- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التوظيف السياسي للارهاب ( الجيل الخامس للحرب )
بقلم: حازم جري الشمري
شكلت الفترة الممتدة ما بين أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين، بداية وانتشار ظاهرة الإرهاب على المستوى الدولي، فقد أدت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 م على الولايات المتحدة الأمريكية وما خلفته من دمار هائل إلى إعادة تشكيل جزء من السياسة الدولية لمواجهة هذه الظاهرة.
كان الارهاب عام 2001 خطرا يجب التخلص منه، لكن اصبح اليوم ضرورة لتبرير استمرار المؤسسات العسكرية الجديدة، وكان الخوف من الارهاب هو شعور السكان طبيعي لانهم متضررون من جرائمه وأصبح اليوم ضرورة نفسية يجب الترويج لها، سواء كان الارهاب موجود او لا.
كل شيء اصبح جائز لتبرير استمرار المؤسسات العسكرية التي تحمل اسم (الوحدة المشتركة) أننا امام حرب حقيقية ميدانية لا يذكرها احد في الصحافة الامريكية او الدولية الا بشكل عرضي وغير مركز.
أنها حرب بكل معانيها وقد تساق الى الواجهة في أي لحظة، خصوصا اذا نجح صحفي يرغب في الشهرة السريعة أو مرجع سياسي كبير متضرر أو مركز تأثير فكري أو سياسي معين فكيف تجند جيوش وتخاض حروب في بلاد كثيرة دون أن يثير الامر حتى ادنى مستويات التساؤل ؟
ومن غرابة الامر أن الارهاب لم يكن موجود في العراق ولا الصومال أو اليمن أو ليبيا أوسوريا، فكيف تم توسيع دائرة الارهاب بهذا الشكل المنهجي.
بحيث تظهر على الساحة السورية أفواج من الارهابيين من أكثر من خمس وثمانين دولة، تحارب النظام القائم هناك وتمارس التطهير العرقي وتطالب بالديمقراطية!
ثم تظهر على الساحة العراقية ظاهرة مماثلة لجارتها سوريا!
ثم تظهر دولة أسلامية تأتي "بخليفة " للمسلمين، وتنجح خلال أسابيع في السيطرة على ما يقارب ثلث مساحة العراق، ثم نصف مساحة سوريا!
ان كمية العناصر التي تدخل في لائحة العمليات الارهابية في المنطقة الاسلامية عامة أكبر من أن يتمكن أحد في تصنيفها من باب المصادفة، خصوصا عندما نتذكر أن التموين والتسليح والتمويل أكبر من أن تفلت من عيون الرقابة الامريكية وآذانها.
ان استمرار نمو دائرة الارهاب في جغرافية العالم، ليست، بالتأكيد من باب المصادفة.
أن الخوف من الارهاب في هذه الظروف أمر مشروع. لكن من الجائز التساؤل في الوقت نفسه عن الطرف الذي عليه أن يخاف، ومن الواضح أن شعوب المنطقة التي يعيث فيها الارهاب فسادا هي المعرضة للخطر بالدرجة الاولى.
أن هذا الارهاب الدولي، ونسبة انتشاره وتسليحه وتمويله، لا يمكن أن يكون قد تواتر وانتشر من باب المصادفة المحض. لابد أن له خيوط، تسحبه وتحركه أصابع ثابتة وقوية، وأدمغة واعية هادفة.
اننا أذا أمام قوى خفية، تدار من قبل دول وان التفتيش عن هذه القوى الخفية وتحري مصادرها وخيوطها وأهدافها سوف يكشف لنا الدول التي توظف هذه المنظمات الارهابية لخدمة مصالح الدولة وتنفيذ سياستها، وهذا سيكون مدار كتابنا التوظيف السياسي للإرهاب.
وسوف نميز بين الارهاب والمفاهيم الاخرى مثل العنف والتطرف والجهاد والمقاومة وارهاب المجموعات الوطنية والمجموعات العقائدية وسوف نبين الميليشيات والمنظمات الارهابية التي اصبح الجيل الخامس للحرب التي توظف هذه المنظمات اغلب دول العالم للتأثير بخصومها.
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2