بقلم: مضاد عجيل
للوهلة الاولى كنت مع اوائل الرافضين لمبادرة عبد المهدي الخاصة بفتح بوابة الترشح لموقع الوزير في وزارته المكلف بها وكتب بتويتر التغريدة الاتية (فتح السيد عبد المهدي بوابة الترشح لموقع وزير يبدو مثير من الناحية الاعلانية الشكلية.. ولكنه من الناحية العملية الاجرائية ليس بوابة بل متاهة، والا كيف يتم الفرز ؟ وعلى اي المعايير ؟ ومن المسؤول عن الفرز ؟ وهل 20 يوم كافية لكل هذا!!!! انها حقاً متاهة).
ولكن بعد ان فتحت الموقع استدركت، لاني وجدت به معايير كتبها شخص او ربما اشخاص حرفيين جدا، هذا المعايير من الناحية الفنية المهنية وضعت بدقة وعناية عالية جدا من السهولة بمكان فرز الاسماء وتتدقيقها، والعملية ممكن ان تتم بيسر، وشخصت نقاط قوة كثيرة في هذه المبادرة ولكن الاهم فيها نقطتين:
النقطة الاولى تنطوي على ذكاء حاذق تحسب له اذا كانت بقصدية منه، لانه من خلالها يستطيع عبد المهدي ان يشخص نقاط القوة والضعف في مجمل مؤسسات الدولة، لانه وضع حقلا يتضمن ايراد رؤية المرشح عن الوزارة التي يترشح عنها، وبذلك سيؤسس قاعدة بيانات كبيرة تفيد في اصلاح مؤسسات الدولة عبر رؤية موسعة للمرشحين، والافادة من خبراتهم في مجال تشخيص المشكلات ووضع الحلول اللازمة والمعالجات المناسبة لها، ولكن هنا المفروض على اقل تقدير ان يكافأ عبد المهدي المرشحين اصحاب الرؤى الناجعة والملاحظات القيمة التي تخدم الاصلاح، بوصفهم شركاء في عملية الاصلاح وهذا امر ليس بالصعب عليه.
اما النقطة الثانية: اذا استطاع عبد المهدي ان يختار واحد او اثنين من مجمل المرشحين كحد ادنى يكون بذلك قد اسسس لالية جديدة في اختيار الوزراء خارج الاطار الحزبي الضاغط، وهو متنفس جيد للشخصيات المستقلة التي لا تجد لها موطىء قدم في مؤسسات الدولة بسبب هيمنة الاحزاب على المواقع والمناصب على مدار السنوات المنصرمة، وهو يكون بذلك قد اعطى بصيص امل لهذه الشخصيات وللمجتمع عموما في ان التصدي للمسؤولية متاح للجميع وليس حصري للاحزاب.
نعم انها حالك صحية اذا راعى فيها عبد المهدي النقطيتين اعلاه، اما اذا تجاهلها فستكون فعلا هذا البوابة عبارة عن متاهة ليس الا، واكون قد استدركت مرة اخرى عن مقالي هذا، واعودة الى تغريدتي السابقة واقول له:
البوابة اليجيك منها ريح سدها يا عادل واستريح.
أقرأ ايضاً
- ميناء غزة الأمريكي...بوابة الشر / 1
- الفساد العلمي بوابة تحول المعرفة إلى سلاح في يد الفاسدين
- ديمقراطية السيد عادل!!