بدأت القوات الاميركية مرحلة جديدة لإنهاء وجودها في العراق، بعدما سحبت كل وحداتها المقاتلة، وابقت 50 الف عسكري لتدريب ومساعدة القوات العراقية في عملية «الفجر الجديد» التي أطلقتها رسمياً اليوم.
واعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي العراق ابتداء من اليوم «سيداً مستقلاً»، داعياً «الأحزاب والقوى السياسية إلى التضامن وتحمل مسؤولياتها».
وتنظم القوات الاميركية احتفالا في مناسبة الانسحاب وتغيير مهمتها من العمليات القتالية الى التدريب والاستشارة في نطاق عملية اطلق عليها «الفجر الجديد».
ويتوقع ان يلقي نائب الرئيس الاميركي جو بايدن وعدد من القادة العسكريين كلمات في المناسبة التي يتوقع أن يحضرها كبار المسؤولين العراقيين.
وبين 9 نيسان 2003 لغاية سحب قواتها المقاتلة سجل الجيش الأميركي بأحداث تخللتها عمليات مسلحة ، وتحولات سياسية، وتداعيات ملفات مهمة كالخدمات، والبطالة، واعادة اعمار البنى التحتية.
وتؤكد تقارير وزارة الدفاع الاميركية ان 4419 عنصراً من قواتها قتلوا منذ اجتياح العراق عام 2003 ، لغاية 18 آب (اغسطس) العام الحالي، فيما تقدر تكاليف الحرب، على ما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي بنحو ألف بليون دولار.
وكانت تقارير اميركية سابقة اكدت أن آخر دفعة من القوات القتالية الأميركية غادرت العراق مع الساعات الأولى لصباح 19 الشهر الجاري، أي قبل نحو أسبوعين من الموعد النهائي الذي حدده الرئيس باراك أوباما لانسحابها من البلاد، فيما ستنسحب القوات الباقية بحلول نهاية العام المقبل.
إلى ذلك دعا رئيس الوزراء نوري المالكي القوى والاحزاب العراقية الى «تحمل مسؤولياتها في مرحلة ما بعد الانسحاب وتوحيد الصفوف في ما وصفه بـ «المعركة المفتوحة مع الارهاب» واستكمال عملية بناء مؤسسات الدولة والاجهزة الامنية .
وقال المالكي في كلمة القاها امس مخاطباً الاحزاب ان «نجاحنا في المعركة ضد الارهاب مرهون بوحدتنا الوطنية ومساندتنا لقواتنا واجهزتنا الامنية ورفع مستوى جاهزيتها في المجالات المختلفة وتمكينها من اداء دورها الوطني بقوة ومسؤولية ومهنية» .
واكد انه بتنفيذ اتفاق سحب القوات «تكون علاقة العراق مع الولايات المتحدة دخلت مرحلة جديدة بين دولتين متكافئتين وذات سياده، ما يمهد الطريق للانتقال في العلاقات بين البلدين من مرحلة التعاون في المجال العسكري الى تنفيذ اتفاق الاطار الاستراتيجي الذي يفتح الابواب لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية» .
وثمن المالكي التزام الولايات المتحدة بتعهداتها «سواء خلال توقيع الاتفاق في عهد الرئيس السابق جورج بوش او خلال تنفيذ اتفاق الانسحاب حسب الجداول الزمنية المتفق عليها في عهد ادارة الرئيس باراك اوباما».
وانتقد ما سماه بـ «حملات التشكيك» بالقوات الأمنية وعدم قدرتها على الحفاظ على الأمن في البلاد بعد انسحاب القوات الأميركية وقال: «يؤسفنا اننا في الوقت الذي نتطلع فيه الى استعادة السيادة الوطنية الكاملة نواجه بحملات تشكيك ظالمة تقلل من شأن القوات الامنية وانجازاتها الكبيرة وتغض الطرف عن جرائم الارهاب بل وتعظمها، والأغرب من كل ذلك ان الذين يتحدثون اليوم عما يسمونه الأنهيار الأمني لم يتحدثوا يوماً عن الإنجاز الأمني، وكيف كانت بغداد مدينة اشباح والمحافظات اسيرة بيد القاعدة وكيف كانت السيطرات الوهمية تخطف المواطنين وتذبحهم على قارعة الطريق وعلى الهوية». واضاف «اننا على يقين بأن الهدف الاستراتيجي وراء هذه الحملة المنظمة هو اعاقة عملية الانسحاب لمصلحة حسابات سياسية وتنفيذ اجندات مشبوهة «
ولفت إلى ان «العراق يمر اليوم بمرحلة جديدة هي الاكثر حساسية تستدعي من الدول الشقيقة والصديقة موقفاً مسانداً وداعماً للجهود التي تبذلها الحكومة لتعزيز السيادة الوطنية وبسط الأمن والاستقرار وتجفيف منابع الارهاب ومنع المنظمات الارهابية من اتخاذ اراضيها مقرات لزعزعة الاستقرار في العراق تحت اي ذريعة».
كما ناشد منظمة المؤتمرالاسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة الامم المتحدة «اتخاذ مواقف وقرارات حاسمة في هذا المجال والعمل على دعم العراق في الخروج من طائلة الفصل السابع».
الحياة
أقرأ ايضاً
- الحكومة العراقية تعدّل قراراً خاصاً بالتبرع من رواتب موظفيها الى لبنان وغزة
- مجلس محافظة كربلاء: عملية التعداد نجحت والباحثين وصلوا لأكثر من (404) ألف موقع
- منتسب برئاسة الجمهورية يبتز المواطنين والرئيس يوجه بالتحقيق الفوري وسحب يده