- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الى متى يبقى العراق تابعا للسياسة النفطية السعودية ؟
بقلم: د. نبيل المرسومي
على الرغم من ان جائحة كورونا كان لها التأثير الأكبر في انهيار أسعار النفط من خلال تخفيضها الكبير لحجم الطلب العالمي على النفط إلا ان السعودية كان لها دورا مؤثرا وكبيرا في انهيار أسعار النفط في بداية آذار الماضي عندما دخلت في حرب أسعار طاحنة مع روسيا اغرقت على اثرها السوق النفطية بفائض كبير من إمداداتها النفطية وخاصة من مخزوناتها النفطية الثابتة والعائمة من خلال استخدامها لعدد كبير من ناقلات النفط .
لكن السعودية اضطرت الى ابرام اتفاق نيسان بعد ضغوط من الرئيس الأمريكي ، الذي يسعى إلى تفادي إفلاس شركات إنتاج النفط الأمريكية ، وقد هدد ترامب بسحب القوات الأمريكية من السعودية إذا لم تتحرك الرياض لتخفيض الإنتاج وهذا ما حصل فعلا في اجتماع أوبك+ في نيسان عندما قررت تخفيض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا .
ونتيجة لضعف المفاوض العراقي وافتقاره الى المهنية والاحترافية والشفافية في التفاوض فقد التزم العراق بتخفيض انتاجه في المرحلة الأولى بمقدار 1.061 مليون برميل مع انه كان قادرا لأسباب اقتصادية وفنية على الحصول على استثناء من هذا التخفيض كما حصلت على ذلك ايران وليبيا وفنزويلا وحتى المكسيك التي رفضت تخفيض حصتها بمقدر 400 الف برميل يوميا مما اضطر أوبك الى القبول بتخفيضها بمقدار 100 الف برميل يوميا ولشهرين فقط وقالت انها لن تخفض الإنتاج اعتبارا من تموز القادم .
والغريب ان العراق الذي لم يلتزم باتفاق أوبك الأخير خلال شهر آيار بعد ان انتج كما تقول أوبك 520 ألف برميل يوميا إضافية فوق حصته بعد ان رفضت شركات النفط الأجنبية تخفيض الإنتاج من حقولها النفطية ، يعود اليوم ليوافق المفاوض العراقي على تقليص إضافي من يوليو الى سبتمبر تعويضا عن تخطي العراق للإنتاج في مايو ويونيو وهذا يعني ان العراق قد التزم بتخفيض انتاجه في شهر تموز القادم بمقدار 1.581 مليون برميل يوميا وهو امر غير قابل للتنفيذ فنيا لكون معظم الحقول النفطية العملاقة في العراق قديمة والتخفيض الكبير فيها ممكن ان يلحق الضرر بضغط المكامن فضلا عن الرفض المسبق للشركات الأجنبية لمثل هذا التخفيض كما ان الوضع الاقتصادي والمالي في العراق لن يسمح بتخفيض مثل هذه الكميات الهائلة من الإنتاج في الوقت التي تواجه فيه الحكومة مصاعب كبيرة في توفير رواتب الموظفين والمتقاعدين .
وكان على المفاوض العراقي ان يكون جريئا وواضحا وصادقا بعدم قدرته على تنفيذ اتفاق خفض الإنتاج والا ينساق وراء الإرادة السعودية التي كثيرا ما تستخدم منظمة أوبك في تحقيق غاياتها السياسية والاقتصادية ، علما ان السعودية لن تستطيع حاليا الدخول مجددا في حرب أسعار جديدة وغرق الأسواق بالنفط الرخيص بسبب الفيتو الأمريكي .
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟