- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
احتفالية الملعب ، بين المقدس والقانون والاخلاق ..
بقلم: خليل الطيار
على مدى ايام اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي والاخبار العامة، وسادها جدل محتدم حمل عدة مواقف، منها مواقف متشددة باعتبار ما حصل في احتفالية ملعب كربلاء تجاوزا على قدسية المدينة، ومنها ما ذهب الى اعتباره امرو طبيعي لا يستوجب هذه الضجة، ملتفتا الى محصلة النجاح الذي تحقق دون تاثير الهنة البسيطة في احتفالية الافتتاح....
واراء اخرى اعتكزت على مرجعيات وانتماءات ثقافية و دينية مختلفة واقحمت نفسها في سجال حول قانونية القداسة وتعريفاتها، مكانا ومعنا،وتمذهبا، واصطلاحا.
وفريق اخر يتمثل بالمتصيدين بالماء العكر، الذين ينشطون في الازمات لاشعال حرائق لسقطات الاخرين وانتهاز فرصها لفتح جبهة انتقاد للدولة والحكومة والمسؤولين وعصب كل مشاكل العراق براسهم عبر بوابة زلة احتفالية الملعب!
وسط هذا السجال ضاع عن الجميع معيار اخر لم نقراه، ولم يلتفت اليه احد والمتمثل بالاخلاقيات الانسانية الحاكمة للطباع والاعراف والدساتير والقوانين والقداسة والمقدس وعندها تنتهي الحلول لاشكاليات عديدة.
فشرب السكائر على سبيل المثال لا الحصر امر طبيعي رغم الممانعة والضرر الطبي الا ان تجنبها او رميها او الامتناع عن شربها امام الابوين يصبح في حكم المقدس والقانون.
هنا تبدو حاكمية الاخلاق والاحترام اقوى تاثير واكثر الزام.
وحرية الحركة والسير والتنقل من المباحات الشخصية ياتي القانون ليموضعها وفق مشترطات وانظمة يخضع الجميع لها التزاما قانونيا واخلاقيا.
الصراخ والحديث والضحك بصوت عالي امور طبيعية تحكمها القوانين الكافلة للحريات لكنها تتوقف جميعا بحاكمية الاخلاقيات والاعراف العامة التي تستلزم مراعاتها بقوة دون ان تسقطها، فلا ضحك ولا صراخ ولا حديث مخل ينتهك حرمة الاداب العامة للاخرين.
من هذه الزاوية ينبغي النظر الى اشكالية ما حصل في ملعب كربلاء هذه المدينة ومثيلاتها تموضعت في اخلاقيات خاصة تستلزم مرعاتها بعيدا عن مشترطات القداسة والمقدس والقوانين والحريات
لان فيها رموزا تخلدت بعناوين عظيمة فرضت احترام المرء لها سواء كان مواليا ام مخالفا لما تمثله من مكانة دينية وتاريخية اتسمت بالسمو والتضحية والايثار والرفعة
والسؤال الذي يفرض نفسه جدلا هنا هل يمكن القفز في اخلاقياتنا على حرمة الوالدين امام حرياتنا الخاصة ؟
فكيف اذن اتجاه امام معصوم مفترض الطاعة ؟ يستلزم عدم المساس بتجاوز حاكميات اخلاقية جبلت عليها مدينة لطالما حافظت على خصوصية مجتمعية لمئات السنين وينزل عندها تطوعا ملايبن الزوار والمحبين الذين تهفو قلوبهم اليها على مدار الساعة والجميع يلتزم احتراما اخلاقيا لخصوصياتها
فالمرأة غير المحجبة المسلمة وغير المسلمة رغم عدم قناعتها بارتداء الحجاب لكنها وقبل دخول المدينة تلتزم اخلاقيا بارتدائه احتراما لخصوصية المدينة وحرمة ائمتها المفترض طاعتهم واحترام مكانتهم في النفوس المحبة.
وبقناعة تامة اشعر ان هاجس الاخلاقيات التي ينبغي التمسك بها والدفاع عن مكتسباتها هو ما ينبغي ان يتخذ كمسطرة قياس حاكمة في قراءة ما حصل في ملعب كربلاء وبدونه سيبقى الجدل متواصلا لا ينتج معنا رادعا تطوى صفحته.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً