- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سنخسر الجمعة .. أما بيد مراهقينا او بيد الطرف الثالث
بقلم: بركات علي حمودي
لم تحصل التظاهرات على داعم حقيقي لها لا خارجياً ولا داخلياً، الا عندما دعمتها المرجعية بخطب الجمعة، تلك الخطب النارية التي اصطفت مع المتظاهرين السلميين و دعمتهم معنوياً و لجوستياً عبر إمدادهم بالماء و الغذاء و الدواء في ساحات للاعتصام من خلال دور العتبات في كربلاء و النجف.
نعم فليس هناك داعم و اب حقيقي للمتظاهرين غير المرجعية التي تحاول ان توصل رسالة بأن على الشعب ان يأخذ دورة الريادي في تحديد مصيره دون انتظار فتوى او إشارة من مرجعية، فالمرجعية العليا تؤمن بأن دورها إرشادي توجيهي ناصحة للحاكم لا آمره او ناهية.
فالمرجعية تدرك جيداً ان لكل شيء نهايته.. و المرجع اطال الله بعمره إنسان أولاً و أخيراً و يدرك ان قطار العمر سيصل لنهايته يوماً ما، ولهذا فأنه يريد الاطمئنان على هذا الشعب الذي يعتبره أمانة في رقبته و يعتبره الشعب كذلك أباً روحياً له حتى (غير المقلدين له و حتى الذين لا يؤمنون بنظرية التقليد او التدين اصلاً).
نعم.. المرجعية تريد التغيير و طالما ارادت التغيير حتى (بح صوتها) وكانت طالما تردد نصاً (ويبقى الأمل بالخيرين ان يغيروا احوال البلد بالطرق السلمية و القانونية).. ارادت التغيير عبر صناديق الاقتراع.. فلم يحصل ذلك.. ارادت التغيير عبر نواب البرلمان ولم يحصل ذلك.. حتى جاء وقت الشعب و خرج شبابه مطالبين بالتغيير و الاصلاح ولم يخيب المرجع أملهم فوقف معهم و سيكمل وقوفه معهم حتى النهاية لتنتصر إرادة الشعب ويحصل التغيير المنشود الذي يراه الشعب مناسباً، وهذا ما أكدت عليه المرجعية في خطبتها قبل الأخيرة عندما قالت (اختيار الشعب لشكل النظام حسب ما يراه الشعب مناسباً).
لكن.. وهنا مكمن الخلل و الخوف، ان أعمال الحرق و التخريب و الاعتداء ستؤدي الى رفع الشرعية الجماهيرية و المرجعية عن هذا الحراك الذي أسمته المرجعية بـ (الطريق المُشرف).
فالطريق المُشرف مُحال ان يكون مُعبداً بالتخريب و القتل و الحرق، بل هو طريقٌ معروفةً معالمه و هو الاعتصام السلمي في الساحات و اعتصام النقابات و التعبير السلمي للرأي بعيداً عن العنف.
وبهذا فأننا أمام مفترق طرق، فأما ان نكسب رضا الشعب و تأييد المرجعية عبر قطع الطريق على من يريد تخريب الحراك لأغراض (حزبية سلطوية معروفه) و بقطع الطريق أمام اداة هذه الأغراض المعروفة و البقاء في الساحات مُعتصمين صامدين، او اننا سنخسر رضا الشعب و تأييد المرجعية، فتأييد المرجعية يأتي من رضا الشعب عن الحراك و العكس صحيح، فرضا الشعب جاء أيضاً من تأييد المرجعية لان اكثر الشعب يرى المرجع اب روحي له.
حفظ الله العراق و شعبه و حفظ مرجعيته التي تريد إيصال الشعب لبر امانه كي تكمل رسالتها التي بدأتها من اجل هذا الشعب و هذا البلد الذي فضله الله على جميع الأمم بثرواته و خيراته التي آن الأوان لتكون لشعبه فقط.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً