- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل تصلح الـ 45 يوما ما افسدتموه في 16 عاما ؟
بقلم: لمياء العامري
بعد ما انتفضت مختلف مناطق العراق، من كل الطوائف والمكونات هتفوا بصدق بعدما زور صوتهم الفساد والعبث بالطائفية تمكن الشعب من الصمود بوجه الطغاة نجح في الحفاظ على سلمية حراكه ولم يستطيعوا ان يحرفونه عن غاياته باللعبة المذهبية والمكوناتية.
لقد وصل النضج الشعبي إلى مرحلة العقل المنضبط عن الغرائز التي زرعوا فسائلها في مرحلة خطيرة مر بها البلد.
ان الشكل الحضاري السلمي كان حاضرا، لأنه رسم بفرشاة الحكمة الوطنية لا بدوافع الغرائز المذهبية والمكوناتية والطائفية، خضع لمقاييس العقل والتحكم بالمطالب المصيرية بعيدا عن الانقسام الداخلي السياسي الذي اوصلنا الى التشتت والضياع في الحقوق والثروات وخفت صوتنا وتلاشت امامه طموحاتنا المتخندقة بابسط أشكال العيش الرغيد وأصبح كل طرف يشحذ سلاح التفرقة لتحويل أنظار المواطن الى قضايا غير جوهرية.
اليوم الشعب تجاوز كل ذلك، واقترب من تحقيق مطالبه، وانتزاع حقوقه المسروقة وتحقيق اماله المغيبة في متاهات الفساد ونزوات الحمقى واقترب من نيل مطالبه وغرس اسس البقاء والغلبة، يقابل ذلك انهزام وتخبط في القرارات المتخذة من الساسة بين ليلة وضحاها دون دراسة وتمحيص ليوهموا العالم بمصطلح الاصلاحات هذه المفردة المقيتة التي لازمتنا على مدى 16 عاما حتى صمت لاجلها الاذان واصبحت تزعج صيوانها لكنهم لا يملكون ادوات القيادة والفراسة والحكمة التي تصعقهم بتيار كهربائي ينفض الدرن المتراكم على عقولهم ليفهموا ويسمعوا صوت الشعب.
يطالبوننا بـ45 يوما لغرض الإصلاح الذي ولد من ابوين عقيمين حين طالب سلفه بـ100 يوم لإجراء الإصلاحات وامتدت لتصل إلى سنوات تلقي بظلالها الماساوية حتى الآن.
عندما يفقد الإنسان البصر يصبح اعمى فكيف بمن فقد البصر والبصيرة أليست الحجارة اشد نفعا منه.
عندما يقول الشعب هاتوا برهانكم ماذا ستقدمون غير وعودكم الكاذبة.. عندما طالبك بالرحيل لماذا التشبث.. هل هي إملاءات اسيادكم ام انها الرغبة في البقاء والتسلط والانتفاع.. اسمعوها جيدا.. لا نريد اصلاحكم ولا تغيير امعاتكم.. أنتم ومن معكم الى مقبرة التاريخ ادخلوها بسلام أمنين.
الآن صار اصلاحكم متأخراً أحلامكم مضحكة فبعدما فتح باب المواجهة بين الحكومة والشعب الذي تجاوز حتى اللحظة جميع القنابل الموقوتة التي زرعتموها على مدى ١٦ عاما وما زال صامداً في هذا الوعي، والقلوب ترنو والعيون تترقب ما سيحدث وما يختبئ وراء المشهد، لكي ينتصر صوت الحق.
عليكم الحفاظ على السلمية كي لا تصل الأمور إلى صدام داخلي لا سمح الله.. في ظل تربص محيق لتحويل التظاهرات وحرفها عن معناها الحقيقي.
نامل في ان تمر الأمور بانسيابية وهدوء فلا نسمح بالتخريب والتجاوز على الممتلكات العامة حتى لا نفقد شرعيتنا في انتزاع حقوقنا وهذا ما يرومون اليه.
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر