- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الاتفاقية مع الصين ومآرب اخرى
بقلم: كريم النوري
كعادتنا نحن العراقيين نختلف في ما يمكن ان نتفق عليه وحتى القضايا المصيرية نختلف ونتخلف عن العالم الذي توحده المصائب والنوائب، سواء فيما يتعلق بالدستور او الاستفتاء عليه او قانون البنى التحتية او التواجد الأمريكي في العراق ولعل اخر ما كنت لا أتوقع ان نختلف فيه اغتيال قادة الانتصار في المطار.
واليوم موجة جديدة من الاختلاف طرأت على المزاج العراقي وهي الاتفاقية الصينية او مذكرة التفاهم بين العراق والصين فانقسمنا ثلاث اتجاهات بين المندد والمؤيد والمتردد، واغلب هؤلاء لم يطلع على تفاصيل الاتفاقية المتستر عليها من قبل الحكومة.
وانا شخصياً لم اطلع عليها ولكنني اطلعت على ردود الأفعال بين مشرق ومغرب بين متفاعل ومتشائم ولذلك لا أناقش تفاصيلها سلباً او إيجاباً بل سأثير ردود الفعل عليها.
حسب فهمي ان أساس التأييد والاستقتال عليها ليس بما تفرزه من معطيات على اقتصاد العراق إذ لا احد مطلع بالتفاصيل وانعكاساتها على الاقتصاد العراقي.
القدر المتيقن من التأييد للاتفاقية من اجل تصديق مقولات التبرير لؤد المظاهرات وإجهاضها بحجة التحريك الأمريكي بسبب الغضب على الاتفاقية المذكورة.
يريدون ان يقولوا ان عادل عبد المهدي ضحية مؤامرة امريكية بسبب توجهها باتجاه الصين وان كل ما حصل من احتجاجات ضده كان بسبب هذه الاتفاقية!!!
اختزال الغضب الشعبي وما قدمه من تضحيات بمذكرة تفاهم تسطيح للوعي وتبسيط بالفكر ومبالغة في السذاجة.
اتهامات المظاهرات بالتحريك الخارجي إساءة للشعب العراقي وكلنا يعلم موقف المرجعية الدينية وما وصفته بـ (المعركة المصيرية من اجل الاصلاح).
إظهار عادل عبد المهدي بانه مهاتير محمد العراقي محاولة لذر الرماد في العيون للتغطية على فشله في ادارة الأزمة وانهيار الأمن وضعف هيبة الدولة في عهده واستمرار مسلسل القتل والاغتيال وتعدد القرارات الأمنية وغياب واضح لدور الدولة في بسط الأمن والاستقرار وحماية المتظاهرين السلميين وحماية مراكز التربية والتعليم والاعتداء على اساتذة الجامعات.
لا تجعلوا من الاتفاقية قميص عثمان لتبرير الفلتان والاحتقان والهذيان والتهويل منها الى الحد الذي تجعل من الفشل السياسي والخلل التنفيذي صورة لنجاح وهمي مازلنا ندفع ثمنه في اضمحلال وزوال مسمى الدولة.