كثرة في الآونة الأخيرة مراقبة الناس إلى الأبراج الفلكية عن طريق وسائل الإعلام المروءة او المرئية التي يوجد فيها مساحات او برامج خاصة بالأبراج وتوقعات علم الفلك، فأكثر الناس تؤمن ولا تخطوا خطوة واحدة من غير قراءة برجها.
ان مضمون الخيال العلمي للأبراج وما يتعلق بالتنجيم وغيرها يأخذ كثيرا من ساعات البث بالنسبة للفضائيات وكذلك صفحات ومساحات ثابتة في الصحف والمجلات خاصة بها، وبالطبع ان الوسائل الإعلامية تحاول أن تتفاعل أكثر مع الجمهور.
وحول هذا الموضوع كان لـ(موقع نون) لقاء مع الدكتور كامل القيم أستاذ في جامعة بابل قال فيه: هناك فرق بين علم الفلك وبين الأبراج، علم الفلك يختلف عن التنجيم ومعرفة القدر ان التنجيم هو ممارسة توقعات وحسابات يعتقد الإنسان انه حل لمشكلاته حيث هناك تدني في المستوى وتدني في عملية التفكير وفي إيجاد شيء علمي ينطلق به في المجتمع، تتقاطع الابراج وتوقعاتها مع الحقائق ومع إيجاد العلاقات لكل حدث وهو لا يمد بصلة للعلم وهو نوع من التخدير والتسويق المادي والفكري.
واضاف نحن بحاجة الى التسويق لأفكار مستحدثة وثقافة علمية تعجل في عمل الإنسان وتفكيره، كلما عملت بجد كان مصيرك أفضل لا يمكن أن تنام ويكون مصيرك أفضل لا يمكن ان تلعب الصدفة بمستقبلك ، هناك علماء يطعنون بصحة الأبراج.
الإعلامي رائد العسلي ذكر ان قراءة الطالع في كثير من الاحيان يكون صحيح فانا شخصيا نسبة 99% من قرائتي للابراج يكون برجي مطابق لما يحصل لي في المستقبل كان يقول لي برجي انك ستمر بضائقة مالية او علاقتك غير جيدة مع صاحب عملك سوف تاتيك بعض من المال اليوم.
واضاف وسائل الاعلام تستخدم هذا الموضوع من اجل ادخال واردات لها، فبرامج الابراج والحظ توفر اكثر عدد من المتصلين بالنسبة الى القناة الفضائية وبالتالي ستدخل اكبر وارد الى القناة، واما الوسائل المطبوعة توفر وارد من خلال الصحف لان اكثر المواطنين يتابعون ابراجهم.
الصحفي علي حسين، الاقبال على الابراج موجود في السابق لكن لم يكن ملاحظا ولوحظ في الاونة الاخيرة لاتساع وسائل الاعلام بكثرة القنوات الفضائية في العراق بعد ما كنت معدودة وكذلك لانتشار الانترنيت في العراق التي وفر مساحة قوية للأبراج أما بالنسبة للصحف والمجلات فمنذ نشأتها والى يومنا هذا وهناك صفحات ثابتة حول الأبراج وتوقعاتها.
توقعات الأبراج التي تتناقلها وسائل الإعلام مجرد توقعات وهمية وخيالية حيث كل إنسان يمر بأيام سهلة ووردية وفي بعض الأيام مشاكل وهموم ،ان الصدفة تلعب دورها في مجال الأبراج، ويبقى التوقع أما يصيب وأما يخيب.
الست كوثر الصائغ أستاذة في علوم النفس قالت: ترتفع نسبة مشاهدة الأبراج عند النساء إلى أكثر 70% تقريبا بينما يكون اقل من هذا عند الرجال ، انا اؤمن بتوقعات الابراج ولها تاثير كبير وايجابي على العامل النفسي لدي، ولكن ليس كمفهوم باقي الناس حيث يتخذون الابراج وما تتحدث به كإيمانهم (بالخيرة)، وبالتالي فانا اعتبر الابراج من علوم الفلك وليس تنجيما.
من جانبه بين الكاتب والإعلامي حيدر السلامي قائلا: يعيش العراقي الان بخيبة امل نتيجة الظروف التي يمر بها من نكبات متواصلة فيبحث دائما عن فسحة او نافذة يرى من خلالها املا يتعلق به وتعتبر الابراج عند اغلب الناس واحدة من المظاهر التي تعطي امل عند الجمهور وتخلق عكازات حتى الانسان عندما يفشل في عمل ما يعلقه على هذه الشماعات فهي بالتالي عملية تبريرية سلبية.
الباحث والمؤرخ تيسير الاسدي، من الناحية الإعلامية تسد وسائل الإعلام بنقلها للأبراج فراغ في الصحيفة وهي من وسائل الجذب للجمهور، أكثر الشباب يقراءون الأبراج في الصحف ويتابعوها على الفضائيات اغلبها تغازل شعور القراء لااكثر وان كانت تحمل نوعا من الصحة و لكنها لا تستطيع ان تعطيك توقعات فترة زمنية كبيرة، ولكن تعطيك احتمال لمدة ثلاثة او اربعة ايام، تكون من باب التكهن لااكثر اما ان تتنبأ لك عن ما سيحدث في شهر فهذا ليس فيه نوع من الصحة\"
الشيخ عبد الأمير المنصوري قسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينية المطهرة، ما نراه في هذه الأيام وخصوصا في الفترة المتأخرة انتشار واسع لبعض الأعمال والشعوذة والتكهن والتنبؤ، وللأسف الشديد إن بعض برامج الفضائيات خصصت ليعيش مالكها على أسلوب الدجل والكذب كالإخبار بالغيب وان فلان برج سيجري عليه هكذا ....والخ.
واضاف، نلاحظ بان المجتمعات الإسلامية تاثرت بهذا وخاصتا النساء بمتابعة هكذا برامج او قراءتها في المجلات والصحف، لان لاوجود في ديننا الاسلامي للتكهن والتنبؤ ولا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى.
فمن الوجهة الشرعية هذا العمل محرم وهؤلاء منجمون ودجالون واختم كلامي بفتوى مراجعنا العظام وعلى رأسهم سماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف): في المجلد الثاني من كتاب المعاملات ص 17 كتاب منهاج الصالحين:
التنجيم حرام وهو الاخبار عن الحوادث مثل الرخص والغلاء والحر والبرد ونحوها استنادا الى الحركات الفلكية والطواريء الطارئة على الكواكب من الاتصال بينها او الانفصال او الاقتران او نحو ذلك باعتقاد تاثيرها في الحادث على وجه الاستقلال الاشتراك مع الله تبارك وتعالى دون مطلق التاثير، يحرم الاخبار بغير علم عن هذه الامور وغيرها مطلقا، وليس من التنجيم المحرم الاخبار عن الكسوف والخسوف.
هذا تكهن وخزعبلات التي ما انزل الله بها من سلطان والتي يريد بعظمهم ان يعيش منها وللاسف ان الكثير من العوائل يدفعون المبالغ الهائلة في سبيل ان يحصل على كلام لاصحة له.
وفي ختام تحقيقنا يتضح لنا ان علم الفلك والأبراج موجود ولكن ليس كما تتناقله وسائل الإعلام المغرضة بان يعلم المستقبل وماذا سيحصل للبشر من وجود ضائقات مالية او خلافات مع الشريك او رب العمل او حوادث سير فكل هذا بأمر الله سبحانه وتعالى، فيجب الابتعاد عن هذه الترهات التي ليس لها وجود وعارية عن الصحة.
تحقيق تيسير عبد عذاب
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر