بقلم: أياد السماوي
ما حصل يوم أمس ليس اعتذارا أو انسحابا من مهمة التكلّيف لرئاسة الوزراء , بل هو رفضا للمكلّف محمد توفيق علاوي من قبل مجلس النواب العراقي .. والسيد محمد توفيق علاوي لم ينسحب من التكلّيف لأنّه رفض الإذعان لمطالب الكتل السياسية المتحاصصة كما ادّعى في بيان الاعتذار .. بل أنّ المتحاصصين رفضوه حتى مع تقديم كلّ التنازلات لهم والإذعان لمطالبهم .. وهذا ما حصل في بيت السيد هادي العامري ليلة الأحد.
كنت قد تمّنيت أن يقدّم السيد محمد توفيق علاوي اعتذاره عن مهمة التكلّيف قبل موعد جلسة يوم أمس ويعلن انسحابه من هذه المهمة ويوّضح للشعب الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الانسحاب , ليعلم الشعب حقيقة هذه القوى السياسية التي ترفض مغادرة نظام المحاصصات .. وليس بعد بعد فشل مجلس النواب بعقد جلسة بسبب النصاب القانوني .. لكان ذلك موقفا مشرّفا سيسجله التاريخ للسيد علاوي.
لست في هذا المقال بصدد تقديم الدروس المستخلصة من فشل تجربة تكليف السيد محمد توفيق علاوي كما فعلت الدكتورة حنان الفتلاوي في تغريدتها التي حملت ألف علامة استفهام .. وأقولها صراحة هي فتنة وقانا الله شرّها .. وما حدث من خرق دستوري عند تكليف السيد محمد توفيق علاوي يجب أن لا يتكرر مرّة أخرى .. والكتلة الأكثر عددا بموجب المادة 76 من الدستور العراقي هي المعنية بالترشيح , وهذه ليست مهمة السيد رئيس الجمهورية .. فدور رئيس الجمهورية ينحصر بتكلّيف المرّشح الذي ترّشحه الكتلة الأكثر عدداً.
ومن دافع الانتماء الوطني والمصلحة الوطنية العليا .. أناشد السادة مقتدى الصدر وهادي العامري ونوري المالكي .. أن يضعوا العراق والشعب العراقي في حدقات عيونهم ويغلّبوا المصلحة الوطنية العليا للبلد على مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية وينقذوا البلد من محنته بتجاوز خلافاتهم الشخصية التي دمرّت البلد ومكّنت قوى الفساد من الاستحكام بأهم حلقاته .. ويقدّموا لبلدهم شخصية غير جدلية , شخصية مهنية ونزيهة وكفوءة وتتمّتع بخبرة في الإدارة وتنطبق عليها المواصفات التي وضعتها الجماهيير الثائرة ضدّ الفساد والمحاصصات والنهب المنّظم للمال العام .. وأهم هذه الصفات أن يكون من أبناء الداخل وغير مزدوج الجنسية ومن المساندين لانتفاضة الشعب العراقي ضدّ الفساد والظلم والجوع والانحطاط السياسي والأخلاقي.
وأعلنها بكل صراحة ليس هنالك من شخص يتمّتع بهذه المزايا والصفات التي وضعتها ساحات التظاهر والاعتصام غير السيد عامر عبد الجبار وزير النقل الاسبق وابن البصرة الفيحاء .. فهو شخص غير جدلي ونزيه وكفوء ومخلص لوطنه وشعبه , والأهم من ذلك كلّه غير مزدوج الجنسية الجنسية ولا يرتبط بأي أجندات خارجية أو إقليمية ( عراقي قح ) .. عراقي تفيض الوطنية والغيرة العراقية من بين جنباته .. أتمنى على أبناء انتفاضة تشرين المباركة أن يصطّفوا خلف هذا الوطني النزيه والكفوء , لقيادة الحكومة المؤقتة من أجل تهيأة الأجواء الصحية لانتخابات مبكرّة ونزيهة وشفافة .. أيها القادة الثلاث الكبار مقتدى الصدر وهادي العامري ونوري المالكي .. إنزعوا مصالحكم الشخصية والحزبية وتخلّوا عن خلافاتكم وقدّموا العراقي الغيور عامر عبد الجبار رحمة ببلدكم وشعبكم.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً