- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الدعاية الوحيدة التي على ضوئها انتخب
بقلم:سامي جواد كاظم
بداية لابد لنا من الاشارة الى العلاقة بين الشعب العراقي والكتل السياسية المتمثلة بالبرلمان والحكومة، هذه العلاقة متازمة بشكل حاد وقد خرجت عن نطاق الضبط المتوازن، نعم لابد من النقد والمراقبة ولكن لابد لنا من الامتناع عن التنكيل والتجريح.
ان لم تكن كلها فاغلب وسائل الاعلام وبدون استثناء سواء كانت موجهة او فوضوية لا يوجد فيها ضوابط في نقد الحكومة بل انها تصل الى الانتقاص والمساس بالكرامة، ومثل هكذا تهجم مردوده سلبي كليا ولا يصلح الامور، ولكثرة المساس فانه اعدم الاحساس، وحتى لو فكر سياسي بالعدول عن اخطائه فانه سيلاقي شتائم اسوء مما لو بقي على اخطائه، انا لا ادافع عن الحكومة واخطائها ولكنني انتقد الانتقاد اللاذع الذي يتهجم به بعض بل اغلب العراقيين على السياسيين، ونحن نعلم بانه لا يوجد غيرهم من سيترشح للانتخابات وبفضل النظام الانتخابي الفاشل سيبقون على دفة السلطة.
ولكن هنا لابد لنا من عبرة في الانتخابات، الا وهي في الانتخابات السابقة كانت الدعايات الانتخابية للجميع على الاطلاق وعود وعهود لاننا اصلا لم نجربهم، هذا من جانب ومن جانب اخر التسقيط فيما بين المرشحين باستخدام فضائح يختزنها ليستخدمها في يوم الدعاية الانتخابية، والبعض يستخدم سلطته على المال العام ليجعله دعاية انتخابية له.
اليوم ونحن على اعتاب ملحمة الانتخابات ومع الاحباط الذي يعيشه اغلب العراقيين باستثناء اصحاب الهوسات الذين يقبضون الثمن مسبقا قبل زيارة المرشح لهم، والحيرة بادية على وجوههم فيمن ينتخبونه ومن جانب اخر الذلة التي عليها الباذل قبل الاخذ وهو يقوم بتوزيع مواد غذائية او مستلزمات منزلية او اموال، بين كل هذه المشاهد المؤسفة ارى ان هنالك اسلوب واحد يبعث على الاطمئنان لو كانت الدعاية الانتخابية على الشكل التالي:
ايها المرشح لقد مارست عملك السياسي والسلطوي ضمن الحيز المسموح به لك خلال 15 سنة فارجو ان تكون دعايتك ماذا قدمت خلال هذه السنوات ومن غير ان ترمي فشلك على الاخرين او على الدستور، فالجوانب الاخلاقية ونبذ الفساد بكل اشكاله لا يحتاج الى قانون بل الى اخلاق، فالخدمات التي يحتاجها المواطن ماهي حصتها من اهتمامك ومن انجازها.
اما العودة بنفس الاسلوب الدعائي الفاشل فانه لا ياتي بنتيجة بالنسبة لوأد الهوة بين السياسي والمواطن، بل ان الحال قد ياخذ مجراً خطيراً في المستقبل.
واتمنى على كل المواطنين مطالبة المرشحين بان تكون دعايتهم الانتخابية ماذا قدمتم وليس شتمهم وفي بعض الاحيان تلفيق اكاذيب عليهم نعم هنالك من يفبرك فلم او صورة او بتر حقيقة ليطعن بهذا السياسي او ذاك وهذا لا يصب في صالح الوطن والمواطن والمسؤول.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري