- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الدعوة لحجاب المرأة وهم أم حقيقة ؟؟..الجزء الثاني
حسن كاظم اللفتال
ما هو السر في حجاب المرأة
الحجاب في اللغة: الستر. حجب الشيء يحجبه. والحجاب اسم ما احتجب به وكل ما حال بين شيئين وهو المنع من الوصول وقال تعالى: (وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ) ـ فصلت / 5
وقبل أن نخوض غمار الحديث عن الحجاب نشير إلى بعض محفزاته ودواعيه وهو الحياء فنقول:
الحياء: هو الامتناع من الفعل مخافة أن يعاب عليه مع الفكر في وجدان ما لا يسلم به من العيب. ـ (رسائل المرتضى ج2/ الشريف الرضي)
الحياء خلق يبعث على فعل كل جميل وترك القبيح..
فلابد أن تكون من مقتضيات السيرة الحسنة والتعامل الصحيح مع الناس في الحياة اليومية بالنسبة للفرد في أن يتصف بالحياء ليبتعد عن كل قبح ومن خلال ذلك يبتعد عن كل مكروه.
والحياء يمنح الصلاحية للرقابة الذاتية ومن ثم للرقابة المجتمعية. فعسى أن خضوع الإنسان لمراقبة الذات ينجيه من ارتكاب أي فاحشة. ولو انفلت من الرقابة الذاتية لعله لا يفلت من الرقابة المجتمعية أو الاجتماعية. هذه الرقابة يمكن أن تكون الموجه له فلا ينحرف ولا يتوغل في الموبقات.
وعن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله من وصاياه لأمير المؤمنين علي صلوات الله عليه: (يا علي الإسلام عريان، فلباسه الحياء، وزينته الوقار، ومروته العمل الصالح وعماده الورع، ولكل شيء أساس، وأساس الإسلام حبنا أهل البيت)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (الحياء شعبة من شعب الإيمان) ـ مكارم الخلاق / ابن أبي الدنيا
وسمع أعرابي ينشد هذه الأبيات:
فلا وأبيك ما في العيش خير * ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير * ويبقى العود ما بقي اللحاء
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: من قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار.
وقد قال الشاعر:
ورب قبيحةً ما حال بيني * وبين ركوبها إلا الحياء
وقال آخر:
حياؤك فاحفظه عليك فإنما * يدل على فضل الكريم حياؤه
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه * ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
حتى امرأة العزيز حين راودت النبي يوسف عليه السلام عن نفسه راودها الحياء فغطت الصنم في بيتها. وهذا ما يلحظ على أن الحجاب فطري.
إذن الحياء مثلما هو شعبة من شعب الإيمان يمكن أن يكون إمارة من إمارات الكمال
وتحلي المرأةِ بالحياء واتصافُها بالخجل دليل قاطع على سلامة الفطرة وحمل الإيمان وبدرجة معينة
لاشك أن الشرف والعفة والحياء من أجمل واعز خصائص المرأة وهي خصال تميزها. والتمظهر بهذه الخصائص يكون أحيانا من خلال اللباس المحتشم. فإن ظاهرة تخليها عن هذه الحشمة يفقدها هذه الخصائص فتتحول إلى كائن آخر ويهبط بمستواها الإنساني.
وهذا الأمر هو الذي يعرضها للأذى فإن التبرج وإظهار المفاتن هو من المثيرات الجنسية فهو يسبب هيجان الغريزة للرجل الناظر إليها وربما يعسر عليه التغلب على غريزته فيتعرض لها وهذا ما يسبب أذاها فتكون هي والناظر إليها عرضة للإنزلاق إلى مهاوي الرذيلة
لذا فإن الله سبحانه وتعالى يأمر نبيه الكريم صلى الله عليه وآله بقوله: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) ـ الأحزاب: 59
وإن مدى خطورة الأمر يتضح من خلال منطوق الآية الكريمة المباركة إذ أن الأمر يوجه للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله مباشرة ليأمر زوجاته وبناته والمؤمنات بالستر والحجاب من خلال دنو الجلابيب التي هي الثياب ليسلمن من الأذى.
الى اللقاء في الجزء الثالث
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟