- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
البعض.. حقا لايساوي قلامة ظفر
بقلم: حسين فرحان
عندما يبحث الشواذ عن متعتهم وملذاتهم في بيئة تحيط بها القداسة الدينية والتراث العريق والأرث الأخلاقي الذي يحتم على الأنسان احترام ذاته والتصرف بحذر تجاه هذه المنظومة الأخلاقية الموغلة بالقدم ويجتمع فيها الدين والتدين والعشيرة والعشائرية والعرف والأخلاق والعادات والتقاليد فمن الطبيعي أن تراه يعمل جاهدا مستغلا هذه الأنشطة الألكترونية المتاحة له عبر الأنترنت لهدم ما يمكنه هدمه للحصول على جمهور من الشواذ المتأرجحين معه بنفس الحبال.
فالمخيخ الذي اصطبغ باللون الزيتوني مازال يمارس حزن بعثه العربي الأشتراكي ويبحث عن لحظة تمارس بها الرفيقات زغاريد العهر في ساحات الاحتفالات ومهرجانات الإعدامات الجماعية.
والمخيخ السلفي مايزال يمني نفسه بالعودة لإكمال مشروعه القائم على محو كربلاء والنجف من الوجود..
أما المخيخ العلماني فهو رهن إشارة المتغيرات والإمعة الشهيرة التي جهلت ذاتها وهي تمارس خواء فكريا تحيطه المصطلحات وليس شيء آخر سواها.
لم تخل الساحة من أتباع لهذه الفئات الثلاث منذ أن أنهارت دولة العفالقة إلى يومنا هذا.. وما كان تضمره الصدور قد أظهرته ملامح الوجوه وفلتات اللسان حتى استحال هتكا وذبحا وبطشا وتسقيطا لكل من خالف أو ابتدر إليهم بالخلاف أو نصرة تراث هذه الأرض ومقدساتها..
لا شك ولاريب بأن هذه الفئات الثلاث (البعث والسلفية وأهل الألحاد) لهم أجنداتهم وأحلامهم وهي أجندات اتضحت غاياتها وانكشفت وسائلها وماتزال بعض وسائلها في طي الكتمان، فحبائل الغدر والمكر متصلة بالأذرع الشيطانية التي لم تكف يوما ولن تكف عن العبث بمقدرات هذا الوطن الجريح.
البعض الذي ثبت للعقلاء أنه لايساوي قلامة ظفر هو الناعق وراء هذه الجهات يردد ما يقال دون وعي.. دون ورع.. دون إدراك.. غايته أن يمارس شذوذه في ظل واحدة منها فهذه الأجندات وهذه الحركات تعمل جاهدة على طمس هوية هذا الشعب، وهي فرصة مناسبة للناعقين أن يتخلصوا وبشكل تام من القيود التي يفرضها عليهم الطابع الديني والعشائري وما تفرضه عليهم طبيعة هذه المنظومة الأخلاقية، فأصبحت المنفعة متبادلة دون أعلان مسبق أو سابق إنذار فأصبح لهذه الحركات جيوش من الأتباع ينتفعون بهم وأصبح للشواذ حركات تقودهم تمكنهم من ممارسة شذوذهم دون رادع أو رقيب.. حتى أن البعض يتمنى زوال كل منظومة دينية أو أخلاقية أو اعتقاد بالعيب أو الحرمة ولو لمجرد التخلص من تأنيب الضمير فضلا عن تأنيب المجتمع الملتزم بها.. فالدخول في جحر ضب الانحلال والخروج بهذه النتيجة يعد مكسبا مهما لمن أراد أن يمارس الرذيلة أينما يشاء ومع من يشاء وفي أي وقت يشاء، وهي فرصة لمن أرادت أن تعيش الانحلال بأبشع صوره دون أن يقيدها زمان أو مكان، وهي حقيقة مؤلمة شهدها المجتمع حين رأى امتعاض هذه النماذج من كل ما له علاقة بالدين والأخلاق بشكل خاص فتراه ينهال على كل شيء مقدس بالتسقيط والتسفيه متسلحا بأدوات (البعث والسلفية والإلحاد) التي تصور لهؤلاء أن العراق يحكمه رجال الدين، ولست أعلم أي رجال دين هؤلاء الذين حكموا العراق والحكومة واضحة المعالم تقاسمتها الأحزاب بمختلف انتمائاتها أثناء ممارستها للمحاصصة المقدسة.
الأجندات التي تعمل جاهدة على إسقاط وتخريب المنظومة الدينية والأخلاقية لهذا المجتمع وجدت وللأسف إمعات كثيرة تبحث عن الانفتاح والتحرر والشذوذ ويمكن حصرها دون عناء أثناء متابعة صفحات التواصل الإجتماعي وهي تكتض بأصوات تدعو لفصل الدين عن الدولة بل لترك الدين وأنه الأفيون وأصوات تدعو لترك التقليد وأخرى للنيل من الشعائر وأخرى تدعو للانحلال وأخرى تحاول نسف السلم الأهلي بأثارة النعرات الطائفية وأخرى تمجد البعث وصدام وتتغنى بأسطوانة الزمن الجميل، لذلك سنشهد في كل يوم هجمة جديدة يقودها حالم بعودة البدلة الزيتونية أو شويخ يرتدي غترة سلفية حمراء أو مخمور تحت قبعة متعفنة، يتبعهم في ذلك كل باحث عن ذريعة لممارسة الإنحلال والسقوط، وما أكثرهم.
أقرأ ايضاً
- الامراض النادرة التي تصيب الانسان حقائق اساسية يجب معرفتها
- العراق واستحقاق بريكس
- خدمات واستحقاقات وطنية