حذر ممثل المرجعية الدينية العليا السيد أحمد الصافي من (مؤامرة كبيرة ضد العقل العراقي تدار في الخفاء ويراد منها إفراغ العراق من عقوله وكفاءاته بالاغتيال المبرمج للبعض مما يحدو بالآخرين إلى الوقوع بين ناري الهجرة والقتل وليس أمامهم غير الخيار الأول والخاسر هو الشعب العراقي) ودعا الحكومة العراقية أن (تعتني بالكفاءات العراقية داخل العراق وأن تعمل على استرجاع من هاجر منهم إلى خارجه من خلال توفير وسائل الأمن التي تحميهم من عمليات الاغتيال المبرمج والتي تقوم به جهات رسمت مخططا كبيرا يستهدف العقل العراقي) جاء ذلك في خطبته الثانية لصلاة الجمعة 11/1/2008م.
مضيفا (وعليها أن تخصص المحفزات المالية والمعنوية للمحافظة على هذه الكفاءات وتهيئة الأجواء التي تؤمن استقرارهم المادي والعلمي بما يخدم العراق فالمؤامرة ضد العقل العراقي مازالت مستمرة وقد يتذكر البعض ما جرى على العالم العراقي الذي حصل على 14 براءة اختراع في عدة مجالات في الثلاثينات من القرن الماضي ومنها إنتاج الطاقة الكهربائية بالخلايا الشمسية بإعتبار الوطن العربي غني بها وقد فضل ترك بلاد المهجر التي أغرته بالعمل فيها بكل أنواع الإغراءات المادية لكنه رفض وفضل العودة واختار لبنان كبلد لتطبيق بعض مشاريعه ولكن الاغتيال المقصود كان بانتظاره قبل أن يصل لبنان وأغلقت القضية في حينها!!! وللأسف ما زال هذا المسلسل مستمرا فيتم اغتيال عالم هنا وأستاذ هناك رغم أنهم ليسوا طرفا في النزاع السياسي أو الحزبي لكن اغتيالهم جاء ضمن مؤامرة مدبرة كما قلنا).
وبين أن (هناك كلام مقروء ومسموع له وجهان ظاهر وباطن ولا يُعلم الأخير إلا بتحليل ما وراء السطور حيث سألنا جملة من الحكماء وأهل الرأي عن رأيهم بالعقل العراقي فأجمع الكل على أن الكفاءة والعقل العراقيين خارج العراق لهما الدور الكبير في تشغيل وإدارة إنتاج الكثير من المشاريع الهندسية والتقنية والعلمية والطبية والخدمية ، فمثلا في بريطانيا تذكر بعض التقارير أن من كل 7 أطباء فيها بينهم عراقي واحد وهو ليس طبيبا عاديا بل مختصا مرموقا ويقال أنهم لو عادوا إلى العراق لأحدثوا خللا في الجانب الطبي في بريطانيا!!!) مضيفا (أن العراق بلد الحضارات والأنبياء والابتكارات والتأريخ الأعرق ونحن لسنا ممن نقف على الأطلال ونتغنى بأمجاد الماضي فقط بل ممن نريد أن تحفزنا هذه الأمجاد على السير إلى الأمام في تطوير أنفسنا واسترجاع كفاءاتنا المهاجرة وتطوير الموجود منها في العراق ورعايتها وهذا أمر مهم ومن واجبات الحكومة).
وطالب السيد الصافي الكفاءات العراقية المهاجرة بأن (لا تنسى العراق ودجلة والفرات وهذا الوطن المعطاء وأن لا ينصهروا في بودقة الظروف التي تحيطهم في المهجر فيصبحوا جزء منه ولا يستطيعون التنصل والعودة لأنهم سيكونون حينها عاجزين عن ذلك أو غير موفقين خاصة بعد تقادم الزمن وكبر العمر وبالتالي نحن ندعوهم للتفكير بوطنهم والعودة إليه واختيار المناطق الآمنة الكثيرة فيه حاليا ليخدموا بلدهم فإننا بحاجة إليهم حتى إننا قد نضطر أحيانا لاستيراد كفاءة ما رغم وجودها ضمن المهجر).
وحول موضوع البطاقة التموينية بين إمام جمعة كربلاء المقدسة بأنها (قضية لا زالت تضرب بأطنابها في أروقة السياسة والاقتصاد ورغم أن بعض الأطروحات حولها كانت علمية لكنها مع الأسف غير عملية) مطالبا الحكومة العراقية بأن (تشعر المواطن العراقي بأنها تبحث عن مصلحته وتريد إنصافه وتضع سقفا زمنيا لذلك).
وفي إشارة إلى ما يبدو أنه تشخيص من السيد الصافي لأسباب مشكلة البطاقة بين أنه (حتى نحصل على بطاقة تموينية كاملة وبمواصفات جيدة بل قد تكون أفضل من السابق قبل سقوط الطاغية فإننا نحتاج إلى موظف مختص ونزيه نضعه في المكان المناسب ليقوم بإدارة هذا الملف المهم والخطر في نفس الوقت لو لم تتم معالجته).
وأكد أن (العراق يستأهل منا كل خير وقد بذلنا ومازلنا من أجله عشرات المقابر الجماعية وملايين التضحيات وأكثر من ذلك أموالا وجهدا ونحتاج الآن إلى عمل دؤوب لتعويض ما فاتنا من نقص في كل مجالات الحياة لنصل بالوطن والمواطن إلى السعادة وهو أمر مطلوب من الجميع وخاصة من المسؤولين).
وفي نفس السياق وفي إطار الفساد الإداري في وزارة التجارة تعجب السيد الصافي من أن (يدخل مسؤول إلى دائرته في العاشرة صباحا ويخرج منها في الواحدة ظهرا!!! وهو مكلف بإدارة ملف مهم كملف البطاقة التموينية ويراد منه حل مشكلة هذا الملف فضلا عن إدارته وإذا نظرنا إلى ضرورة أن يكون هذا الشخص مختصا ونزيها فضلا عن أن يكون مواظبا على الحضور بساعات تكفي لعمله فكيف يمكن أن يقوم بهذا العمل خلال ثلاث ساعات فماذا لو علمنا أن هذه الساعات تتخللها المجاملات والهواتف غير المهمة ودقائق شرب الشاي لعدة مرات وغير ذلك...؟!).
وتسائل ممثل المرجعية الدينية العليا (كيف يمكن أن نتخلى عن شخص خبير ومتخصص في شأن معين ضمن العمل الحكومي ويراد تحجيمه لمجرد أنه كان ضمن الجهاز الإداري في الحكومة للنظام السابق رغم أنه ليس مجرما أو متهما بذلك؟!!! هل يجري ذلك من أجل عيون بعض المفسدين الذين نستحي أن نقول لهم كفى إفسادا؟!!!).
وطالب المسؤولين المعنيين بهذا الموضوع أن (تكون لهم أذن تسمع وتعي ما نقول فلا يمكن أن نطرح موضوع البطاقة التموينية من على منبر الجمعة لأكثر من مرة دون استجابة رغم أهمية الموضوع وما يطرح حوله فلدينا مشكلة عملية يراد لها حل سريع ولا مجال للمجاملات والخداع بما تنقله التقارير الورقية، فيجب - كما قلنا سابقا - النزول إلى الشارع ومعرفة المشاكل ميدانيا) وأضاف (نقل لي أن هناك جلسة حول استيراد مادة الشاي انتهت بشراء شاي جيد يكفي العراق لستة أشهر والنتيجة أن الشاي جاء وبنوعية رديئة جدا فما الذي حصل؟!!!).
وفي إشارة أخرى للفساد الإداري في وزارة التجارة لمح السيد الصافي إلى ذلك بقوله (لا نريد المتاجرة بمعاناة الفقراء بل نريد حلا حقيقيا لما يجري وذلك لا يأتي بتعيين زوجة فلان وابنة فلان في منصب إداري ما ضمن الوزارة لمجرد أنهم أقارب فلان!!! فالحل يحتاج إلى إرادة جدية وأن نتحمل بأن نرضى بزعل فلان وفلان من أجل إقرار المصلحة العامة).
وقد رفع السيد الصافي أمام جمهور المصلين نسخة من تقرير هيئة النزاهة العامة وأشار إلى أن (هذه النسخة قد وصلت إلى صناع القرار وأهل الرأي في العراق وقد وصلتنا نسخة أيضا ولن نتدخل فيما جاء فيها إلا فيما يعنينا وقد جذب انتباهي في هذا التقرير أن الهيئة قد طالبت بتوقيع عقد وطني بين رئيس الوزراء والوزراء والمحافظين ورؤساء مجالس المحافظات و... من أجل عدم حماية المفسدين والتستر عليهم وكذلك التعهد بنشر قيم الشفافية والنزاهة في البلاد).
وامتدح السيد الصافي هذا المطلب بشرط تطبيقه بشكل صحيح، مضيفا (وذكر التقرير أن أقسام هيئة النزاهة في المحافظات يجب أن تبتعد عن المحاصصة الحزبية) مبينا أنه (كلام جيد لو عمل به خاصة وأن كل كتلة سياسية تبحث عن النجاح ومن مصلحتها أن تجد أناسا يصدقون لها القول ويسدون لها النصيحة لا أشخاصا يزوقون لها الحقائق).
وإختتم خطبته قائلا (إن شعب العراق شعب التضحيات وينافس شعوب العالم في ذلك بل قد يتفوق عليهم ونحن مطالبون بأن لا ننسى هذه التضحيات).
أقرأ ايضاً
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي
- لبنان :مساعدات السيد السيستاني تدق أبواب دير الأحمر”، وهذه هي المناطق المشمولة
- الحكومة العراقية تبدأ إجراءات لمنع “تهريب” النفط من كردستان