- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المشترك بين الدين والسياسة ويجب فصلهما
سامي جواد كاظم
يدعي الساسة ان الدين لا علاقة له بالسياسة ويجب ابعاده وبعض رجال الدين لا يؤيدون ذلك بل السياسة اصلها من الدين ولكن حسب راينا يجب فصل الدين عن السياسية، بالرغم من ان هنالك مشتركات بينهما.
مفاهيم الدين في واد ومفاهيم السياسة اليوم وليس بالقرون الماضية في واد اخر، فالدين يعتمد الصدق والنزاهة والوضوح والمركزية في الهدف وفق شروط تبدا برضا الله عز وجل وفيها مصلحة لعباده بينما السياسة تعتمد الكذب والدجل والنفاق والهدف شخصي او تامري على شعب او وطن وهذه لا تتفق ومبادئ الدين بل الاديان كلها ولان الاسلام خاتم الانبياء وفيه كل مفاصل الحياة لذا يكون عرضة للهجوم السياسي.
ولكن ماهو المشترك بينهما ؟ المشترك ان كل من يريد ان يقتحم ميدانهما يصبح سياسي او رجل دين لذا فمن هب ودب يستطيع ان يقتحم السياسة او يرتدي لباس الدين وهنا المعايير اختلطت بينهما في اقتحام هذين الميدانين فلربما تجد من اقتحم السياسة يتحدث بمفاهيم الدين لغرض سياسي او من اقتحم الدين ويتحدث بالسياسة ظنا منه انها ضمن مجال عمله فتجد السياسي المتفقه والفقيه المسيس.
بينما لو ان مهندس يريد ان يقتحم المجال الطبي ويعمل طبيبا فهل يمكن ذلك، او ميكانيكي يعمل في الزراعة او صيدلي يعمل في التكنلوجيا، فهذا لا يمكنهم ذلك لان كل اختصاص له دراسته وامتحاناته بحيث من يدعيهما عليه ان يثبت ذلك بالشهادات والوثائق، بينما السياسي فترى اصناف غريبة تمنح لقب محلل سياسي او باحث بالشان السياسي او الخبير السياسي وان كان القلة منهم قد يكونوا كذلك من خلال الغوص في هذا المجال مهنيا وكذلك رجل الدين فترى من ارتدى العمامة ليدعي انه مشرع ديني ولا احد يقول له أين البكالوريوس التي تثبت انك خريج الدين بل وصلت الجراة الى من يدعي انه مجتهد.
وتاكيدا لذلك تجد مثلا المهندس يستطيع ان يدعي انه رجل دين بينما رجل الدين لا يستطيع ان يدعي انه مهندس، او طبيب او صيدلاني او تكنولوجي مالم يدرس في كلياتها ويمنح شهادتها، والسياسي كذلك.
اليوم السياسة لا تخضع لمعايير اخلاقية انسانية او كما يقال عنها فن الممكن بل انها خليط من الاحتيال والدجل ومهما كان الثمن، مادي او معنوي يدفعه المسيس حتى يحقق الهدف ومن يحقق الهدف يعتبر سياسي بغض النظر عن الاسلوب او الوسيلة وهذا هو نهج معاوية ودستور ميكافلي.
لذا عندما يتحدث أي سياسي عن الاسلام السياسي او التشيع السياسي فهذه مفاهيم مغلوطة نعم تنطبق على الدخلاء في هذا المجال والا اصلا الدين هو روح السياسة الشرعية التي تصل الى الهدف المطلوب عندما يكون شرعيا أي لكل هدف شرعي هنالك اسلوب شرعي للوصول اليه ويحققه من يلتزم بالشرع، اما يكون الهدف شرعي والعامل على تحقيقه سياسي لا يفقه بالشرع ويتحدث باسم الشرع فيقال عنه الاسلام السياسي فهذه مغالطة للضحك على الذقون.
الاسلاموية هذا المصطلح الجديد الذي اخترعه العلماني ليصف به حالة معينة من الاسلاميين (مصطلح سياسي وإعلامي وأكاديمي استخدم لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالإسلام باعتباره "نظاما سياسيا للحكم"، ويستخدم هذا المصطلح من قبل المجموعات السياسية المناوئة للإسلاميين) ويجعل منها صنف جديد والغاية منها ايضا هي خلط المفاهيم حتى ينتج عنها جوا ضبابيا يلبس الحق بالباطل ويلبس الباطل بالحق ويقول معهد واشنطن يجب على المفكرين الغربيين أن يدركوا الفرق بين الإسلاموية وعقيدة الإسلام، وإلا فإننا نتجه إلى معركة أيديولوجية مع ربع تعداد البشرية.
اكرر هذا الخلط سببه من اقتحم مجال الدين الاسلامي وهو لم يستوف الشروط التي تجعله مؤهلا لدراسة الاسلام والدفاع عن مفاهيم الاسلام بشكل سليم وعقلي ومنطقي.
أقرأ ايضاً
- جريمة عقوق الوالدين "قول كريم بسيف التجريم"
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- المرجعية الدينية.. مشاريع رائدة وطموحات واعدة