ركزت لقاءات نائب وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان مع الزعامات العراقية على اهمية الاسراع بتشكيل الحكومة العراقية، تزامنا مع اقتراب موعد خفض عديد القوات الاميركية المقاتلة من العراق نهاية الشهر الجاري، حيث مازال الجمود يعتري حراك الكتل النيابية التي مازالت متمسكة بمواقفها من تشكيل الحكومة.
ففي اليوم الثاني، لزيارته الى العراق بحث فيلتمان مع رئيس حكومة اقليم كردستان العراق برهم صالح امس الأوضاع السياسية في العراق وضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية وضرورة الالتزام بالدستور وعدم تهميش إي طرف سياسي، على ما افاد المتحدث باسم حكومة الإقليم كاوة محمود الذي أضاف ان \"الطرفين أكدا على أهمية الالتزام بحقوق الشعب الكردستاني\"، مشيرا إلى أن \"صالح اطلع فيلتمان على موقف حكومة الإقليم في سعيه لتقارب وجهات النظر المختلفة بين الإطراف السياسية لعدم تهميش الآخرين وفق مبادئ الدستور\".
وكان فيلتمان وصل اول من أمس إلى بغداد والتقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي شدد على ان \"الحوارات جارية بالاتجاه الصحيح\"، معرباً عن تفاؤله بـ\"احتمال التوصل الى صيغة مشتركة تنال رضا جميع الشركاء في وقت قريب\".
واكد المالكي على ضرورة أن \"يكون الحل عراقياً لا ان يكون بديلاً عن اي دور عراقي\"، مشيرا الى \"وجود مساحة مشتركة لجميع وجهات النظر التي تم تقديمها لتشكيل الحكومة المنتظرة\".
في المقابل، قال رئيس \"المجلس الاعلى\" عمار الحكيم خلال لقائه فيلتمان ان \"استقلال العراق وسيادته الوطنية تحتم ان يكون تشكيل الحكومة المقبلة قرارا وطنيا مستقلا عن اي تأثيرات او املاءات خارجية\".
ونقل بيان للمجلس الاعلى عن الحكيم قوله إن \"الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق، تستدعي من الجميع الالتزام بمبدأ الشراكة الوطنية\"، مجددا موقف المجلس الاعلى الرافض للاشتراك في حكومة يهمش فيها اي مكون سياسي.
وذكر البيان ان \"فيلتمان اكد دعم بلاده للجهود التي تبذلها القوى السياسية العراقية في سبيل تشكيل حكومة شراكة وطنية\"، مشيدا بدور \"المجلس الاعلى في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين للخروج من الازمة السياسية التي تمر بها البلاد\".
وكان فيلتمان قد ناقش مع زعيم \"القائمة العراقية\" اياد علاوي خيارات تشكيل الحكومة العراقية وتطورات الاوضاع في العراق.
وفي هذا السياق، كشف القيادي البارز في \"القائمة العراقية\" محمد علاوي ان الولايات المتحدة \"حائرة الان لمن تقدم دعمها بشأن تشكيل الحكومة\"، مشيراً إلى أن قائمته ابلغت فيلتمان بانها \"متمسكة بحقها تشكيل الحكومة، وهذا غير قابل للنقاش وضرورة مشاركة جميع الكتل الفائزة في الانتخابات في الحكومة\".
في غضون ذلك، أكد القيادي في \"دولة القانون\" حيدر العبادي \"أن المالكي لا يزال الأوفر حظا لترؤس الحكومة المقبلة، وانه لا معنى للبحث عن مرشح بديل عنه\"، مشدداًً على أن \"أي نقاش داخل الائتلاف أو في \"حزب الدعوة\" للتفتيش عن بديل للمالكي لا وجود له\".
وأشار العبادي إلى أن \"بعض الكتل السياسية طالبت بتغيير المالكي، وليس كلها، وبالتالي فالقضية خاضعة للنقاش\"، معتبراً أن \"المصلحة الوطنية هي الأساس في قضية تشكيل الحكومة\". واضاف: \"إذا رأينا أن المصلحة الوطنية في أي خيار آخر، فنحن معها، ولكن ليس هناك إجماع أو تحفظ ضد المالكي\".
وحول مستجدات المحادثات التي يجريها \"ائتلاف دولة القانون\" مع الكتل الأخرى قال العبادي إن \"المحادثات مع \"القائمة العراقية\" ما زالت في مرحلة متابعة الأوراق التي تمت مناقشتها بيننا، ووصلت إلى مرحلة جيدة\"، مضيفا \"لكن ما زالت قضية المناصب غير واضحة والنقاش يدور حول حصول العراقية على مناصب غير رئاسة الوزراء\".
وحول علاقة \"دولة القانون\" مع \"الائتلاف الوطني\" و\"الكردستاني\"، شدد العبادي على \"أن \"دولة القانون\" لا تجري حوارات في الوقت الحالي مع \"الائتلاف الوطني\" كائتلاف، وإنما مع كتل في داخله، أما في حالة \"الائتلاف الكردستاني\"، فالحوار معه يجري بشكل ناجح ومستمر\".
ومع تمسك لائحة المالكي بمواقفها، كان لـ\"القائمة العراقية\" موقفاً مغايراً، عندما دعت الكتل السياسية الى تقديم اعتراضات موضوعية وحقيقية تجاه مرشحها لرئاسة الحكومة اياد علاوي، لكي يتسنى لها دراسة فكرة تغييره من عدمه.
وقال الناطق باسم \"القائمة العراقية\" شاكر كتاب \"ان \"العراقية\" ترفض التفسير الذي أطلقه البعض لتصريح أياد علاوي الذي عبر فيه عن استعداده للتخلي عن ترشيح نفسه، واهمين بان الكلام ينسحب على كل القائمة، وعلى حقها الدستوري والانتخابي\"، موضحاً إن \"علاوي أشار بوضوح ربما لم يشأ البعض سماعه، الى أن تخليه المحتمل عن ترشيحه، لا يعني أبدا تخلي \"القائمة العراقية\" عن حقها الدستوري والانتخابي في تشكيل الحكومة المقبلة\".
واعرب كتاب عن اسفه من عدم وضوح وجدية بعض القوائم، ووصفها بانها \"كانت تضع قدما هنا وقدما هناك، محاولة استخدام المفاوضات مع \"العراقية\" كورقة ضغط على البعض الآخر، ما أدى إلى فشل كل المفاوضات، متحملة هي وحدها مسؤولية ذلك\".
وكان اياد علاوي ابدى استعداده للتنازل عن منصب رئيس الوزراء في حال وجود اعتراضات عليه.
علي البغدادي
أقرأ ايضاً
- بعد موافقة مجلس الوزراء عليهما :العتبة الحسينية تنفذ مستشفى لعلاج الاورام ومركزا لعلاج التوحد في بغداد
- القرارات الكاملة لجلسة مجلس الوزراء: تخصيص ارض للعتبة الحسينية لإقامة مستشفى للأمراض السرطانية ومركز تخصصي للتوحد ببغداد
- رئيس الوزراء يعلن التوصل الى خيوط تؤدي للمتورطين بقصف حقل كورمور