بقلم: هادي جلو مرعي
دعك من الشرفاء سواء كانوا من أصحاب المناصب العليا والوجاهة في المجتمع، أو من عامة الناس. فهم لايهشون ولاينشون، ولاقيمة لهم في بلد يحكمه، ويتصدر المشهد فيه صنفان من الناس هم العملاء واللصوص.
والعميل الذي يرتضي لنفسه أن يكون موظفا لحساب دولة أخرى تحت أي عنوان، وعلى حساب وطنه وشعبه من السهل أن يكون لصا !
فالعمالة أخطر من السرقة. واللص الذي إرتضى أن يسرق من أفواه الجياع سهل عليه أن يكون عميلا، وقد جمع المتسلطون في العراق السيئتين معا، العمالة، واللصوصية في مشهد لم ير له مثيل عبر تاريخ البشرية.
وإلا فكيف يمكن أن نتحمل وقع هذه السرقات الكبرى، وفي وزارة واحدة تجد إن مبالغ السرقات تصل الى 40 مليارا من الدنانير، وفي مرة سرقت موظفة بسيطة مبلغا قدره 17 مليار دينار، وفي كل وزارة قصة، ولكل مسؤول رفيع قصته، وحتى الذين يبيعون علينا الشرف نحن نعلم إنهم وظفوا نساءا لهم، وأولادا وموظفين وأقارب ليسجلوا السرقات والعمارات والشركات والمليارات بأسمائهم، ونحن نعلم إن تلك السرقات تتحول الى إستثمارات وعقارات في دول عربية وإقليمية، ودول أبعد، وإن بعض المسؤولين والمسؤولات يحضرون أنفسهم للهرب، وإن بعض المسؤولين والمسؤولات لهم علاقات متشابكة محلية وخارجية، وإن مافيا اللصوصية جمعت (حثالات السنة بحثالات الشيعة) بحثالات قوميات وأديان أخرى إجتمعوا على تشكيل مافيات سياسية وحزبية، وبعناوين طائفية وقومية وعشائرية لنهب الدولة التي لايؤمنون بمستقبل لها، وهم يحتقرون الشعب العراقي، ويعدونه حشرات، ويتصرفون مع الشعب بهذه الطريقة التي أورثتها لهم أنظمة حكم تعاقبت على هذا الوطن المنكوب، وليعلم كل عراقي، وليأخذها مني حكمة للتاريخ: ان كل نظام يزول فإنه يورثها لنظام أسوا منه لأن مادة كل نظام هي ذات الطينة البشرية الوسخة، حتى إننا قسمنا الى صنفين، لصوص وقتلة، أو عوام معذبين، وكثير منا عبيد لأشخاص ولأحزاب ولأفكار بالية نحشر معهم في النار في الآخرة ونشاركهم الجريمة في الدنيا وليت إننا نسرق كما يسرقون او نتمتع كما يتمتعون.
صار على كل عراقي أن يفهم إن هذا البلد لايراد له أن يقوم، والحكمة الثانية تقول: إن على كل عراقي يرى في نفسه الشرف والعفة ونظافة اليد أن يتعايش مع شرور هذا البلد، ويتمثل بالحيوانات والنباتات والبكتريا التي تتأقلم مع المناخ، فتتعايش مع الحر والعطش، أو البرد، أفلا ترون أفاع وعقارب وحيوانات ونباتات تعيش في رمل الصحراء بلاطعام ولاماء، فتعلموا منها.
والشاعر الماهر يقول
ومن يهن يسهل الهوان عليه
مالجرح بميت إيلام
فالهوان صار طبعا في مجتمع قبل بالهوان منذ قرون، وصار طيعا لكل جبار عنيد ولص مريد.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي