- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الإفلاس الإعلامي بين الإستملاك والإستهلاك..الجزء الرابع
حسن كاظم الفتال
بعض المنصهرين في بوتقة الإستبداد أو المستفيدين من هذا الإنصهار والمغتنمين سريانه نلاحظ أنهم ساعة يودون تحقيق مأربٍ ما أو تبرير مغالطاتهم أو اجتهاداتهم الشخصية يبتدعون ببراعة فائقة أساليب ملتوية لكنهم يؤطرونها بشعارات براقة إقناعية ويجهدون بذلك لإبعاد الشبهة عن إلتواء تلك الأساليب ليمررونها بيسر وسلام ويتفننون في إقناع من يتسر إقناعه وبشتى الوسائل لتحقيق المراد بإظهار خلاف ما يضمرون.
ومن مستبطنات تلك الأساليب دعوتهم جهارا وبإلحاح شديد في الرغبة إلى ترجيح كفة الفكر الغض الطري والتمسك به تحت ذريعة شعار مزيف آخر وهو ???? ضخ دماء جديدة) بدعوى تبني العناصر الشابة من تلك التي تتطابق متبنياتهم مع أهوائهم والإصرار على تسليمهم زمام الأمور والجمل بما حمل وتخويلهم صلاحيات ممارسة المهام الإدارية والقيادية والفنية.
ولعل ذلك لم يكن نابعا من عمق الحرص أو مستخلصا من دراسة وافية للواقع إنما لأغراض أو توهمات معينة.
وهذا ما لفت عناية بعض المتحمسين الحريصين على تأمين المستقبل الزاهر للجميع وتوفير مسار آمن للواقع الإعلامي فلم يبدِ هؤلاء المتحمسين الرفض القاطع لهذا الرأي إنما بادروا إلى قبوله شريطة أن ترجح كفة تنميته وتنوير العقل وحشده بالمبادئ والقيم التي تصبو إليه أي مؤسسة إعلامية رصينة ملتزمة ومتزنة فضلا عن ترسيخ بعض المبادئ العقائدية المعرفية خصوصا حين تكون المؤسسة ممن يضفي عليها الطابع الديني أو العقائدي المبدئي.ومن ثم السعي إلى خلق التجانس الفكري والعقلي في التوجه وتقويض ظاهرة ثرثرة الألسن والعقول وإيجاد عامل التوازن وحماية الجليلين من التيه والتفتت والتشتت والاضطراب وكذلك السعي للتنسيق بين الجيلين لتلافي الإخفاقات في مجريات العمل.
والدعوة إلى أن يكون قصد تحسين الأداء وسلامته والخدمة الخالصة هو السبيل لإختيار هؤلاء الأفراد المراد انتسابهم للمؤسسات الإعلامية منطلقاً من مبدأ الحرص على سلامة ومصداقية العملية ونجاحها وأن ينسجم الإختيار مع المنطق العام وكذلك يرتكز على حصافة الرأي السديد وعلى قواعد رصينة الإنشاء مبنية عليها مقاصد سليمة خالصة بتزكية الشخصية للأفراد وانتقاء المواهب والطاقات الحقيقية والتقاطها بقناعة تامة بتفوقها وبصلاحيتها متجنبين الإنحياز للمزاجات أو المحسوبيات والمنسوبيات ونابذين مبدأ الشخصنة إنما اعتماد عنصر العدالة والإنصاف كميزان للتقييم والمفاضلة. عند ذاك يتسنى لنا أن نحظى بواقع إعلامي منضبط بعيدٍ عن التهور والإنفلات والمناهج غير المنضبطة.لضمان مستقبل زاهر.
تحقيق المقاصد بين الإرادة وما يُراد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن ما يدعو للأسف إن قسما من الذين فوضوا لاتخاذ القرار في الإختبار غضوا الطرف عن تحديد المعايير وانصرفوا عن واقع المهنية والحرفية في الإنتقاء وخالفوا القواعد التي وضعها المنطق الإعلامي وعملوا خارج كل المحددات والمعايير وتشابه عليهم حدود الصلاحيات وغابت عنهم ملكة الفرز والتمييز ولم يميزوا بين صيغة إكتساب حق القيمومية على الآخرين وصيغة التكليف بإدارة أعمال إدارة سليمة ناجحة. جرفتهم أمواج اللاموضوعية واللامنطقية ومما زاد الطين بلة تعاملهم بتشنج عند مطالبتهم بتطبيق الإنصاف وصارت الغلبة للإجتهادات والإرتجاليات.وسيروا الإعلام نحو مقاصدهم ومتبنياتهم لا بما تتطلب الإستراتيجية الإعلامية وبتسويق للمآرب
مما أحدث إنفلاتا فكريا عمليا فوضويا لا يمت إلى الثوابت بصلة وأحدث إنحرافا عن جادة الصواب وإرباكا واضحا في ميدان الإعلام وتشتتا للتوجهات أو السياسات وبات من الصعب رأب الصدع أو رتق الفتق الذي أحدثته غفلة أو تجاهل من ذكرناهم سلفا من الذين يمسكون زمام الأمور لبعض المؤسسات الإعلامية الذين منحوا أنفسهم حصانة دون وجه حق وأحالوا المواقع إلى ملكيات واتخذوا من المؤسسة الإعلامية سوقا للترويج لبضاعتهم وتسويقها للإسترزاق أو اتخذوا منها موطنا من مواطن الدعاية والإعلان للشخص نفسه وسُيِّس كل ذلك لسواد عينيه على حساب المبادئ الإعلامية والحرفية والمهنية وعلى حساب تضرر الكثير من الأفراد ممن كان لهم الدور البارز في تشييد بعض المؤسسات الإعلامية على أسس حرفية مهنية ثابتة.
لذا لوحظ في كثير من الزمكانيات أن الإعلام تجرد من جوهر مضامينه الحقيقة ولم يبقَ منه إلا تمسية يطلقها البعض على نفسه ويدعي زورا بأنه (إعلامي) فحسب وهذه التسمية لا تمت للحقيقة بصلة.
مما أدى لنفور الكثير من المختصين أو المتلقين وانصرافهم للبحث عن مأوى آمنٍ يأويهم لعلهم يجدون فيه ضالتهم.
وخمد الإشعاع الذي كان ينبثق من العناوين والجداريات الذي كان يلامس الأبصار ساعة ترنو نحوهها ولم تعد كما كانت عليه.
إلى اللقاء في الجزء الخامس
أقرأ ايضاً
- عْاشُورْاءُ - الجزء الرابع عشر
- عْاشُورْاءُ - الجزء الرابع
- شرح دعاء اليوم الرابع والعشرين من شهر رمضان المبارك