- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عندما يكون الإنتماء ’’ترفكلايتياً‘‘
بقلم | عبد الرحمن اللويزي
محمد عثمان الخالدي، عضو مجلس النواب العراقي، صديق عزيز وأخ كريم، كان لي شرف العمل معه في الدورة النيابية الثانية (2010-2014)، والتي شغل خلالها الخالدي، منصب مقرر مجلس النواب، باعتباره من أهلنا التركمان، ذلك المكون العراقي الأصيل، فمنصب المقرر هو من حصة التركمان، وفق قاعدة المحاصصة، التي رسخها النظام السياسي بعد 2003.
لكن الغريب أن الأخ محمد عثمان، وبعد أن شغل المنصب، قال بأنه ليس تركمانياً!، بل هو عربي من قبيلة عربية عريقة، هي قبيلة بني خالد، التي ظهر بالصدفة، أن رئيس مجلس النواب، لتلك الدورة؛ الاستاذ أسامة النجيفي منها أيضاً!
لم يوفق الخالدي للفوز في الدورة النيابية الثالثة (2014-2018)، لكنه وقبيل الانتخابات الاخيرة، انضم الى حزب بيارق الخير، الذي أسسه خالد العبيدي، ولأن الاخير رشح كنائب مستقل ضمن تحالف النصر، فقد شغل الخالدي، منصب الامين العام لحزب بيارق الخير، خلفاً للعبيدي.
رشح الخالدي عن محافظة بغداد وأخذ التسلسل رقم (1) في حزب بيارق الخير، وبسبب الشعبية التي حققها العبيدي في بغداد، ولكون الخالدي يحمل التسلسل الاول في تلك القائمة، فقد فاز الخالدي عن محافظة بغداد، رغم أنه من محافظة ديالى.
وفي أول مناسبة لرد الجميل، قام الخالدي بالترشح الى رئاسة مجلس النواب منافساً للعبيدي، على الرغم من ضئالة فرصته، بل انعدامها.
لذلك لم يحقق الخالدي سوى (4) أصوات فقط، لو أنها ذهبت الى العبيدي، لكانت سترفع رصيده من الناحية المعنوية على الأقل.
لم أستغرب من ترشح الخالدي لمنصب رئيس مجلس النواب، المخصص للعرب السنة، فبحسب آخر رواية سمعتها من الخالدي نفسه، كان الرجل لا يزال عربياً، فمن الطبيعي إذاً أن يرشح للمنصب، مادام عربي الأرومة.
لكني شاهدت الخالدي يوم أمس، ضمن وفد النواب التركمان الذي التقى باردوغان!، بعد أقل من أسبوع على ترشح الخالدي لرئاسة مجلس النواب باعتباره عربياً!.
يظهر أن التلون الذي يمارسه بعض السياسيين العراقيين، لم تقف حدوده عند الانتقال من تيار فكري الى تيار فكري آخر، بحسب المصلحة، بل تطور ليكون أنتقالاً من قومية الى قومية أخرى بحسب المصلحة ,الخالدي، للأمانة، لم يكن النموذج الأول لهذا النوع من التلون، فقد عاصرت نواباً آخرين يدعون انتمائهم الى قومية معينة أثناء الحملة الانتخابية، بل ويتكلمون بلغة تلك القومية اثناء تلك الحملات، لكنهم ما يلبثون أن يغيروا قوميتهم بعد إعلان النتائج!.
بل أن أحد أعضاء مجلس النواب المخضرمين، رفع دعوى قضائية في زمن النظام السابق لتغيير قوميته الى العربية، ثم عاد بعد 2003 لينتحل قومية أخرى ويدعي أنه كان مضطهداً ومهمشاً!.
الناس خير وبركة وهم يعودون الى أصل واحد
الناس من جهة التمثيل أكفاءُ، أبوهمُ آدمٌ والأم حواءُ، لكن ليس من المروءة أن تغير أصلك تحقيقاً لمصلحة، فالأصول أصول وليست جلباباً يرتديه الإنسان ,ثم ينزعه ويرتدي غيره متى شاء.
لازلت أنظر بعين التقدير والاحترام،لاشخاص يعتزون بقوميتهم، أذكر منهم على سبيل المثال النائب نيازي معمار أوغلو، النائب التركماني، الذي لبس الزي التركماني الفلكلوري داخل قبة مجلس النواب، لاول مرة بعد 2003، وكان وجوده بذلك الزي، علامة فارقة ومظهراً جميلاً من مظاهر التنوع التي حواها ولا زال، مجلس النواب العراقي، وكذلك كنت أنظر بعين التقدير والاحترام، لاخواننا النواب الكرد، عندما كانوا يرتدون الملابس الفلكلورية الجميلة بكل فخر وأعتزاز، خلال أعياد نوروز، ليس من الضروري طبعاً أن يلبس الأنسان زيه الفلكلوري، لكن من الرجولة بمكان أن يتحمل الإنسان بشرف، مسؤولية انتمائه.