- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مبرّة الإخاء .. وصورة الحلبوسي
بقلم:علي حسين
منذ أيام ومواقع التواصل الاجتماعي منشغلة بسعر حذاء رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي. فعلى الفيسبوك أخبرنا البعض أنّ السعر يقترب من الاف دولار، فيما على تويتر نشر البعض صورة للحذاء مع اسم الماركة والسعر الذي بلغ ثلاثة آلاف دولار أميركي، وكانت النائبة الهمامة عالية نصيف قد استخدمت في الدورة البرلمانية السابقة فردة حذائها كوسيلة للتحاور مع النائب سلمان الجميلي،، وبدلاً من الحديث عن الإصلاح السياسي وعن الفساد الذي انتشر مثل السرطان بجسد الدولة العراقية، نجد الجميع يذكروننا بواحدة من أجمل قصص ألف ليلة وليلة وأعني بها حذاء أبو القاسم الطنبوري. طبعاً لم تصل مخيلات واضعي ألف ليلة وليلة إلى أن يصبح حذاء عالية نصيف أشهر من حكاية الطنبوري، بحيث يصل سعره في بورصة "القنادر" إلى عشرة ملايين دينار! وكنت قد قرأت قبل أسابيع كيف سخرت مواقع التواصل الاجتماعي في أستراليا من حذاء رئيس الوزراء المتسخ والقديم الذي ظهر به في صورة عائلية،مما اضطره ان يرد بتغريدة كتب فيها إن ذلك الحذاء لايؤثر على شخصيته وعلى وظيفته.
منذ أن دخلنا عالم السوشيال ميديا،لاحظتُ أن الكثيرين لا يتعاطون إلا في القضايا الكبرى التي تتعلق بحقيبة حنان الفتلاوي التي قيل لنا إن سعرها يتجاوز راتب عشر عوائل تعتاش على معونة الرعاية الاجتماعية، والحمد لله قضايا ساستنا كثيرة وطريفة وخفيفة وأحيانا تكون مضحكة، ولذا لا أحد منا ينتبه الى الاشياء الصغيرة التي في عُرف مسؤولينا غير مهمة كحصول الفقراء على سكن يليق بهم، ومساعدة الناس في أن تجد لها عملا يعينها على مصاعب الحياة، وتعليم الاطفال، فنحن منذ خمسة عشر عاما نكتب عن المالكي وعلاوي والجعفري و النجيفي والمئات غيرهم الذين تحولوا بغفلة من الزمن الى رموز لايجوز الاقتراب منها، وحولوا البلاد الى مزرعة خاصة بهم يجنون ثمارها وحدهم، ولهذا توقفت كثيرا عند ما كتبه قبل يومين الصديق الإعلامي علي داود النواب على صفحته في الفيسبوك عن مشروع خيري قام على أرض مساحتها خمسة آلاف متر تبرع بها أحد المواطنين رفض ان يُذكر اسمه، حيث تم بناء أكثر من خمسين شقة سكنية على هذه الارض تعيش فيها عوائل فقدت معيلها، وفي هذا المجمع السكني هناك مستوصف وروضة للاطفال ومكتبة وسوق ومشغل لتعليم من يريد أن يمارس مهنة تعينه في الحياة، المؤسسة التي تدير المشروع اسم " مبرّة الإخاء الخيرية " تمول نفسها من تبرعات يقوم بها عدد من المواطنين يعلموننا أن مقياس الإنجاز ليس في لبس حذاء يتجاوز سعره الثلاثة آلاف دولار بل مشاريع سوف تظل هي الأنقى في الحياة!
بالصور:مؤسسة الاخاء الخيرية في كربلاء ترعى ايتام اليمن وسامراء وتنفق مبالغ مالية لمساعدتهم
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً