- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
دلالات العدوان الصهيوني على لبنان
بقلم : عبود مزهر الكرخي
أن العدوان الهمجي الصhيوني الواسع الأخير على لبنان، هو جريمة حرب، ويُعبّر عن الطبيعة النازية للعدو الصهيوني، وعن المأزق الذي يعيشه نتنياهو نتيجة سياساته العقيمة والرافضة لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وأن منطق العنف والقتل والمجازر التي ترتكبها تلك الدولة اللقيطة هو العلامة والصفة الملازمة لها.
ولو تم استقراء وعمل قراءة موضوعية بسيطة لنجد أن الإدارة الأمرEكية هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر المتواصلة التي يرتكبها العدو وحكومته الصHيونية النازية في فلسطين ولبنان، فهذا العدوان ما كان ليحصل لولا الدعم والغطاء الأمرEكي المفتوح، وأن ما يحصل في من غارات همجية ووحشية هو ما كان ليحدث لولا إعطاء الضوء الأخضر من قبل الإدارة الأمريkية، والعدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان يمثّل حرب إبادة جماعية بكل ما للكلمة من معنى، وهدفها تدمير القرى اللبنانية.،
ونرى أن "أي قراءة جيدة لطبيعة إسرائيل كان من المفترض أن تقودنا إلى شبه اليقين بحتمية التصعيد مع حزب الله، كما مع إيران، فإسرائيل لا تستطيع الاستمرار من دون التفوق على كل محيطها مجتمعا، ولا الاستمرار وقد تجرأ أعداؤها عليها لهذه الدرجة وازدادت قناعتهم بأنهم يشكلون خطراً وجودياً عليها، لا بد لإسرائيل، وفق منطقها الخاص النابع من وضعها الخاص، أن تستمر وتتوسع حتى تحدث أكبر ضرر و تدمير ممكن، بحيث تتمكن من دحر أي تصور كهذا وإعادة ترميم جدرانها في وجه أعدائها".
ويشدد الكاتب على ضرورة "وضع الأمور في سياقها التاريخي وفي حجمها الحقيقي: لم يكن لدى إسرائيل مهرب من التصعيد، وستستمر في ضرب المقاومة في لبنان، سيرد حزب الله في الوقت المناسب، بعد أن يصلح الضرر في خطوطه، وعلى الأغلب سيكون الرد موجعا، نحن مقبلون على الأغلب على مزيد من التدمير والألم".
ويختتم قائلا: "لم تنته إسرائيل بعد ولم تضمحل كقوة عسكرية استخباراتية، كما أن المقاومة لم تُهزم رغم الضربة المؤلمة" (1).
وهذا القتل العشوائي وحتى عمليات القتل الغادرة التي يمارسها الكيان الصHيوني هو أسلوب والمنهج الذي تقوم عليه دولة الكيان اللقيط، ويرى الداعمون لهذه السياسة أن الضربتين الأخيرتين اللتين أسفرتا عن مقتل هنية وشكر، تشكلان عملية ضرورية لاستعادة قدرة إسرائيل على الردع والثقة بالنفس، التي تراجعت بشدة في أعقاب الهجوم المفاجئ وغير المسبوق في السابع من أكتوبر.
ووفقا لتحليل لصحيفة "هآرتس" كتبه الصحفي الإسرائيلي المخضرم، يوسي ميلمان، فإن هذه السياسة وأنباء اغتيال قيادات من حماس وحزب الله سوف ترفع من "معنويات الجمهور المكتئب، الذي يعاني يوميا من حرب رهيبة لا نهاية في الأفق لها"، بجانب إظهار استمرار الاختراقات الإسرائيلية الأمنية لحزب الله في لبنان ولإيران. وفي مقال رأي منفصل بصحيفة "هآرتس"، كتب ميلمان، وهو مؤرخ ومحلل عسكري أيضا، أن العمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان تشير إلى أن سياسة الاغتيالات "أصبحت غاية في حد ذاتها". ولا تمثل"تغييرا في قواعد اللعبة"، ففي الماضي نفذت إسرائيل عمليات اغتيالات ضد "إرهابيين فلسطينيين وعلماء نوويين إيرانيين".
طبيعة هذا العملية، حيث لا بد من التذكير بأنها ليست سابقة من حيث نوعيتها، فقد سبقتها عمليات مماثلة تفخيخ هاتف المهندس يحيى عياش، واغتيال العلماء الإيرانيين وصولا إلى اغتيال إسماعيل هنية؛ الجديد هنا هو التوسع في استعمال تلك التقنية، بحيث تتخطى الاغتيال أو الضربة شبه الجراحية، لتأخذ صبغة عملية عسكرية واسعة، لا تفرق بين عسكري ومدني، تتساوى في ذلك مع أي قصف صاروخي عشوائي للمدنيين، وبذا تُشكل إرهاب دولة بامتياز، فدولة الصHاينة هي دولة قائمة على الإرهاب والقتل والذبح والتطرف وهي تمثل رأس حربة متقدمة زرعها الغرب في الوطن العربي وفي دول المسلمين لتكون القاعدة الحقيقية للحفاظ على مصالح الأHريكان وكل دول الغرب والحفاظ على تلك الدولة هو من أهم الأولويات التي تتبناها امRيكا وكل دول الغرب الكافر.
والقادم لا يبشر بأي خير في ظل تمادي العنجهية الصHيونية يقابلها خنوع وذله من قبل كافة الدول العربية والإسلامية وبدون أي استثناء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ مأخوذ من مقال للكاتب يحيى كامل مقالا تحت عنوان "الخطوط الحمراء: حدود المواجهة بين إسرائيل وحزب الله". منشور في صحيفة القدس العربي.