- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا اعتدت أمريكا على مطار كربلاء الدولي؟
بقلم: جسام محمد السعيدي
العدوان الأمريكي على أي بقعة عراقية مُدان ومرفوض لانتهاكه السيادة الوطنية ولظلمه لشعبنا وأرضنا، فلعن الله المعتدين ورحم الشهداء وتولى الجرحى بعنايته.
لكننا هنا سنضيء على الرسائل التي بعثها العدوان على مشروع مطار كربلاء الدولي بالذات، لخطورتها وأهميتها كون الاعتداء انعطافة جديدة سياسياً وأمنياً:
١. رسالة الى المرجعية الدينية العليا بأن الحشد الرسمي حكومياً المنتسب قادته لها بالولاء، ومنهم قوات العتبات، لا يفرقون عند أمريكا عن غيرهم المتهمين بولائهم لدول أخرى.
٢. رسالة للعتبات بأن المؤسسات المدنية التي تخدم البلد والمواطنين التابعة لها لن تكون مستثناة من العدوان مستقبلاً بحجة وجود سلاح مخزّن فيها رغم علمهم بعدم وجوده!!! فمدن الزائرين، ومخازن السجاد ومستلزمات الخدمة، وغيرها الكثير، مواقع معرضة للعدوان في أي لحظة!!.
٣. رسالة للمرجعية والعتبات، بأن أمريكا لن تسمح للأخيرة بتحقيق الاكتفاء الذاتي الصناعي والزراعي ومشاريع خدمة المواطنين في غياب وتقصير مؤسسات الدولة، إمعاناً في الانتقام من المرجعية التي أفشلت بفتواها خطط امريكا عدة مرات منذ ٢٠٠٣م، وآخرها خطة زوال العراق وشعبه ودولته بفعل داعش، وتقسيمه بفعل ذيول امريكا في الشمال العراقي الحبيب.
٤. رسالة للحكومة العراقية، بأن امريكا تستطيع اختلاق حجج مستقبلاً على أي منشأة مدنية عرلقية بدعوى احتوائها على سلاح!! لتدمرها وتشل حركة البلد وربما أي حكومة لا توافق هواها وتنفذ مطالب الشعب بالضد من توجهات المفسدين من الساسة!!.
كمحطات توليد الكهرباء ومجمعات السكن الحديثة والجامعات والمصانع وغيرها الكثير، وبالتالي هي عودة لسيناريو الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت العراقية المدنية منذ انتهاء عدوانها الثلاثيني في ١٩٩١م وحتى سقوط الطاغية في ٢٠٠٣م بدعاوى واهية ثبت لاحقاً انها وهم مصطنع!! لتحقيق أهدافها.
٥. هو رسالة من الامارات وقطر الى العراق، باعتبارهما من اكثر الدولة الممولة للخراب فيه وعدم الاستقرار، كما ان الامارات البلد الاول في العالم في تبييض الاموال العراقية المسروقة من بعض المسؤولين، وانجاز المشاريع فيها.
رسالة هاتين الدولتين ضد انجاز مطار كربلاء الدولي المرشح ان يكون بديلا للترانزيت العالمي بين دول الشرق بقيادة الصين ودول الغرب بقيادة امريكا، والذي يقوم به حالياً مطاري دبي والدوحة، فلو استمر تواجد الامريكان في العراق، واستمر ضعف الحكومة في السيطرة على المسلحين الخارجين عن سلطتها، فإن انجاز المطار سيُبقي خطر استهدافه قائماً، وبالتالي تقليل أهميته، وربما الغائها كبديل للمطارين اعلاه!!.
فسلطة الطيران الدولية قد لا تمنحه ميزة الترانزيت المذكورة لعدم أمانه... المتسببة به اعتداءات أمريكا التي تستطيع في أي لحظة اختلاق حجة للعدوان كما فعلت عدة مرات في التسعينات!!.
الحل
______
ليس أمامنا كعراقيين، إلا:
١. الاهتمام ببلدنا ومصالحه كما أوصت المرجعية بذلك عدة مرات خلال سنوات، وهذا يتطلب الاستماع والاباع لصوتها الذي انقذ العراق ولم تغيره الظروف.
٢.الاتحاد بوجه العدوان تحت سلطة القانون والعمل المنظم لا الشعارات والتهور غير المحسوبة عواقبه.
٣. أن يعي الساسة ان البحث عن مصالح احزابهم والدول التي يعملون لها هو من أوصلنا لهذا الحال، وعليهم أن يعوا ان لا وقت كافٍ لنزواتهم.
٤.يجب ترك الشعب ليقرر مصيره برئيس وزراء وفقاً لمصلحة الوطن يختار كابينته بنفسه لا وفقاً لمصالح الاحزاب والدول..
وعلى الباغي تدور الدوائر...
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- من يوقف خروقات هذا الكيان للقانون الدولي؟