دب اليأس في نفوس جميع محبي الإمام الحسين عليه السلام وتملكهم الحزن والالم على حرمانهم من الزيارة التي اعتادوا عليها كل عام كتجديد عهد للولاء، ووسط هول الصدمة والقنوط، جاء العاشر من محرم يوم الحزن الدامي ليحمل بشارة لكل المحبين ان للحسين كرامة انفرجت معها الامور وفتح الضريح المقدس ابوابه وقال للمحبين هلموا لتسجيل اسمائكم فإن الخطر قد تحجم والوباء توقفت اسبابه حبا من الله وكرامة للحسين عليه السلام، فكانت زيارة الاربعين.
رأي صحي
تتبعنا الموقف الوبائي الذي تصدره وزارة الصحة من يوم التاسع من محرم الى يوم 16 صفر فوجدنا ان معدل الاصابات يعتبر طبيعيا لانه يتراوح بين ارتفاع وانخفاض معقول فكان رقم الاصابات اكثر من اربعة الاف إصابة بشيء قليل واستمر بالانخفاض والارتفاع حول هذا الرقم والان انخفض الى ادنى منه، اما اصابات محافظة كربلاء فكانت حينها 300 اصابة وانخفضت الان الى 40 اصابة ولا توجد فيه طفرات كبيرة بالارقام او انتكاسة او خروج الامور عن السيطرة، فنقلنا هذا الامر الى مسؤول المفارز الطبية في قطاع النجف الشمالي حامد هادي الفتلاوي وسالناه عن ما يجري، فكان رده انه منذ بداية شهر محرم كانت الجهات الصحية تفكر كثيرا وتقلق من حصول هذه الزيارات المليونية لان وفق الحالة الطبيعية سوف تتسبب في حصول كوارث لان التجمعات البشرية المليونية تكون وسط ناقل بشكل مخيف للفايروس، الا ان ذلك لم يحصل وهذا من نعم الله، ولم تحصل حالات مربكة او غير مسيطر عليها، ولا ننكر وقوع اصابات وهي مسجلة لكنها تعتبر بالمستوى الطبيعي، وللحقيقة اقول ان هناك امورا الهية ونورانية حصلت في زيارة العاشر من محرم وهذه الزيارة التي نحن في ايامها الاخيرة علمها عند الله وسببها ابي عبد الله الحسين عليه السلام، مبينا انه كان يتوقع ان يصاب هو وزملائه في يوم العاشر من محرم بفايروس كورونا كونه في العقد الخمسيني من العمر ومصاب بالسكري وكان في يوم التطبير ومعه 40 منتسبا من وزارة الصحة مهمتهم معالجة المطبرين وخياطة جروحهم، وكان يظن ان اختلاطهم وملامستهم لهذا الزخم البشري سيصيبهم (وفق المنطق الطبي والصحي) بالفايروس لا محالة وقد منح المنتسبون اجازة لمدة ثمانية ايام لانهم سيصابون وتظهر عليهم اعراض الاصابة والاجازة ستمنع انتقال الفايروس الى زملائهم، ولكن بحمد الله لم تسجل حالة واحدة نهائيا وهي مؤشر الى ان التدخل الالهي والكرامة الحسينية كانت حاضرة.
كرامة ظاهرة
الشيخ عبد الرضا الزريجاوي يصف الامر بأنه كرامة ظاهرة وغير خافية على الناس لما للحسين عليه السلام من شأن عظيم ومحبة في قلوب المؤمنين، لذلك مع هاجس القلق والخوف الذي انتاب المحبين في حرمانهم ، هناك يقين راسخ ان الحسين عليه السلام لا يخيب املهم، وفعلا كانت زيارة العاشر من المحرم مع التحوطات الوقائية والصحية لكنها شهدت حضوريا مليونيا ولم ترتفع بعدها الاصابات ولم يحصل شيء للزائرين وهو ما فتح الباب على مصراعيه لإحياء شعيرة زيارة اربعينية الإمام الحسين عليه السلام، ويشدد بالقول لماذا نجانب الحقيقة نحن الان فيها وفي خضم السير بالملايين والاصابات على معدلها العام ، اذن هي كرامة تضاف الى كرامات ابي عبد الحسين عليه السلام حجمت خطورة الفايروس.
الامل واليقين
التدريسي محمد عبود حسين والدارس حاليا لحصول على شهادة الماجستير يبين لوكالة نون الخبرية، ان هذه الزيارة بينها وبين الزيارات الاخرى اختلاف شاسع ولها طابع حسيني رباني لا يشعر به الانسان الا ان يشارك فيها، فبعد انتشار فايروس كورونا وتملك المحبين ياس وقنوط نرى ان الامور انفرجت بشكل غريب ومتسارع، ورفع الحظر وسمح بارتياد كثير من الامكنة التي كانت مغلقة، لكن العاشر من محرم سجل بركات الإمام الحسين عليه السلام وفتح الابواب للمحبين للسير نحو كربلاء المقدسة، ونحن في موكبنا الذي نصبناه منذ سبع سنوات لم نستعد لاي شيء لاننا كنا نراقب الامور ولا نرى فيها انفراج، ولكن ما اعطانا الامل هو زيارة العاشر من المحرم، مشددا انه ذهب الى الزيارة وكان مترددا في ان المنع او التقييد على الزائرين سيحصل ، لكن ما ان شاركنا في ركضة طويريج مع الملايين حتى حصل يقين في قلبي ورسوخ في عقلي ان زيارة الاربعين ستحصل وان الخطر قد تحجم، وبعد عودتي على الفور ذهبنا الى الموكب وقمنا بتنظيفه واستعدينا للخدمة وها نحن اليوم خداما والزوار يقبلون علينا.
قاسم الحلفي - النجف
تصوير: مرتضى القرعاوي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)