- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إنبذوا الخطاب الطائفي ولا تكونوا سببا لعودة الإرهاب مجدداً
بقلم: اياد السماوي
منذ فترة ليست بالقصيرة يتابع الرأي العام العراقي تصاعد وتيرة الخطاب الطائفي عند بعض السياسيين السنّة عبر وسائل الإعلام , وتبّني بعض الفضائيات السنيّة ترويج هذا الخطاب من خلال البرامج السياسية واللقاءات مع بعض السياسيين السنّة , بهدف تصعيد وتيرة هذا الخطاب وصولا إلى الهدف الذي رسمته لهم أمريكا والمتمّثل بإنشاء الإقليم السنّي.. والقاسم المشترك لجميع هذه البرامج واللقاءات هو (جرائم) الحشد الشعبي التي اقترفها بحق المواطنين السنّة (الأبرياء) واعتقاله للآلاف منهم وتغييبهم دون أن يعرف مصيرهم.. ومما يبعث على الأسف الشديد تزامن هذا الخطاب الطائفي مع تأسيس جبهة الإنقاذ الوطني السنيّة بزعامة أسامة النجيفي , وظهور مشعان الجبوري على الفضائيات بثوبه الجديد منددا (بجرائم) الحشد الشعبي التي اقترفها بحق المواطنين السنّة (الأبرياء) وتغييبه للآلاف منهم , ومهددا بتدويل هذه القضية في الأمم المتحدّة.
ومن الطبيعي جدا أن يتجدّد الإرهاب وتعود التفجيرات الإرهابية والمفخخات إلى مدن العراق في ظل هذا الخطاب المشحون بالطائفية , وما حصل في كربلاء مؤخراً من تفجير إرهابي راح ضحيته إثنى عشر شهيدا , هو نتيجة حتميّة ومباشرة لهذا الخطاب الطائفي.
والقول أنّ داعش الإرهابية هي من قام بهذا التفجير الطائفي ونحن براء منه , لم يعد مقبولا إطلاقا , بالرغم من اعتراف الجناة بانتمائهم لداعش.
وما حصل لزوار الحسين في مدخل كربلاء وفي هذه الأيام من محرّم الحرام , ليس تطورا خطيرا لزعزعة الأمن والاستقرار فحسب , بل هو مقدّمة لتقسيم البلد من خلال تبّني مشروع الإقليم السنّي الذي تريده أمريكا وإسرائيل لتنفيذ مشروعها في منطقة الشرق الاوسط.. وما دام الحشد الشعبي موجودا في محافظات الغرب العراقي , فإنّ هدف إنشاء الإقليم السنّي سيكون عسيرا إن لم يكن مستحيلا.. فلا بدّ أولا من تهيأة الأجواء والمبررات لإخراج الحشد الشعبي من هذه المحافظات والطلب من الإدارة الأمريكية رسميا من خلال قواتها الموجودة في العراق حماية سنّة العراق من (جرائم) الحشد الشعبي ومؤامرات قاسم سليماني الذي يريد هدم المدن السنية وقتل أهلها , من خلال مساعدتهم في إنشاء إقليم السنّة.
هذا هو السيناريو الحقيقي من تصاعد وتيرة الخطاب الطائفي وعودة الإرهاب من جديد.. أنا شخصيا لا افترض أنّ صديقي مشعان الجبوري قد خدع بإثارة هذا الخطاب الطائفي , فهو يعي جيدا ما يقول بل وعلى بيّنة من أمره , والخطاب المكلّف به قد قبض ثمنه مقدّما , ولا استبعد مطلقا أن يخرج يوما على شاشة إحدى الفضائيات ليقول للعراقيين قبضت كم مليون من فلان (الكلب أبن الكلب) وضحكت عليه وقد قالها سابقا.. ولا بدّ للقضاء العراقي أن يكون حازما مع كلّ من تسوّل له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار من خلال إثارة هذا الخطاب الطائفي وتقديمه للعدالة بتهمة تقويض الأمن وإثارة النزعات الطائفية التي ستؤدي إلى الحرب الأهلية.
وبدوري أتوّجه لكل عراقي سنيّا كان أم شيعيا أن ينبذ هذا الخطاب الطائفي ويضع أمام عينيه تجربة الحرب الأهلية التي مزّقت بلدنا وشعبنا وتسببت بدخول داعش إلى محافظات الغرب العراقي.. وأن لا يكون سببا لتهيئة الأجواء والأرضية الصالحة لعودة الإرهاب مجددا.. فحين يتصاعد الشحن الطائفي يتصاعد الإرهاب كنتيجة مباشرة لهذا التصعيد.. وما حدث في كربلاء المقدّسة كان سببا مباشرا لهذا التصعيد الطائفي.. إنبذوا الخطاب الطائفي ولا تسمحوا لعملاء أمريكا من الطائفيين بالعبث بأمن بلدكم واستقراره ووحدته.
أقرأ ايضاً
- ارتفاع سعر صرف الدولار .. استمرار الغلاء الفاحش
- القوامة الزوجية.. مراجعة في المفهوم والسياق ومحاولات الإسقاط
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب