بقلم: عبد الكاظم حسن الجابري
تشكل الكلمة الجذر الاساس للإنشاء, فهي اللفظ الدال على المعنى, وبتركيبها مع كلمات اخرى تعطينا انشاءً مفهوما لإيصال فكرة ما أو التواصل مع الاخرين لطرح قضية معينة.
والكلمة بحد ذاتها يجب أن تكون كلمة حق, وأن ترسم الصلاح للفرد والمجتمع, وأن لا تخرج من القائل كلمة فيها فساد أو إفساد للأفكار والسلوك, والكلمة التي تخرج من فم المتحدث ستكون أمانة ومسؤولية كبرى, فبعض الكلمات قاتلة, وبعضها هادمة, وبعضها كلمات بناء واصلاح.
ينقل عن أمير المؤمنين علي عليه السلام, وهو سيد البلغاء والمتكلمين بما معناه أنه قال "الكلام ما كان في فيك كنت أميره فإن خرج كنت أسيره" وهذه دلالة واضحة ان الكلام مسؤولية, وأن قائله ملزم بتبعاته, ولا يتنصلن أحد عن ما أتى به من كلام, كما أن الكلام الطيب هو أدب رفيع, ونموذج من الاخلاق, وينقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال "الكلمة الطيبة صدقة".
تتضاعف مسؤولية المفكرين أكثر, فالكلمة التي تنطلق منهم ستكون رأي عام في المجتمع, وعلى ضوئها تبنى الافعال, وعلى معناها يجري كثير من الأفراد, وبعض كلمات المفكرين غدت مدارا للبحوث والدراسات لأهميتها ولإغنائها للواقع بأفكار خصبة.
المفكر الحقيقي عليه أن يتجرد من الميول والاتجاهات, وأن يطرح رؤياه على أساس علمي واقعي بعيدا عن الايدلوجية وبعيدا عن التعصب, وأن يكون كلامه هدفا للاصطلاح, عاملا لبناء المجتمع, فالناس البسطاء ينظرون الى المفكرين والعلماء على أنهم قادة, وان كلامهم دستور واجب التطبيق.
الكلمة يجب أن تُعطى حقها, ومسؤوليتها كبيرة, ولا يصح لكل من هب ودب أن يتلاعب بالألفاظ لتحقيق مآرب معينة, وأن المسؤولية الشرعية والواجب الاخلاقي يوجبان أن يكون القول قولا حسنا, وقد ورد في الاثر إن "من يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو يصمت".
أقرأ ايضاً
- التأهيل اللاحق لمدمني المخدرات
- دور الذكاء الاصطناعي في إجراءات التحقيق الجزائي
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!