قبل أيام نشرت الباحثة الاجتماعية الدكتورة لاهاي عبد الحسين على صفحتها في موقع الفيسبوك صورة لفلاح عراقي يتلف محصوله من الطماطة وكتبت تعليقًا مؤلمًا:
"كنّا نسمع في الماضي أن الرأسماليين يتلفون فائض إنتاجهم ليحافظوا على ارتفاع الأسعار لصالحهم ولكننا نشهد اليوم من يفرط بقوت يومه ومصدر رزقه وتعب الموسم الذي أجهد وتعرق وشقى فيه لأنه لا يغطي ما بذله فيه" ، وبعد يوم واحد بالتمام والكمال قرأنا خبرًا مثيرًا يقول أصحابة إن وفدًا وزاريًا برئاسة وزير النفط ومعه وزير الزراعة وعددًا من المستشارين جلس بينهم السيد حسن العلوي ، زاروا لبنان من أجل الحصول على منتجات زراعية لبنانية.. وقبل أن يقول البعض يارجل لماذا هذه النظرة الضيقة؟، وهل أصبحت مساعدة الأشقاء جريمة؟.. لا ياسادة لست في وارد الإساءه لبلد عربي ابتلي مثلنا بساسة تعج منهم روائح الفساد والخراب ومظاهر الجريمة في حق المواطن اللبناني الذي يحزنني أن أبلغه بأن الوفد الوزاري العراقي لا يملك القدرة على انتشال لبنان من أزماته، لأنه متورط في أزمات أكبر داخل العراق.
ماذا نريد أن نعرف بعد ذلك؟ الصناعة صفر.. الزراعة في خبر كان، الإسكان بلا مشاريع، الاستثمار متوقف حتى إشعار آخر. التنمية في خبر كان، والناس مشغولة بتحالف عراقيون الذي أعاد لنا الزعيمة حنان الفتلاوي ومعها البروفيسور حمد الموسوي وكنا نعتقد أن ستار النسيان أسدل عليهم .
حين لا تكون الصحافة مشغولة بأخبار اختفاء عادل عبد المهدي ، تكون النتيجة أنها ستعيد الاهتمام بزوايا عديدة، ربما واحدة منها إجابة قاطعة على سؤال يشغل بال الناس وهو: هل يعقل أن وزارة الزراعة التي أصدرت بيانًا قبل شهرين تبشرنا بوصول
العراق إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية.. هي نفسها الوزرارة التي يحط وزيرها الرحال في بيروت من أجل استيراد محاصيل زراعية؟، ماذا يعني هذا ياسادة.. يعني أننا نمثل على أنفسنا وعلى العالم ونقطِّب جبيننا إمعانًا فى إظهار الجدّية، بينما نحن فى أعماقنا نهرج ، ونضحك حتى نموت على أنفسنا من الضحك.
هل يعقل أن نشاهد صورًا للفلاح العراقي وهو يتلف محصوله من الطماطة لأنه يعجز عن إيجاد مشترٍ له، في الوقت الذي أخبرتنا وسائل الإعلام قبل أيام بأن العراق استورد خلال شهرين طماطة من الجارة إيران بمبلغ 58 مليون دولار"؟.
لا أظن أن دولة في العالم، مرت بها كوارث سياسية مثل العراق ، و لا اعتقد ان دولة تحترم مواطنيها ، تسمح لوزيرالنفط ان يقول : بحثنا في لبنان الاستفادة من تجربته في الحد من كورونا. ما أعرفه أن الدول المحترمة تنشغل بتوفير سرير في مستشفى، وقنينة اوكسجين لمريض، أكثر من اهتمامها بالبحث عن طرق لإنقاذ بلدان أخرى.