تركز على الرحمة لأنه أول ما تفتح كتاب الله الحكيم تجد وأهم ما موجود فيه هو(بِسْمِ اللّهِ الرّحْمـَنِ الرّحِيمِ) لنجده موجود في بداية ومطلع كل سورة في القرآن الكريم. وقد تكررت كلمة (الرحمة) ومشتقاتها في القرآن الكريم مئات المرات(تكررت هذه المادة (رحمة) بمختلف صيغها واشتقاقاتها 563 مرة في القرآن الكريم).
" ولكننا نكتفي هنا بذكر آيتين كريمتين؛ الأولى منهما ترتبط بالجانب التكويني، أما الثانية فترتبط بالجانب التشريعي.
أما الآية الأولى فهي قوله تعالى:(إِلاّ مَن رّحِمَ رَبّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)(2). إن اللغز الذي حيّر العقول منذ القِدَم هو: لماذا خلق الله الإنسان؟ من الواضح أن الله تعالى خلق كل الأشياء من أجل الإنسان، ولكن ما هي الغاية من خلق الإنسان؟
يقول الله تعالى في الجواب على ذلك: (إِلاّ مَن رّحِمَ رَبّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) أي خلقهم كي يرحمهم، فهذا هو الدافع وراء خلق الإنسان، وهذه هي العلة الغائية لوجوده.
أما الآية الثانية فهي قوله تعالى مخاطباً نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله): (وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لّلْعَالَمِينَ) (3)، و(إلاّ) تفيد الحصر، فيكون معنى العبارة أن هدف البعثة متمحض في الرحمة.
اتضح إذن أن (الرحمة) تمثّل قيمة محورية في نظام التشريع، كما تمثّل قيمة محورية في نظام التكوين "(1).
ومن هنا كان اتساع المد الإسلامي وفي صدر الرسالة والبعثة النبوية هو من خلال رحمة الله الواسعة والتي كانت ممثلة في الأرض بشخصية نبي الرحمة محمد(ص)ومنذ ولادته فهو كان مبعوث رحمة للعالمين وهناك الكثير من الحوادث والمعجزات التي تتحدث عن هذه الشخصية العظيمة فهو كان يعرف وحتى من قبل الكفار بأنه الصادق الأمين وهذه كلها من فروع الرحمة والإنسانية وهو من كان من لا يقبل بالظلم والجور ومنذ نعومة أظفاره حتى أنه كان محبوب من قبل الغني والفقير والسيد والعبد ولهذا عندما بعث الله سبحانه في رسالته المحمدية كان الذين من آمنوا به من قبل شرائح المجتمع المكي وخصوصاً بين شريحة الفقراء وكان لهم الناصر والعون والكهف الحصين لهم في كل وقت ومكان. فعندما كان الغرب وفي القرون الوسطى يغط في ظلام دامس وهو الجهل والتخلف والتسلط والديكتاتورية من قبل الملوك والحكام. وكان النظام الصحي في أسوأ حالاته والحالة في تخلف واضح وكان العلماء يقتلون لمجرد معارضتهم لرأي الكنيسة والرهبان والتي كانت لا تعترف بكروية الأرض حيث إن العالم غاليلو قد حوكم من قبل الكنيسة على أثباته كروية الأرض واجبر بترك نظريته ولكن عندما خرج قال غاليلو : ولكني أصر على إن الأرض كروية، وكذلك العالم برونو حوكم وأعدم على هذه النظرية وكذلك العالم الرياضي الشهير كوبنكريس حوكم واعفي عنه بعد تنازله عن هذه النظرية، ويكفي أن نعرف أنهم كانوا يقتلون علماءهم ويحرقونهم، و(المقصلة) الموجودة في لندن والتي كانت تفصل رؤوس العلماء وغيرهم، عن أجسادهم شاهدة على ذلك. أما المرأة فكانت مضطهدة ومحتقرة أيما احتقار ويكفينا شاهد على ذلك جان دارك والتي حوكمت بتهمة "العصيان والزندقة"، ثم أُعدمت حرقاً بتهمة الهرطقة(اي الزندقة) عندما كانت تبلغ 19 عاماً. وكانت المحاكمة من قبل الكنيسة والتي تم تبرئتها من قبل الكنيسة بعد فترة من الزمن واعطائها لقب القديسة. وكان بعثة النبي محمد(ص)وقد غمرت انواره البهية العالم كله رحمة للعالم أجمع وما مبادئ حقوق الإنسان وحرية الرأي وما يقال عن الديمقراطية في عالمنا الحالي فهو احتكاك الغرب بالعالم الإسلامي. وإذا كان الإنسان في وقتنا الحاضر ينعم بالحرية والأمن والعلم والمعارف فهو كان بفضل وببركة نبي الرحمة محمد(ص). ولقد أشارت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى بعض الجوانب من هذه النقلة النوعية التي حققها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قولها: (فأنقذكم الله برسوله)(2).
اتضح إذن أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) لم يكن رحمةً للمؤمنين أو المسلمين فقط، بل كان رحمة للعالمين جميعاً. وأختم مقالي ما قاله الكاتب والفيلسوف ليو تولستوي حيث يقول في هذا الجانب: "محمد هو مؤسس دين، ونبي الإسلام الذي يدين به أكثر من مئتي مليون إنسان، قام بعمل عظيم بهدايته وثنيين قضوا حياتهم في الحروب وسفك الدماء، فأنار أبصارهم بنور الإيمان وأعلن أن جميع الناس متساوون أمام الله". ويضيف " أنا من المبهورين والمعظمين بمحمد، فهو الذي اختاره الله لتكون آخر الرسالات على يديه، ويكون هو كذلك آخر الأنبياء، فيكفيه فخرا وشرفا أنه خلص أمة ذليلة همجية دموية من مخالب شيطان العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم"(3).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ مأخوذ من مقال بعنوان (محمد (ص) نبي الرحمة) السيد محمد رضا الشيرازي. موقع شبكة النبأ المعلوماتية. باب (إسلاميات - اهل البيت)منشور بتاريخ الجمعة 24 تشرين الثاني 2018.
2 ـ بحار الأنوار: ج29 ص236 فصل نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء... وفيه: (فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد (صلى الله عليه وآله)).
3 ـ كتاب حِكَم النَّبي مُحَمَّد. ليو تولستوي. ترجمة الكاتب المسيحي سليم قبعين. تولستوي حيث أصدره عام 1912.
ان الرحمة تشكل احدى المهمات التي يعمل الفكر الإنساني المعاصر من أجلها وفي كل زمان ومكان ومن قبل كافة الشرائع الدينية والدنيوية، وتمثل(الرحمة)أحدى القيم العقائدية المهمة عند الإسلام وكانت كل الجهات في العالم قد تبنت مفهوم الرحمة وحتى الاحزاب والسياسيين وحتى لو كان تبني زائف لا يمت المفهوم العملي للرحمة بأي شكل من الأشكال. ونحن من خلال مبحثنا لا نريد الدخول في هذا التبني هل هو زائف أم حقيقي؟ لأنه لا يمس جوهر مبحثنا.
فالمسيحيين يريدون ان يكتسحوا العالم من خلال رفعهم هذا الشعار ومن خلال بعثاتهم التبشيرية واعلامهم الممنهج حيث يرددون دائماً (أن المسيح (عليه السلام) رحمة) و(أنه (عليه السلام) افتدانا من لعنة الناموس) و(أنه (عليه السلام) تحمل جميع الآلام للتكفير عن خطايا البشر). وكل القوى العظمى يردد هذا الشعار من خلال حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة ...الخ من هذه الشعارات البراقة، اما عالمنا الإسلامي وفي وقتنا الحاضر نلاحظ ان تبنينا لشعار الرحمة ضعيف جداً. بدليل انه لو اعتقل اي مسلم وانسان في عالمنا الإسلامي فلا يسأل عنه وحتى يبقى مغيب في ظلامات السجون وبدليل وجود الحكومات الديكتاتورية والمتسلطة في اغلب بلدان العالم وظهور مفاهيم وأفكار من خلال شيوخ جهلة ومن وعاظ السلاطين تمجد الحاكم الطاغي وتبرر كل ما يقوم من طغيان وتسلط على رقاب الشعب، في حين أنه لو اعتقل فرد من دين آخر فإن لجان الدفاع عن حقوق الإنسان توجه ضغوطاً كبيرة إلى الدولة التي تعتقله حتى تطلق سراحه.
ولو رجعنا الى النصوص والمفاهيم الإسلامية كلها تجد تركز على الرحمة لأنه أول ما تفتح كتاب الله الحكيم تجد وأهم ما موجود فيه هو(بِسْمِ اللّهِ الرّحْمـَنِ الرّحِيمِ) لنجده موجود في بداية ومطلع كل سورة في القرآن الكريم. وقد تكررت كلمة (الرحمة) ومشتقاتها في القرآن الكريم مئات المرات(تكررت هذه المادة (رحمة) بمختلف صيغها واشتقاقاتها 563 مرة في القرآن الكريم).
" ولكننا نكتفي هنا بذكر آيتين كريمتين؛ الأولى منهما ترتبط بالجانب التكويني، أما الثانية فترتبط بالجانب التشريعي.
أما الآية الأولى فهي قوله تعالى:(إِلاّ مَن رّحِمَ رَبّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)(2). إن اللغز الذي حيّر العقول منذ القِدَم هو: لماذا خلق الله الإنسان؟ من الواضح أن الله تعالى خلق كل الأشياء من أجل الإنسان، ولكن ما هي الغاية من خلق الإنسان؟
يقول الله تعالى في الجواب على ذلك: (إِلاّ مَن رّحِمَ رَبّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) أي خلقهم كي يرحمهم، فهذا هو الدافع وراء خلق الإنسان، وهذه هي العلة الغائية لوجوده.
أما الآية الثانية فهي قوله تعالى مخاطباً نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله): (وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لّلْعَالَمِينَ) (3)، و(إلاّ) تفيد الحصر، فيكون معنى العبارة أن هدف البعثة متمحض في الرحمة.
اتضح إذن أن (الرحمة) تمثّل قيمة محورية في نظام التشريع، كما تمثّل قيمة محورية في نظام التكوين "(1).
ومن هنا كان اتساع المد الإسلامي وفي صدر الرسالة والبعثة النبوية هو من خلال رحمة الله الواسعة والتي كانت ممثلة في الأرض بشخصية نبي الرحمة محمد(ص)ومنذ ولادته فهو كان مبعوث رحمة للعالمين وهناك الكثير من الحوادث والمعجزات التي تتحدث عن هذه الشخصية العظيمة فهو كان يعرف وحتى من قبل الكفار بأنه الصادق الأمين وهذه كلها من فروع الرحمة والإنسانية وهو من كان من لا يقبل بالظلم والجور ومنذ نعومة أظفاره حتى أنه كان محبوب من قبل الغني والفقير والسيد والعبد ولهذا عندما بعث الله سبحانه في رسالته المحمدية كان الذين من آمنوا به من قبل شرائح المجتمع المكي وخصوصاً بين شريحة الفقراء وكان لهم الناصر والعون والكهف الحصين لهم في كل وقت ومكان. فعندما كان الغرب وفي القرون الوسطى يغط في ظلام دامس وهو الجهل والتخلف والتسلط والديكتاتورية من قبل الملوك والحكام. وكان النظام الصحي في أسوأ حالاته والحالة في تخلف واضح وكان العلماء يقتلون لمجرد معارضتهم لرأي الكنيسة والرهبان والتي كانت لا تعترف بكروية الأرض حيث إن العالم غاليلو قد حوكم من قبل الكنيسة على أثباته كروية الأرض واجبر بترك نظريته ولكن عندما خرج قال غاليلو : ولكني أصر على إن الأرض كروية، وكذلك العالم برونو حوكم وأعدم على هذه النظرية وكذلك العالم الرياضي الشهير كوبنكريس حوكم واعفي عنه بعد تنازله عن هذه النظرية، ويكفي أن نعرف أنهم كانوا يقتلون علماءهم ويحرقونهم، و(المقصلة) الموجودة في لندن والتي كانت تفصل رؤوس العلماء وغيرهم، عن أجسادهم شاهدة على ذلك. أما المرأة فكانت مضطهدة ومحتقرة أيما احتقار ويكفينا شاهد على ذلك جان دارك والتي حوكمت بتهمة "العصيان والزندقة"، ثم أُعدمت حرقاً بتهمة الهرطقة(اي الزندقة) عندما كانت تبلغ 19 عاماً. وكانت المحاكمة من قبل الكنيسة والتي تم تبرئتها من قبل الكنيسة بعد فترة من الزمن واعطائها لقب القديسة. وكان بعثة النبي محمد(ص)وقد غمرت انواره البهية العالم كله رحمة للعالم أجمع وما مبادئ حقوق الإنسان وحرية الرأي وما يقال عن الديمقراطية في عالمنا الحالي فهو احتكاك الغرب بالعالم الإسلامي. وإذا كان الإنسان في وقتنا الحاضر ينعم بالحرية والأمن والعلم والمعارف فهو كان بفضل وببركة نبي الرحمة محمد(ص). ولقد أشارت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى بعض الجوانب من هذه النقلة النوعية التي حققها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قولها: (فأنقذكم الله برسوله)(2).
اتضح إذن أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) لم يكن رحمةً للمؤمنين أو المسلمين فقط، بل كان رحمة للعالمين جميعاً. وأختم مقالي ما قاله الكاتب والفيلسوف ليو تولستوي حيث يقول في هذا الجانب: "محمد هو مؤسس دين، ونبي الإسلام الذي يدين به أكثر من مئتي مليون إنسان، قام بعمل عظيم بهدايته وثنيين قضوا حياتهم في الحروب وسفك الدماء، فأنار أبصارهم بنور الإيمان وأعلن أن جميع الناس متساوون أمام الله". ويضيف " أنا من المبهورين والمعظمين بمحمد، فهو الذي اختاره الله لتكون آخر الرسالات على يديه، ويكون هو كذلك آخر الأنبياء، فيكفيه فخرا وشرفا أنه خلص أمة ذليلة همجية دموية من مخالب شيطان العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم"(3).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ مأخوذ من مقال بعنوان (محمد (ص) نبي الرحمة) السيد محمد رضا الشيرازي. موقع شبكة النبأ المعلوماتية. باب (إسلاميات - اهل البيت)منشور بتاريخ الجمعة 24 تشرين الثاني 2018.
2 ـ بحار الأنوار: ج29 ص236 فصل نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء... وفيه: (فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد (صلى الله عليه وآله)).
3 ـ كتاب حِكَم النَّبي مُحَمَّد. ليو تولستوي. ترجمة الكاتب المسيحي سليم قبعين. تولستوي حيث أصدره عام 1912.
أقرأ ايضاً
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي
- وقفه على مقال (الاستثمار الأجنبي المباشر يساعد على نهضة العراق)
- العراق وطن الانبياء ومسجد ومرقد الأولياء