اعداد: ضياء الاسدي التغيرات الهرمونية اثناء فترة الحمل تجعل اللثة والاسنان اكثر عرضة للبكتريا والالتهابات في هذه الفترة، كون فترة الحمل تعد من الفترات العصيبة التي تمر على المرأة الحامل، بسبب ما تواجهه فيها من متاعب والالام ومشاكل نفسية قد تعكر جو الحامل لفترة طويلة وقد تجعلها تفكر كثيراً قبل الشروع في هذه التجربة مرة اخرى، وكالة نون الخبرية وضمن برنامجها الدوري بسلسلة اللقاءات التي تجريها مع عدداً من اصحاب ذو الاختصاص للنساء الحامل هذه المرة كان لها لقاء مع طبيبة الاسنان ومسؤول وحدة تعزيز الصحة في مستشفى النسائية والتوليد بمحافظة كربلاء المقدسة الدكتورة (نور صباح عبد الحسين) لتبين لنا ابرز طرق الوقاية من بكتريا التهاب اللثة للمرأة الحامل وتجنبها، واوضحت قائلة:" ان الطب الحديث يحاول جاهداً في تخفيف وطأة الحمل على الحامل وذلك بأتباع اساليب حديثة واقية من كثير من الالتهابات والالام التي يمكن حدوثها خلال هذه الفترة، ومنها الزيارة المنتظمة للطبيب المختص واتباع نظام معين وعمل تمارين رياضية خاصة بالحوامل، وكون ان المرأة الحامل اكثر عرضة للإصابة بسبب زيادة هرمونات الحمل والتي تزيد من كمية الدم المتدفقة للأنسجة وخاصة اللثة مما يجعلها حساسة لأي جير او كلس متراكم على الاسنان، مشيرة الى ان البقاء على اهمال التهاب اللثة فقد يزداد الالتهاب شراسة ويصيب الاربطة والعظم المحيطين بالأسنان مما يسبب التهابات عميقة لها ويسبب انتفاخات لثوية مليئة بالصديد فضلاً عن خلخلة الاسنان وتأكل العظم المحيط وانحسار شديد في اللثة ونزف لثوي ورائحة كريهة مزمنة، كما ان التهابات اللثة العميقة تزيد من نسبة الولادة المبكرة للجنين وصغر اوزان حديثي الولادة، وذلك بسبب زيادة معدل هرمون (البروستاجلاندين) وزيادة عدد البكتريا المتنقلة للجنين عبر المشيمة وهذا مؤشر خطير يدل على اهمية محافظة المرأة الحامل على صحة فمها. مبينة: ان الحامل التي تعاني من الغثيان والقيء، تعمل على تخفيف نسبة الحموضة في الفم خاصة على الاسنان لان ارتفاع حموضة الفم، ونتيجة لوصول احماض المعدة الى الفم اثناء القيء او ترجيع عصارات المعدة الى المريء، يتسبب في تحلل وتأكل مكونات السن واخيراً ان التغلب على حموضة الفم فعلى الحامل ان تستخدم معجون اسنان يحتوي على((بيكنج صودا)) وتكثر من المضمضة بالماء خاصة بعد القيء،منوهة انه على الحوامل اللواتي يثير معجون الاسنان لديهن احساساً بالقيء ينصح بتفريش الاسنان بدواء الغرغرة ومحلول الفلوريد بدلاص من معجون الاسنان للحفاظ على نظافة الاسنان وصحة اللثة. مفاهيم خاطئة عند اغلب النساء الحوامل وعن المفاهيم الخاطئة التي تمارسها الحامل قالت (نور الصباح): ان المرأة الحامل تعتقد ان زيارة طبيب الاسنان اثناء فترة الحمل يشكل خطورة عالية وان زيارتها غير ضرورية والعكس صحيح ويجب اختيار الطبيب المناسب ذو الكفاءة والمعرفة والتنسيق مع طبيب النساء والولادة،كما يعتقد البعض ان الجنين هو المسؤول عن تساقط اسنان المرأة الحامل وذلك بسبب امتصاص الجنين للكالسيوم من اسنانها هذا خطأ شائع وان الصحيح هو الغذاء السليم هو من يساهم على امداد الطفل بالكالسيوم المطلوب، وهذا الغذاء بمتناول الجميع هذه الايام،مضيفة ان الطب الحديث يساعد على نمو الجنين بصورة سليمة، ولسنا في عصر المجاعات لكي يؤدي الى تأكل الام، اضافة ان الأسنان تمتص بعد كمال نموها على عكس العظام والتي تمثل مخزناً للكالسيوم بالجسم، يتم اخذ الكالسيوم منها عند الضرورة ومن ثم تخزينها بالكالسيوم عند وجود فائض في الدم وذلك في ظل وجود التغذية السليمة، مؤكدة ان سبب تأكل الاسنان وسقوطها عند للمرأة الحامل هو اهمالها مما يسبب امراض اللثة، كما ويعتقد البعض ان جميع العلاجات المستخدمة اثناء فترة الحمل بالنسبة للمرأة الحامل وخاصة المضادات الحيوية وهذا الكلام صحيح الى حد كبير ولكن هناك بعض الادوية المسموح باستخدامها خلال هذه الفترة وعند الضرورة يجب ان يكون باستشارة الطبيب المختص. وعن اسباب التهاب اللثة والأنسجة المحيطة للأسنان، بينت ان العامل الرئيسي المسبب لالتهاب اللثة هو وجود طبقة البلاك ((((dental plague او ما يسمى باللويحة الجرثومية وهو عبارة عن طبقة لزجة من البكتريا وبقايا الطعام واللعاب تلصق بالأسنان وتسبب_اذا ما اهملت _ تسوس الاسنان والتهاب اللثة اضافة الى التغيرات الهرمونية للمرأة الحامل والبلوغ والعامل والوراثي ووجود ترميمات سنية مطبقة بشكل سيء، ويسبب ايضا وجود نقص فيتامين c، وعدم انتظام الاسنان وتزاحمها في الفك مما يسمح بتراكم طبقة البلاك، نتيجة تناول بعض الادوية كمضادات الاكتئاب، وجود بعض الامراض كالسكري الذي يهيئ بشكل كبير لأمراض اللثة. وأوضحت (نور الصباح) ان اعراض التهاب اللثة وصنفتها في المراحل، الاولى تصبح اللثة داكنة حمراء او مائلة الى الازرق،هشة، ضعيفة،منتفخة اسفنجية وتنزف لأقل سبب كالتفريش او اثناء الاكل ايضاَ ومن ثم تتكون حبوب بين الاسنان واللثة اي تتباعد اللثة عن الاسنان وتظهر رائحة كريهة منبعثة من الفم، وإذا ما اهملت طبقة البلاك فأنها تكون الجير او الكلس وتبدأ بالانحسار عن مستواها الاصلي، وهنا يكون التأثير قد شمل عظم الفك ايضاً اذ ان انحسار اللثة عن مستواها يعني ايضاً ذوبان العظم من تحتها فتنكشف جذور الاسنان وبالاستمرار في الاهمال يزداد حجم التكلس ويزداد تأكل العظم وابتعاد اللثة عن الاسنان فتفقد الاسنان دعامتها من الانسجة والعظم وتبدأ بالتخلخل. مستدركة في قولها عن طريقة العلاج قائلة: ان العلاج بسيطاً وناجحاً وذلك بتلقيح الرواسب الكلسية (اي ازالة طبقة البلاك والكلس عن الاسنان) الذي يقوم به طبيب الاسنان المختص، اذ انه لايمكن التخلص من الكلس بالتفريش العادي، وقد يصل في عملية التلقيح الى منطقة الجذر فيقوم بكحت الجذر وازالة الترسبات الكلسية الموجودة عليه، ومن ثم يقوم بصقل سطح الاسنان باستخدام فراشي ومعاجين خاصة للحصول على سطح املس، وقد يصف الطبيب بعض العلاجات والمضامض للمريض لحد الالتهاب.