سامي جواد كاظم
هنالك دول اشتهرت بمنتوجات زراعية او بنظريات عبقرية او خطط عسكرية او طلعات فضائية والعراق اشتهر باساليبه المتنوعة في اختيار حكومته. نعم للاعلام حصة من الكلام حتى لا اكيل الاتهام واوجه السهام لجهة دون اخرى.
منذ ان اعلنت نتائج الانتخابات والمصادقة عليها بدات تظهر للافق ترشيحات لرئاسة الوزراء اشبه بعلوة فيها خضروات محلية ومستوردة وطازجة وغير ناضجة، فهذا يرشح شخص (ابوه خوش زلمة) واكراما لابيه يراه يستحق المنصب، واخر تحدث الاعلام عن ان المسؤول الفلاني رشح (اخوه الزغيروني) وعندما ثارت موجة الاستهزاء قال لا علم لي بما جرى، واخر رشح مسؤول افتتح نافورة واكساء شارع عام بالزفت الوطني. واخررشح قائد له انجاز عسكري، يا للروعة كل هؤلاء لديهم خبرة رئيس وزراء.
وجاء عادل عبد المهدي بخلاف التوقعات (ليضرب السرة ويصير اول واحد) ويستحوذ على المنصب وحالما تم ترشيحه بدات انجازاته واولها انه اعلن بانه سيسكن خارج المنطقة الخضراء، وكان مشكلة رئاسة الوزراء ليس سوء الاداء بل السكن في الخضراء. (يخوي اخذ كل منطقة الخضراء ملك صرف الك بس لا تخلي فقير وعاطل بالعراق)
وجاء الابتكار الثاني لخطة جهنمية في تشكيل الحكومة واعلان خطة فوق الديمقراطية الا وهي افتتاح نافذة على الشبكة العنكبوتية لمن يرغب بالترشيح لمنصب وزير، فجاء التقديم حتى هذه اللحظة متجاوزا التسعة الاف ونحن بانتظار نتائج القبول والله العالم قد تكون على غرار قبول الطلبة في الكليات اي ذوي الشهداء والسجناء واهالي رفحاء لهم الحصة الاولى من الكليات التي تعنى بحياة الانسان فالعلم هنا يهمش امام الامتيازات، ام ان للسيد عادل راي عادل بخصوص انتقاء من يراه مؤهلا للوزارة ؟ الوقت المتبقي لا يسعف عبد المهدي لكي يهتدي للاسم المناسب فالمناصب ستعود للكتل ونعود لتطبيق المثل (كوتي موتي مثل ما رحتي اجيتي) , وهل تعلمون لماذا نافذة الكترونية ؟ لان المواطن دائما يراجع دوائر الدولة من النافذة
من المؤكد ان المواطنين الذين رشحوا انفسهم ذكروا مدنهم وتضحياتهم ومكانتهم الاجتماعية وعشائرهم التي جاهدت ضد الطغاة لانها الاساس في علوة المخضر فالذي يعمل بها تكون مؤهلاته استخدام الميزان والترويج للفلاح الذي يعطي اكرامية اكثر.
عندما يطلع العالم على هذه الانجازات والابتكارات التي لم يسبق لاي بلد اعتمد هذا السياق الا العراق يا هل ترى هل سيعتمدها ؟
للاسف الشديد ان يصل بنا الحال لهكذا امور لربما قد يكون الامر مبالغ فيه فهذا يعني ان الاعلام شريك بعلوة رئيس الوزراء ولا فرق بينهما، فالاعلام كذلك اقتحمه من هب ودب.
وظاهرة اخرى بدات تظهر وهي ترشيح اسماء في مواقع التواصل الاجتماعي لمناصب الوزراء وكانها استلمت مناصبها ولا يعلم بها عبد المهدي ولا كتلهم بل حتى هو نفسه الذي رشحه الفيسبوك لم يعلم انه تم اختياره من الباب الالكتروني لان النافذة الالكترونية خصصت للمواطنين.
عندما ارى هكذا ابتكارات اقف امام نفسي واسالها هل ما يجري علينا وبنا هو استحقاقنا ام استمرار مظلوميتنا ام اضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا؟
أقرأ ايضاً
- النفط.. مخالب في نوفمبر وعيون على الرئيس القادم لأمريكا
- حادثة "كروكوس سيتي" أليست رسالة دولية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين"
- أزمة منصب رئيس السلطة التشريعية في بوصلة المرجعية