- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تشتت المطلب تبعثر الوسائل سهولة الاختراق
سامي جواد كاظم
لم تشهد الكرة الارضية وعبر التاريخ مظاهرات كالتي تجري في العراق الان ومن كل الجوانب، دائما المظاهرات التي تطالب بقرارات معينة تكون واضحة مطالبها من خلال اليافطات التي ترفعها واما التي تطالب بتغيير نظام حكم فلابد لها من قائد بديل اما في حالة العراق فانها العشوائية بعينها اضف الى ذلك الاختلاف فيما بينهم وكان الطبقة السياسية مفاسدها فقط على المحافظات التي فيها مظاهرات اما البقية فانها لم تنل من هذه المفاسد!!!!
بداية هل يعلم المتظاهرون ماذا يريدون وماهي القوة التي تقابلهم، انا لا ادافع عن الحكومة او عن أي طرف فقط عن المطلب نعم هنالك حكومات وبرلمان وليس حكومة عادل عبد المهدي فقط التي جاءت على ركام الحكومات التي قبلها كلها فاسدة ولم تحقق للشعب العراقي ادنى سبل العيش وفي الجانب الاخر اعلى درجات الطيش.
الاساليب البعثية بعينها حاضرة اليوم من اختلاق اكاذيب وبث اشاعات واغتيالات في ظلمات الليل وشعارات اما معنا او علينا وتهميش الاخر ومثل هكذا اجواء سلبية جعلت من المخابرات الامريكية والصهيونية سهولة التلاعب بالمظاهرات وفي أي اتجاه تريد.
حكومة عادل عبد المهدي وخلال سنة لم يصدر منها قرارات سلبية كالتي صدرت عن التي قبلها، عمل جاهدا على فتح الطرق وتخصيص موازنة فيها فرص عمل واستثمارات صينية بقيمة 500 مليار دولار للنهوض بالعراق اضافة الى اتفاقيات المانيا مع تنديده بالانتهاكات الصهيونية بخصوص قصف مقرات الحشد الشعبي اضف الى ذلك عدم الغاء الحشد.
هكذا امور لا ترغب فيها امريكا ولو سالت أي متظاهر من حدد يوم التظاهر سيعطيك اسم لجنة لا تعلم من هي واين مقرها، ولو طوينا دونها كشحا فالمهم ان الحقوق المسلوبة للشعب العراقي يجب ان تسترد، فان كانت هذه المطالب فان الحكومة اتخذت عدة خطوات بهذا الخصوص ولكن انعدام الثقة بها مع تحرك الطابور الخامس لم تصل المظاهرات الى بر الامان.
اما من هي الطبقة السياسية النزيهة البديلة فانها ضباب بل ان في العراق منصب وزير اصبح كمحل البقالة ويتحمل هذه الانتكاسة هي الاحزاب والكتل.
اخي المتظاهر لا تقنع نفسك ان المظاهرات لا بد لها من دماء زكية فاعلم ان الكتل والاحزاب وعلى مدى 16 عام تغلغلت بكل مفاصل الدولة لاسيما الاحزاب التي ليست لها باع بالسياسة فانها عبثت كثيرا بالاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والقتل، ولا زلنا الى الان نخشى من ارهاب بعض الاحزاب فلا نسمي الامور بمسمياتها لان الاغتيالات تاتي وبدقة وبمساعدة المخابرات الامريكية التي تحرك اجندتها في المنطقة من داخل وخارج العراق.
لحظة تامل ماذا تريد ايها المتظاهر العراقي؟ هل تريد حقوقك ؟ هل الكل تريد ذلك ؟ ام ان هنالك جماعات تصر على انهاء الحكومة والبرلمان ؟ فان كنت من الصنف الاول فهل لديك ثقة بالحكومة لو اقرت لك ما تريد ؟ فان قلت كلا فانت من الصنف الثالث وان قلت نعم فلماذا التصعيد، وهنا انتبه للتهديد، واما الذي يطالب بتغيير الطبقة السياسية فان هذا المطلب عسير جدا لان هنالك جماعات مسلحة خارج ارادة الدولة ستفعل فعلتها بالعراق والعراقيين وهذا ما نراه اليوم فكم شاب سقط ضحية نتيجة هذه الدسائس، اضف الى ذلك من هي الطبقة السياسية البديلة؟
اعتقد بل على يقين ان سلوك طريق المرجعية العليا في النجف هو الاسلم فاذا ما تم تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة مع تغيير النظام الانتخابي باخر عادل فان الامور ستاخذ طريقها للحل والامان.
نعم نحن نطالب بانتخابات رئاسية ؟ ولكن كيف ستتحقق هذه والكرد والسنة يرفضونها لان الاغلبية شيعية وان قسمنا المناصب عدنا الى حيث ما اتينا.
لنؤكد على النظام الانتخابي العادل للبرلمان ونسمح للجميع وبشكل فردي او حزبي وهنا يقع على عاتق الناخب العراقي ان ينتخب المستقلين وهنا سيتمكن العراقيون من استرداد حقوقهم تدريجيا، ولكن يبقى السؤال المهم هنا هل ستترك المخابرات الامريكية والصهيونية والوهابية العراق في حاله ؟ كلا واما الجانب الايراني فان الاكثرية الشيعية هي التي خدمته ولكن الحكومة الشيعية خذلت ليس فقط شيعة العراق بل شيعة المنطقة برمتها.
ستظهر حقائق في المستقبل يندى لها الجبين بخصوص هذه الاوضاع الماساوية وما يجري في المحافظات المتظاهرة ومن كان له الدور في تاجيج العواطف والنزعة القبلية.
رحم الله كل من سقط في هذه المظاهرات جميعهم متظاهر او من القوى الامنية واسال الله الامان للعراق ودحر حزب الشيطان