بقلم مسلم الركابي
بات الاعلام بمختلف مسمياته واصنافه المرئي والمسموع والمقروء وكذلك الاعلام الالكتروني فاعل اساسي ومهم في حركة المجتمع حيث نشاهد اليوم ان المجتمعات وبالاخص منها المجتمعات الحديثة العهد بالديمقراطية ووسائل الاتصال الاجتماعي والسوشيل ميديا يكون الاعلام فيها محرك فهو من يمسك ببوصلة حركة المجتمع فهو من يوجه هذه الحركة وفق مايريد وعليه اصبح الاعلام اليوم اخطر تأثيرا عل المجتمعات من الحروب والاسلحة وغير ذلك من الوسائل التقليدية الاخرى وهنا نود ان نتساءل بصدق ومحبة عن دور الاعلام العراقي في حركة مجتمعنا وشعبنا ؟ بعيدا عن تنظيرات السياسة والسياسيين وبعيدا عن تفلسف بياعي الكلام وغير ذلك دعونا نقول ماهو دور الاعلام الرياضي العراقي بكل انواعه المقروء والمسموع والمرئي والالكتروني في حركة المشهد الرياضي العراقي ؟ يمكن ان الاعلام المقروء اصبح منحسرا بعض الشيء بعد سطوة الاعلام الالكتروني وانحسار الصحافة الورقية وهذا الامر جعل الاعلام الالكتروني اكثر تاثيرا واكثر حركة واوسع انتشار وهذه حقيقة لا غبار عليها. والاعلام المرئي اليوم هو من يقود الرأي العام الرياضي العراقي من خلال تاثيره الواسع اضافة الى ان الاعلام المرئي هو ملامس بشكل كبير لكل اهتمامات ومشاكل وعواطف الشارع الرياضي واصبح بامكان البرامج الرياضية ان تدعي بانها تمثل لسان حال الشارع الرياضي العراقي بعد ان توجه الشارع الرياضي لهذه البرامج وجعلها تمثل منبرا حرا للتعبير عن ماتعانيه من مشاكل. فلاغرابة ان نسمع الجماهير وهي تهتف المن اروح واشتكي حيدر زكي ونعتقد ان هذه الحالة تمثل اعلى درجات النجاح للبرنامج الرياضي بكونه قريبا جدا من معناة الشارع الرياضي وهذا الامر ايضا يحسب للبرنامج حينما يكشف بصدق ومهنية واحترافية اعلامية عالية عن كل خفايا واسرار المشهد الرياضي. لكن اصبحنا اليوم نعاني من هذه البرامج التي تمادت كثيرا بتشويه الذاءقة الرياضية العراقية من خلال عرضها لمشاهد وحركات وتصريحات واطروحات غريبة وعجيبة بل شاذة احيانا وهذا الامر جعل البعض من هذه البرامج بمثابة منصات للتهريج والصياح والعياط والافكار الغريبة والشاذة والمتطرفة لضيوف معروفون بتوجهاتهم وافكارهم المنحرفة والمتطرفة.مما يشكل علامة بائسة جدا لطبيعة هذه البرامج. لا نعرف لماذا يصر البعض من مقدمي هذه البرامج ان برامجهم هي ملكهم الخاص وبالتالي فهم احرار فيما يقدمون وهذه كارثة ان يفكر مقدم برنامج رياضي بهذه الطريقة السمجة والساذجة. ان الاصرار على تقديم ضيوف هم بالاساس يمكن ان نقول عنهم انهم صناع ازمات واحتقانات ومشاكل يمثل عملية تاثيرا وتلاعب بعواطف الجمهور وهذه اساءة لرسالة الاعلام السامية والتي تسعى الى بث قيم ومبادئ انسانية سامية.فالاعلام اليوم يبني وطن والاعلام اليوم يمكن ان يبني انسان والاعلام اليوم ينمي وعي وطني معافى والاعلام اليوم ينشر قيم المواطنة الصالحة والاعلام اليوم يجمع ولايفرق فليس من المعقول ان نشاهد شعبا توحده مباراة كرة قدم وياتي برنامج رياضي يخرج فيه شخص يحاول ان يدق اسفينا في وحدة هذا الشعب. ترى اين نحن ماضون لقد اعطينا الكثير والكثير من الدماء وخسرنا زهرات شبابنا في ساحات القتال لاجل هذا الوطن. كيف يتسنى لنا ان نتقبل من هو محتقن وصانع للازمات والمشاكل ان ينفث سمومه في برنامج رياضي لانه مختلف مع شخص ما ؟ اتقوا الله بالعراق واهل العراق وعلينا ان يكون اعلامنا ابيضا كوجه الوطن بعيدا عن اصفرار افكار البعض واخضرار يد الاخر. لعن الله اول ظالم ظلم العراق واهل العراق واخر تابع له. وكان الله والعراق من وراء القصد
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- دور الاعلام القضائي في تحقيق الأمن القانوني