بقلم: أياد السماوي
بالرغم من تراجع الرئيس الأمريكي ترامب عن تصريحاته بشّن الحرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومطالبته إيران الاتصال به والتفاوض معه , إلا أنّ هذا لا يعني أنّ احتمال نشوب حرب مدّمرة في المنطقة قد تلاشى وأبعد شبح هذه الحرب , فأيادي الأمريكان والإيرانيين على الزناد واحتمال اندلاع شرارة الحرب قائمة في أي لحظة , في ظل استمرار الحرب الاقتصادية الظالمة التي تفرضها أمريكا على الجمهورية الإسلامية , والسؤال الأكبر ماذا تريد أمريكا من العراق لو اندلعت هذه الحرب ؟
وما موقف العراقيين من هذه الحرب لو اندلعت شرارتها ؟
وقبل الإجابة على هذه التساؤلات المهمة والخطيرة لا بدّ من توضيح معنى الحياد وما هو الحياد الذي ينبغي أن يقف عنده العراقيين ؟
وهل يصح اعتبار موقف إيران من حرب تحرير الكويت وعدم تدّخلها في الحرب الكونية التي شّنها المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإسلامية , لصالح نظام صدّام مبررا للعراق أن يقف ذات الموقف ؟.
ليس هنالك عراقي واحد يتمّنى اندلاع هذه الحرب ويكون العراق ساحة لها , وقرار الحرب ليس بيد أحد غير أمريكا.. والحياد الذي يجب يتبّناه العراقيون هو الضغط على أمريكا ومنعها من شّن الحرب على الجمهورية الإسلامية ورفض العقوبات الاقتصادية الظالمة التي تفرضها على إيران , هذا هو الحياد الذي ينبغي أن نقف عنده.. وإيران حين اتخذت موقفها بعدم الوقوف مع نظام صدّام في حرب تحرير الكويت , كان هذا الموقف صحيحا وواجبا , لأنّ حرب تحرير الكويت كانت بقرار دولي وإسلامي وعربي , وقد اشتركت في هذه الحرب كلّ الدول العربية والإسلامية في الحرب على العراق , وانفردت إيران لوحدها بهذا الموقف الحيادي , فهل تملك أمريكا تفويضا دوليا يسمح لها بشّن الحرب على إيران ؟
وهل يجوز مقارنة موقف نظام صدّام المعتدي الذي ابتلع دولة الكويت مع التبريرات التي تسوقها أمريكا لشّن الحرب على إيران ؟.. فالحياد الذي يطالب به البعض في هذه الحالة يعني الوقوف مع أمريكا , فهل لنا كشعب مسلم أن نقف مع أمريكا بحجّة الحياد وإبعاد العراق عن شبح هذه الحرب وننسى موقف إيران شعبا وحكومة من حربنا مع داعش ؟؟.
وما تريده أمريكا وإسرائيل والسعودية من العراق هو منع فصائل المقاومة الإسلامية العراقية من مهاجمة القواعد والمصالح الأمريكية وعدم مهاجمة الجيش الأمريكي في العراق , هذا ما تريده أمريكا من العراق , أي بمعنى تحييد العراقيين ومنعهم من نصرة إيران الإسلامية , وعدم اعتراض الحكومة العراقية على استخدام القواعد الأمريكية في العراق في ضرب إيران وسوريا ولبنان , ومن يعتقد أنّ أمريكا وإسرائيل سوف لن تهاجم معسكرات وقيادات الحشد الشعبي في العراق , واهم ولا يدرك أبعاد هذه الحرب العدوانية , فالعراق وسوريا ولبنان وإسرائيل ودول الخليج كلّها ستكون ساحة لهذه الحرب المدّمرة , ولا أحد يستطيع أن يعزل العراق عنها.. أمّا أن نكون أدوات ونردد ما تريده أمريكا وإسرائيل والسعودية تحت يافطة الحياد وتجنيب العراق ويلات هذه الحرب , فهذه سذاجة وغباء , وينبغي أن لا ننجرف وننزلق مع هذا الخطاب الخطير.. فالوقوف مع إيران الإسلام والتصدّي لأمريكا الباغية والمعتدية والآثمة , هو الموقف الإسلامي المطلوب الذي ينبغي أن نقوله لأمريكا ومن يقف معها في عدوانها على الجمهورية الإيرانية الإسلامية.. فلا حياد مع الحرب.. ولا مساواة بين أمريكا وإيران.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟